المسرح الفلسطيني والأردني.. مسرح الثورة والسياسة والكفاح

أنتجت الجزيرة الوثائقية سلسلة من الوثائقيات التي تناقش ملف “المسرح العربي” وتبحث نشأة المسرح العربي والقُطري في معظم البلدان العربية التي اشتهرت بهذا النوع من الفن ابتداء من الحكواتي أو القصّاص مرورا بمسرح خيال الظل ثم القاراقوز وأخيرا باعتلاء خشبة المسرح التي جاءت تتويجا لكل التقنيات البسيطة التي سبقتها، وكيف تنوع شكل المسرح بتنوع الثقافة والقُطر الجغرافي، وما هو نصيب اللغة العربية الفصحى على ذلك المسرح.

وتستعرض الحلقة التاسعة المسرح الفلسطيني منذ الانتداب عبر مائة سنة وكيف كانت الثورة والنضال ومقاومة الاحتلال العنوان الرئيس لهذا المسرح، وكيف انتقل المسرح بعد ذلك إلى الأردن ليصبح المسرح السياسي الفكاهي عنوان المسرح الأردني الذي يقوده ثلة من المبدعين فيها.

 

عرف المسرح في فلسطين بداية القرن العشرين إبان الانتداب البريطاني حين توالت البعثات الأجنبية التي شكلت مدارس لأغراض سياسية وتبشيرية، وفي هذه المدارس تشكلت النواة الأولى لرواد المسرح الفلسطيني، وعلى الجانب الآخر ظهرت مدارس فلسطينية ذات طابع عربي إسلامي ليوازي ما يطرح في المدارس الأجنبية.

وعلى مدار ثلاثة عقود من العام 1918 وحتى النكبة عام 1948 توالى قدوم الفرق المسرحية العربية على فلسطين، لتعرض أعمالها على الجمهور هناك، ومن بينها فرق علي الكسار ويوسف وهبي ونجيب الريحاني وجورج أبيض، وهو ما ساهم في إثراء حركة المسرح الفلسطيني، وإعلاء شانها.

لكن النكبة عام 1948 كان لها أثر سلبي واضح على الحركة المسرحية الفلسطينية، فعرقلت صعودها وتطورها، حيث جاءت لتحطم آمال شعب بأكمله، فتمزق المسرح وأصبحت ممارسة الفن ضربا من الخيال، بسبب الواقع الأليم وما يمارسه الاحتلال.

أصيب المسرح الفلسطيني بخيبة أمل كبيرة، فقد أدت هذه الانتكاسة الكبيرة إلى تشتت شمل فناني المسرح الفلسطيني فعاش المسرح ما بعد 1948 مرحلة انعدام وزن وكساد فني مسرحي وسكون تام للحركة حتى عام 1965 عام انطلاقة الثورة الفلسطينية.

“باسم الأم والأب والابن”.. فرقة الحكواتي

بعد انطلاق الثورة تشكلت الكثير من الفرق المسرحية الفلسطينية في بعض الأقطار العربية وفي داخل الأراضي المحتلة، وما لبثت البلاد أن تعرضت إلى نكسة 1967. يقول الناقد محمود شقير: بعد الهزيمة تكوّنت لدى الفلسطيني ردة فعل، وهي حتمية القيام بشيء يعبّر عن رفضه للاحتلال، فكان الاتجاه للمسرح الذي لقي إقبالا واسعا.

لقد أعيد إحياء المسرح من جديد، كما يقول عبد الفتاح سرور مؤسس “فرقة حناظل”، فمعظم التجارب كانت فردية وشكل المسرح لهم نواة حياة. وفي عام 1977 انطلق أقوى عرض مسرحي تحت رئاسة فرانسوا أبو سالم الذي أنشأ “فرقة الحكواتي” وأسهمت بدور فعال في حركة المسرح الفلسطيني.

أعضاء فرقة الحكواتي الفلسطينية تقدم عروضها خارج فلسطين لإيصال الهم الفلسطيني

شهدت فترة الثمانينيات وبداية التسعينيات نقلة نوعية للمسرح الفلسطيني، فأصبح بمثابة سفير فلسطين في الخارج، وقدمت فرقة الحكواتي مسرحيتها الأولى خارج فلسطين بعنوان “باسم الأب والأم والابن”، وقد شارك فيها طلال حماد وتناولت المسرحية القمع داخل الأسرة الفلسطينية وتأثير الاحتلال.

ومن أهم ما قدمته تلك الفرقة بناء المسرح الوطني الفلسطيني، فقد استأجرت مقر سينما النزهة في مدينة القدس وحوّلته إلى مسرح عام 1984، وكانت تلك أول خشبة مسرح تقام في المدينة المقدسة، لتصبح منبرا تعرض عليه فرقة الحكواتي أعمالها.

وفي عام 1987 قام فرانسوا وزوجته جاكي لوبيك بكتابة مسرحية “قصة كفر شما” التي تتحدث عن تهجير أهالي كفر شما في النكبة، ثم عرضت المسرحية لمدة خمس سنوات وقدمت 120 عرضا وجابت العالم من اليابان وحتى ألاسكا.

“فرقة عشتار”.. أسفار مسرحية عبر فلسطين

لم يكن الاحتلال راضيا عن تلك العروض المسرحية، وعمد إلى وضع العراقيل أمام الممثلين، فكانت أكثر مشكلة تواجههم هي عدم حرية التنقل والحاجة لتصريح من سلطات الاحتلال، إضافة إلى الرقابة المشددة، لهذا قام الممثلون بما سمي بالمقاومة الجملية الجوالة بالسيارة، يقطعون فلسطين من جنوب الخليل وحتى شمال جنين يُدرّبون شباب المخيمات والقرى المهمّشة على فنون المسرح والدبكة والتصوير.

أوجدت تجربة المسرح الجوال حراكا غير مسبوق على مستوى المسرح الفلسطيني، كما كان لها أثر توعوي للشعب ودفعه في الانتفاضة الأولى، وهكذا هدأت وتيرة المسرح خلال الانتفاضة، لكنه بُعث من جديد على يد الجيل الذي نشأ في كنف مسرح الستينيات والسبعينيات، وأخذ هؤلاء على عاتقهم إعادة إحيائه، وأنشأوا فرقا مسرحية منها “فرقة عشتار” التي تأسست في مطلع العقد الأخير من القرن الماضي، وقد كانت أول أكاديمية مسرحية في فلسطين، وأسسها إدوارد المعلم وإيمان عون.

المسرح الجوال يزور شباب المخيمات والقرى المهمّشة ويدربونهم على فنون المسرح والدبكة والتصوير

تقول إيمان إن الهدف من تأسيس الفرقة كان الانتشار بأكثر من منطقة في فلسطين، لذا كان لها وجود في القدس وبيت لحم ورام الله وجامعة بير زيت وغزة.

لقد قامت الفرقة بالاستعانة بمسرح سويسري لوضع منهاج أدخل في المدارس لمدة ثلاث سنوات، وبعد انتهاء التدريب فكروا بضم الخريجين لفريق مسرح عشتار، لكن الحواجز التي وضعها الاحتلال أدت إلى حدوث انفصال كبير بين المدن الفلسطينية، لذلك اتجه مسرح عشتار إلى مسرح المضطهدين وهو امتداد لمسرح الشارع، وقد تناول هذا المسرح الناس وهمومهم، وأصبحت علاقته بالشارع والجمهور علاقة متينة متميزة.

كانت مونولوجات غزة من أهم ما قدمته فرقة عشتار، فقد ضمت مجموعة من الأطفال الذين دوّنوا اعتداءات المحتل الغاشم وما خلّفه من دمار على أرضهم، وسرعان ما وصلت قصصهم إلى العالم بأسره في يوم واحد وفي توقيت واحد، فقد قام أكثر من 1500 طفل بإعادة تلك المونولوجات وبـ14 لغة.

“مطلوب حمار”.. محطات مشرقة في المسرح الغزي

أضحى حال مسرح عشتار كحال باقي الفرق، فالتنقّل بين مدينة وأخرى كالتنقل بين بلد وآخر، لذا أصبح المسرح الوطني في القدس أشبه بمدينة أشباح، وانتقل نشاطه إلى خارج المدينة، ففُرّغت القدس من محتواها الثقافي والفني والإنساني.

وعلى الجانب الآخر، كان المسرح الغزّي أضعف من حيث الإمكانيات المادية والموارد البشرية، لذا فقد كان عمر الفرق المسرحية في غزة أقل بكثير عما كان الحال علية في الضفة الغربية.

“فرقة حناظل” الفرقة الأكثر شهرة في تاريخ المسرح الغزّي تعرض مسرحيتها الحقوقية “مطلوب حمار”

ومع ذلك فقد كان هناك العديد من التجارب التي حاربت من أجل خلق تجربة مسرحية قوية، فقد تشكل في التسعينيات من القرن الماضي 25 فرقة مسرحية، كان أبرزها فرقة حناظل الأكثر شهرة في تاريخ المسرح الغزّي.

وقامت هذه الفرقة بجهود فردية، ومن مؤسسيها سعيد البيطار وسعيد عيد، وكان من عروضهم “مطلوب حمار” التي تتحدث عن حقوق الإنسان، لكن نظرا للظروف التي يعيشها المجتمع الفلسطيني فقد توقفت الفرقة عن العمل.

فرقة الرواد.. “إحنا ولاد المخيم”

في عام 1998 كان المشاهد الفلسطيني على موعده مع فرقة بزغ نجمها وانتشرت في العالم، حتى أنها وصلت أوروبا والولايات المتحدة، وهي “فرقة الرواد” التي أسسها عبد الفتاح أبو السرور، وقد ضمت عددا من المبدعين الكبار والصغار، وبدأت أهم أعمالها عام 2000 بمسرحية “إحنا ولاد المخيم” التي عرضت في العديد من الدول كالدنمارك وفرنسا والصين.

يقول عبد الفتاح: لقد أتاحت المسرحية الفرصة أمام الأطفال ليتحدثوا عن مشاكلهم وواقعهم عن المدرسة والأهل، لقد تمددت المسرحية وأخذت طابعا تاريخيا، حتى وصلت وعد بلفور وطرحت قضية معاهدة السلام في عهد الرئيس جورج بوش.

مسرحية “إحنا ولاد المخيم” هي أولى أعمال “فرقة الرواد” التي أسسها عبد الفتاح أبو السرور

بعد عام 2000 برزت تجربة أخرى أضافت الكثير للمسرح الفلسطيني، وهي تجربة جورج إبراهيم الذي قام بإنشاء “فرقة القصبة” وقام بعرض يحمل نفس الاسم، وعرض أيضا “مسرحية العرس” التي طافت بلادا عديدة.

كما عُرضت “مسرحية الكراسي” بدعم من اليونسكو، وأخرجها المخرج “جوليانو ميرخاميس” الذي قُتل يوم الافتتاح، وجابت المسرحية كافة القرى الفلسطينية.

وفي عام 2005 تأسست “فرقة مسبح الحارة” التي حملت روحا جديدة، ومن أهم أعمالها مسرحية “حنين البحر” التي كانت بالاشتراك مع “مسرح بكا السويدي” ومسرحية “نص الشطارة” التي تتحدث عن الخوف لدى الشباب.

يمتاز المسرح الفلسطيني بأنه مسرح فتيّ وهو مسرح مقاومة يحتاج للمؤازرة، وهو حر كطائر يرفض كل قيد يذهب بعيدا ويعود محملا بآمال وأحلام مشروعة.

فلسطين.. مهد المسرح الأردني

انتقل المسرح الفلسطيني من إطار التأثير المحلي إلى التأثير الإقليمي، فعلى يدي الأب الفلسطيني أنطوان الحيحي رست أولى بوادر المسرح في الأردن، وقد وصل الأب الحيحي إلى مدينة مأدبا الأردنية قادما من القدس عام 1918م، وأنشأ جمعية الناشئة الكاثوليك العربية، وكان من أهدافها القيام بالنشاطات التمثيلية، وقد شارك مع الأب الحيحي مجموعة من الشباب التوّاقين للفن، مما أسهم بظهور المسرح الأردني الحديث في العقد الثاني من القرن الماضي، وكان من بينهم روكس بن زايد العُزيزي والأب زكريا الشوملي الذين أرسوا مفهوم المسرح الشامل في الأردن.

المسرح الأردني مسرح سياسي فكاهي وهادف في نفس الوقت

نقل العزيزي المسرح من الكنيسة إلى المجتمع بأفقه الرحب، ومن هنا يرى المهتمون أن العزيزي هو صاحب الفضل في نشأة المسرح الحديث في البلاد، إلا أن آخرين يرون أن الانطلاقة الحقيقية كانت في منتصف الستينيات من القرن العشرين، من خلال تأسيس المسرح بالجامعة الأردنية بقيادة الفنان الكبير هاني صنوبر، وهو أول أردني درس المسرح بشكل أكاديمي وحصل على الماجستير من جامعة “غولدمن” الأمريكية.

وعندما أنهى دراسته توجه إلى مصر ونصحه أهل الخبرة هناك بإنشاء مسرح أردني، فعاد من أجل هذا الهدف، يقول المخرج صلاح أبو هنود: لقد اختارني صنوبر للعمل معه، وبعد ثمانية شهور وقع الإعلان عن أسرة المسرح الأردني، وكانت معظم الأعمال عالمية مترجمة خاصة بعد هزيمة 1967.

ومن تلك المسرحيات “أفول القمر” التي كانت تدعو للمقاومة في بلد أوروبي ضد النازي الألماني، وقد لقيت إقبالا منقطع النظير، كما أنها عرضت في أكثر من مدينة عربية كدمشق وبغداد. كما كان لصنوبر أعمال أخرى مثل مسرحية “موتى بلا قبور” و”بيت الدمية”، ولقد ألهمت هذه النصوص الغربية الكتّاب لكتابة نصوص عربية عن النضال والمقاومة، ومن بين هؤلاء الذين قدمهم هاني صنوبر جمال أبو حمدان عن طريق عرضين “الجراد والمفتاح” و”المؤسس”، ثم تلا ذلك أعمال محمود الزيودي في مسرحيته “رسالة من جبل النار”.

مسرحية “الزير سالم”.. ابن المسرح المصري

في بداية السبعينيات غادر هاني صنوبر الأردن ليفسح المجال أمام جيل من الشباب المجددين الذين قدموا أعمالا عصرية تحاكي الواقع والمجتمع، وكان معظم هؤلاء من خريجي كلية الفنون الجميلة بجامعة القاهرة، وقد تأثروا بالتجربة المصرية وأضافوا أعمالا هادفة، ومن بينهم حاتم السيد وشعبان حميد وأحمد شقم.

يقول حاتم السيد عن نفسه: أنا ابن المسرح المصري في أوج عطاءه، لقد كنت هناك فترة الستينيات. وقد قام حاتم السيد بتقديم مسرحيات “الزير سالم” و”أعمال علي سالم” ثم قدم “الغرباء لا يشربون القهوة” و”اضبطوا الساعات”، ولقد رأى النقاد أن أهم ما ميز أعماله تقديمه النصوص العربية التي لامست وجدان المشاهد العربي والأردني.

خريجو كلية الفنون الجميلة بجامعة القاهرة يقدمون مسرحيات تلامس وجدان المشاهد العربي وتاريخه

ومن أهم معالم مرحلة الثمانينيات إنشاء فرق مسرحية جديدة ومنها “فرقة فوانيس” التي أسسها خالد الطريفي ونادر عمران وعادل ماضي، ومن أعمالهم “دم دم تك” و”رحلة طوط طاط طيط”، وكانوا يقدّمون المسرح بطريقة بصرية إيمائية فيها شيفرات، كانت أعلى من مستوى المتلقي، وكان جمهوره انتقائيا محدودا، وبعد ذلك بدأ يتناقص.

بدأت الدولة الأردنية تعطي أهمية للمسرح، فدشّنت المسرح وابتعثت الكثيرين للدراسة واكتساب الخبرات، وأسست قسما لتدريس المسرح في جامعة اليرموك عام 1981، ومعظم الذين حملوا لواء المسرح فيما بعد هم من خريجي جامعة اليرموك، أمثال حكيم حرب وإياد نصار وصبا مبارك.

أثرت الظروف السياسية المحيطة بالأردن في التسعينيات سلبا على الحركة المسرحية، وعلى الرغم من ذلك فقد عاد المسرح أقوى من ذي قبل، وخرج عن طابعه التقليدي وأصبح يقدم مسرحا متقدما من حيث الفكرة والصورة الدرامية.

ظهر عدد من المخرجين الذين أسسوا فرقا ومنهم عبد الكريم الجراح وفرقته “طقوس” مع نخبة من الممثلين، وقد قدموا مسرحية “سيدرا”. يقول عبد الكريم إنه قدم مسرحية “ظلال القرى” التي تمجّد وتتحدث عن تاريخ مشيع الذبياني؛ وهو ملك شرق الأردن قديما الذي سجل انتصاراته مع العبرانيين، كذلك مسرحيته “مشيع يبقى حيا”.

فرقة مختبر الرحالة تبنّت النمط المسرحي الحديث على غرار مثل مسرحية “هاملت يصلب من جديد”

في تلك الفترة ظهرت فرقة مختبر الرحالة التي قامت على غرار المسرح التجريبي، وأسسها حكيم حرب، وقد التزمت الفرقة بالنمط الحديث الذي لاقى رواجا كبيرا في الشارع الأردني، ومن أهم أعمالهم “هاملت يصلب من جديد” أما مسرحية “نيرفانا” فقد كانت على قمة الهرم الإبداعي للفرقة للروائي الألماني “هيرمن هسيه” لقد مزجت المسرحية بين الروحانية الشرقية والغربية وقد استعانت الفرقة بأشعار ابن الفارض والحلاج.

انطلق في التسعينيات مهرجان المسرح الأردني الأول، وبعد ذلك توالت العديد من المهرجانات التي أضافت بريقا خاصا للمسرح، وهذا ما دعم فكرة المسرح اليومي، أو ما يعرف بالمسرح التجاري.

“موسى حجازين”.. كوميديا سياسية عميقة

رغم قلة تلك المسارح بالأردن فإن تجربة الفنان المتألق موسى حجازين وما يمتلكه من موهبة مكنته من الارتقاء بالعمل الفني كذلك اختياراته المميزة جعلت منه ظاهرة فنية تستحق المشاهدة، فكانت أول مسرحياته مع الفنان نبيل المشيني “شي غاد”. ثم بعد ذلك شارك بالمسرح الوطني الأردني ومن أعماله مسرحية “مواطن تحت الطلب” ومسرحية “الآن فهمتكم”. وقدم حجازين النقد السياسي بطريقة كوميدية خفيفة الظل.

يقول موسى حجازين عن نفسه: أنا أقدم رسالة سياسية عميقة من خلال الكوميديا حتى تصل إلى قلب المشاهد.

في الآونة الأخيرة قُدمت المسرحيات بنهج مختلف، ومن أهم ما قُدم “مسرح لغة الجسد” للمخرجة مجد القصاص التي مزجت فيها فن ما بعد الحداثة في المسرح والرقص.

موسى حجازين المشهور بـ”سُمعة” هو صاحب الأثر الأكبر على المسرح السياسي الفكاهي في الأردن

تقول مجد عن تجربتها: عدت إلى الأردن في عام 2004، وقدمت 11 عملا تحت مسمى “فيزياء الجسد”، ومن تلك الأعمال “القناع” و”أبيض وأسود” و”أوراق الحب”، كما عملت قراءة صوفية لأعمال شكسبير، لقد كنت اطلعت على الصوفية وتعمقت فيها ووجدت عند شكسبير مظاهر صوفية كتلك الموجودة في كتابات ابن الفارض ورابعة العدوية وكل من كتب بالصوفية.

كما ظهرت في الأردن فرق مسرحية غير ربحية كفرقة “شباب أحفاد” التي أسسها الفنان كاشف سميح، عرضت الكثير من المسرحيات الهادفة مثل مسرحية “العقم” ومسرحية “فكر المحراب” ومسرحية “مدفون حيا” وغيرها الكثير.

لقد قطعت التجربة الأردنية بالمسرح أشواطا من النضال والكفاح من أصحاب هذا الفن حاملين هموم وتطلعات المجتمع الأردني، وينظرون إلى مستقبل مشرق لمسرح أردني الهوية عربي الانتماء إنساني النكهة.