أفغانستان الجريحة.. مسلسل الحرب الدائرة منذ أربعين عاما

لعل أفغانستان من أكثر الدول في وعي جيلنا ارتباطا بالحروب والقتل والتشرد والبؤس، ذلك أنها دخلت قبل أربعة عقود دوامة الحرب دون توقف حتى اليوم، وهي منطقة صراع إقليمي ودولي مستمر للسيطرة عليها لموقعها الاستراتيجي الهام.

هذه قصة أرض جميلة جدا بقدر ما هي ملعونة، إنه بلد عالق في الحروب منذ وقت طويل، وقليل من يمكنهم أن يتذكروا متى بدأ ذلك أو لماذا، نظرا لمرور أكثر من أربعين عاما على اشتعال فتيل القتال والحروب دون أن يهدأ أبدا حتى اليوم.. وماذا يريد المتقاتلون الذين لا يتعبون من الحرب، أهو المال أم السلطان أم الدين؟! لا أحد لديه إجابة واضحة، فما الخطأ الذي وقع في أفغانستان، فأبقى على هذه الأرض القاحلة لغزا؟

أفغانستان الواقعة في قلب آسيا وتحيط بها حضارات قديمة، بقي أهلها معزولون خلف جبال هندوكوش الشهيرة، ورغم انقسام الأفغان إلى قبائل، فقد وحدهم دينهم الإسلامي ورغبتهم الشرسة بالاستقلال. فعلى مر التاريخ غزا فاتحون ذوو جيوش عظيمة هذه الأمة من الإسكندر الأكبر إلى الإمبراطورية البريطانية، لكنهم واجهوا جميعا المقاومة الأسطورية للأفغان.

ونظرا لأهمية التجربة الأفغانية على كل الصعد، أنتجت قناة الجزيرة الوثائقية فيلما من أربعة أجزاء، يروي حكاية الجرح الأفغاني الدامي منذ نهاية العهد الملكي إلى اليوم، نعرضها لكم فيما يلي:

1) أفغانستان الجريحة.. نعيم الملكية وجحيم العسكر ولعنة الغزاة

يتناول الجزء الأول من الفيلم بعنوان “المملكة” الحياة المنفتحة في كابل في عهد الملك ظاهر شاه، وحتى الغزو السوفياتي العسكري لأفغانستان، مرورا بسلسلة انقلابات وأحداث دموية، مثل انقلاب داود خان على الملك ظاهر شاه، وانقلاب الشيوعيين عليه وقتله مع عائلته، ثم تولي نور محمد تراقي الحكم، وانقلاب حفيظ الله أمين عليه، حتى الدخول العسكري السوفياتي وقتل تراقي.

2) أفغانستان الجريحة.. عشرية السوفيات التي أزهقت أرواح مليون أفغاني

يتناول الجزء الثاني من الفيلم بعنوان “الجهاد” الكابوس السوفياتي في أفغانستان وحقبة الجهاد، وقد بدأ احتلال السوفيات بالتدخل العسكري لإنقاذ نظام كابل الشيوعي من السقوط شتاء 1979، وانتهى بخروج مذل في شباط/فبراير 1989، مروا بكل ما جرى في السنوات العشر من تفاصيل المشهد الأفغاني على صعيد المعركة العسكرية وتداعياتها على الشعب الأفغاني.

3) أفغانستان الجريحة.. عاصفة طالبان التي أطفأت فتيل الحرب وشمعة الحرية

يتناول الجزء الثالث من الفيلم بعنوان “طالبان” الفترة الممتدة ما بين انسحاب القوات السوفياتية من أفغانستان وحتى وقوع أحداث سبتمبر في الولايات المتحدة، مرورا بإسقاط النظام الشيوعي، ودخول المجاهدين إلى كابل، وما تبع ذلك من حرب أهلية بين فصائل المجاهدين، ثم ظهور نجم حركة طالبان في قندهار إلى حين سيطرتها على كابل واغتيال تنظيم القاعدة للقائد أحمد شاه مسعود قبل يومين من أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

4) أفغانستان الجريحة.. دماء وأشلاء حول الحرب الكاسرة بين النيتو وطالبان

يتناول الجزء الرابع من الفيلم بعنوان “الفخ” المأزق الذي علقت به الولايات المتحدة، إذ وقعت في نفس الشرك الذي نصبته للاتحاد السوفياتي في ثمانينيات القرن الماضي، ويرصد الأحداث بدءا من هجوم 11 سبتمبر/أيلول 2001 الذي نفذته القاعدة على الأراضي الأمريكية، مرورا بالغزو الأمريكي لأفغانستان وإسقاط نظام طالبان، وقيام نظام جديد مُوالٍ لأمريكا، وانتهاء باستعداد واشنطن للانسحاب من أفغانستان بعد مقتل أسامة بن لادن.