محمية مالا مالا.. موطن العمالقة والأساطير والملوك

خاص-الوثائقية

على امتداد الجانب الغربي لأكبر برية في جنوب أفريقيا، تتألق جوهرة التاج، بلد الخمسة الكبار، وموطن العمالقة والأساطير والمحاربين والملوك، إنها محمية “مالا مالا”.

وضمن سلسلة “أفريقيا المدهشة” -التي بثتها قناة الجزيرة الوثائقية- تسلط هذه الحلقة الضوء على عالم الأحياء في هذه المحمية، من الضعاف إلى الأقوياء؛ فكل من يعيش فيها هو جزء من شبكة معقدة وتوازن دقيق بين الحياة والموت، فمعركة البقاء قديمة قدم الزمن، وعلى كل مخلوق أن يتكيف تماما مع دوره في عامل يحكمه تغير الفصول الذي لا هوادة فيه.

ومع تسلل موسم الجفاف ببطء عبر محمية “مالا مالا”، فإنه يخنق الجداول والروافد، ولا يتبقى منه سوى شريان حيوي واحد؛ نهر الرمال، المياه الوحيدة الدائمة على مسافة عدة كيلومترات.

 

الجفاف.. موسم يُحكم قبضته على الأحياء

بعيدا عن الماء، يتلاشى اللون الأخضر ببطء ليتحول إلى اللون البني، وتتقلص برك الماء العميقة لتتحول إلى برك موحلة، تصل حيوانات الجاموس إلى ضفة النهر بالمئات مفتونة بالماء البارد والغطاء النباتي، فالجواميس يجب أن تشرب يوميا، وهي أول من يشعر بآثار تبدل الفصول.

تأتي الفيلة في أعقابها، وتتبع الأمهات الحكيمات المسارات القديمة التي خطها أسلافها. ويحتاج كل فيل بالغ إلى شرب 190 لترا كل يوم، وهم يعرفون أن الأوقات العصيبة في انتظارهم.

ومع إحكام موسم الجفاف قبضته، يُصبح النهر شريان الحياة لجميع الحيوانات العاشبة، وهذه فرصة لا تغفل عنها الحيوانات المفترسة؛ فموسم الجفاف هو موسم وفرة بالنسبة لها.

وهناك، وفي نتوء صخري بعيد عن النهر المزدحم، يبدأ اثنان من أحدث أفراد “مالا مالا” مغامرتهما. فبعمر يزيد قليلا عن شهر، يستمتع “نمران” صغيران ببساطة الحياة حيث يتعرفان على أمهما ويلاحقانها ويضايقانها. ولأن صقل مهارات البقاء لديهما مسألة في غاية الجدية، فإن أمهما تُكرّس وقتها بالكامل لهما، إنها وظيفة مرهقة ستتطلب منها تسخير كل مهاراتها ورعايتها للأشهر الـ18 القادمة.

والنمران الشبلان الصاخبان ليسا الإضافة الجديدة الوحيدة في “مالا مالا”؛ فعلى امتداد النهر يُرحب قطيع “الضباع” الساكنة هناك بأحدث الوافدين إلى صفوفه. ورغم أنها من أمهات مختلفة، فإن كل “شبل” يبقى آمنا في العرين المشترك. على كل “ضبع” أن يعرف مكانته في مجتمع القطيع ويحترم رؤساءه المباشرين.

وتجلس أمهات “الضباع” لرعاية أطفالها، لكنها أبدا لا ترضع “شبلا” ليس من نسلها. فقد تغادر الإناث لساعات أو أيام بحثا عن الطعام مدركة أن أقوى الأفكاك في مملكة الحيوانات تحرس صغارها. ورغم أنها تكون شرسة متى أرادت، فإنها تفضل اتباع أنفها الحساس للعثور على صيد مفترس آخر، فلماذا تصيد إذا كان بمقدورها الاقتتات على الجيف؟

كل فيل بالغ يحتاج إلى شرب 190 لترا من الماء كل يوم

 

صراع العمالقة.. مناوشات الأسد ووحيد القرن

مع تلاشي ضوء النهار، تبدأ “النمرة” الأم بالتحرك، فقد حان الوقت لتترك “الأشبال” وتذهب للصيد، وسرعان ما تواجه الخطر؛ مجموعة من “الكلاب البرية”، سوف تقتلها لو كان بإمكانها التسلق، لكن أشبالها التي لا تستطيع التسلق تكون في أضعف حالتها عندما تغادر أمها العرين. “الكلاب البرية” ليست سوى البداية، فالموت يأتي بجميع الأشكال والأحجام.

وبصفتها أكبر أقوى قطط أفريقيا، فليس لدى “الأسود” الكثير لتقلق بشأنه باستثناء مشكلة واحدة كبيرة جدا هي “وحيد القرن الأبيض” الذي يتسم بقصر النظر وسوء المزاج والشك، خاصة مع وجود صغاره بجانبه.

فمجرد شمه لرائحة “الأسد”، يمكن أن تُدخل هذه “الدبابة الحيوانية” -التي تزن طنين- في حالة من الجنون. ويعوض “وحيد القرن الأبيض” ضعف بصره بسمع حاد وشم حساس، وبما أن “القطط الكبيرة” لا تبحث عن المشاكل، فإنها لا تقوم بأي حركات مفاجئة، إنها معركة لا يمكنها الظفر بها.

لكن “وحيد القرن” -مثل جميع الحيوانات العاشبة في المحمية- يُواجه مشكلة أكثر إلحاحا هي الجفاف. فمع تبخر آخر برك الماء، يتعين على الجميع التوجه إلى النهر، وسوف يتحملون عدة شهور قبل أن تهطل الأمطار، لأن المسارات المؤدية إلى النهر تتحول إلى طرق سريعة للحيوانات العاشبة، ولا يبقى هناك مكان أفضل منها لنصب الكمائن.

وضعت “النمرة” الأم أنظارها على صغير “ظبي الكودو” معتمدة على عنصري التخفي والمُباغتة، لكن حتى مع ذلك فإن نسبة نجاح محاولة صيدها لا تتجاوز 30%، لذلك تنتظر الظلام.

ومرة أخرى يساعد الجفاف في تعزيز فرصها، حيث تصطاد هذه القطة الكبيرة “سمك السلور” العالق في البرك المنكمشة. إنها تبذل كل جهدها للإبقاء على أقدامها جافة، لكن عندما تكون الغنيمة ثمينة وطرية هكذا، فما المانع من تلطيخ أصابع قدميها بقليل من الطين، على الرغم من أن الأرض اللزجة تُهدد بابتلاعها، وهذا هو الثمن التي تدفعه للحصول على وجبة.

الفجر في شتاء “مالا مالا” بارد وغارق في الشفق البرتقالي، لكن منتصف النهار يشتعل حرارة ويعصف بالغبار. ولذلك تتمرغ قطعان “الجاموس” المقيمة في المحمية في النهر المتضائل باستمرار لتكسر لهيب الحر. ويملأ موكب “الجاموس” الفضاء بصوت خواره، بينما تشق هذه الوحوش طريقها عبر العشب الذابل.

وفي ذروة موسم الجفاف، يكون أفراد قطاع “الجاموس” في أضعف حالتهم. فالعشب هناك يوفر القليل من العناصر الغذائية، وتُنهكه الرحلة الطويلة إلى النهر مع مرور كل يوم. وتحدد قائدات القطيع -المعروفات باسم مستكشفات الطريق- وتيرة سير ثابتة، ويقدن القطيع مباشرة نحو عدوهم اللدود؛ فهذه الثيران -التي يبلغ وزن كل منها 800 كيلوغرام- تشكل جدارا من العضلات والقرون والمزاج الحاد، لكن “الأسود” لا تلقي لكل ذلك بالا.

الأسد ووحيد القرن تعايش حذر في الغابة

 

تزاوج.. شبق الغريزة ينسيهم الطعام

لم تأت “الأسود” إلى ذلك المكان من المحمية للصيد، فالأنثى الكبيرة في الزمرة تعيش حياة الشبق والرغبة في التزاوج، وليس لديها سوى القليل من الوقت كي تصبح حاملا مرة كل بضعة شهور. وبطريقة ما تقوم اللبؤات في نفس الزمرة بمزامنة حملهن؛ وهو ما يعني أن أخواتها سيكنّ أيضا على استعداد قريبا للتزاوج، وهو أمر سيكون متعبا للذكور، إذ سيبقي الزوجان المنهكان معا لثلاثة أيام يتزاوجان خلالها مرة كل 15 دقيقة، والطعام هو آخر ما يدور في أذهانهما، وافتقارها إلى الشهية يمثل فرصة للحيوانات المفترسة الأقل رتبة.

وفي مكان آخر ليس ببعيد، يتسلل أحد “النمور” منجذبا لرائحة الموت ونعيق “النسور” نحو بقايا “زرافة” كانت قد ذهبت ضحية لقسوة الجفاف. ولا يمكنه أن يتخلى عن هذه الغنيمة؛ فوليمة بهذا الحجم لا بد أن تجذب الكثيرين، لكن الجوع أعلى صوتا من الخوف.

وعادة ما تفر معظم “النمور” من “الضباع”، لكن مع هذه الوليمة لن يفر “النمر”، كما لن يتراجع “الضبع” أيضا. إنها إذا هدنة هشة بين غريمين لدودين، لكنها لا تدوم، فإذا سنحت الفرصة فسيقتل كل واحد منهما الآخر، بل وسيقتل حتى أشباله.

يستمر موسم التزاوج الأسد واللبؤة لثلاثة أيام يلتقيان فيها مرة كل 15 دقيقة

 

بعد القحط واليأس.. أخيرا جاء المطر

مع مرور الأسابيع، يزداد المشهد الطبيعي في “مالا مالا” قحطا ويأسا، وأخيرا تلوح بوادر التغير، حيث تتراكم غيوم العاصفة في السماء التي تزداد ظلمة. لقد وصلت الأمطار.

تتشرب الأرض بكل قطرة حتى لا يعود في وسعها استيعاب المزيد، وتعود الأنهار لتفيض من جديد. وشيئا فشيئا تمتلئ البرك والروافد وتزداد قوتها تدريجيا.

ولا تمر أيام “الأسود” على وتيرة واحدة، فتارة تهتم بالتسكع أكثر من اهتمامها بالانقضاض على الفرائس التي تتفاداها بسهولة، وتارة أخرى تتدرب اللبؤات مع بعضها البعض في ألعاب تعدها للمطاردات الحقيقية حين يشتد الجوع، لتبدأ ممارسة الصيد.

وفي بقعة أخرى من المحمية، تبحث “النمرة الأم” عن فريستها المفضلة؛ “ظبي الإمبالا”، فهي العائل الوحيد لأسرتها. ويحب أن تتسلل خطوة خفية تلو أخرى لتصبح على بعد بضعة أمتار دون أن يُكشف أمرها. وفي المقابل لا يتطلب الأمر أكثر من “ظبي إمبالا” واحد يرصدها ويرسل إنذاره الصوتي لبقية القطيع، فينجون من الصيد، قبل أن تنجح “النمرة” أخيرا في اصطياد “ظبي كودو” صغير يكفي لإطعامها وشبلها لأكثر من أسبوع.

“ظبي الإمبالا” أشهر الغزلان التي تنتشر في أرجاء محمية مالا مالا

 

عشب وروث.. وجبات دسمة ومحفزات للجنس الآخر

مع وفرة العشب، يمكن لذكور “وحيد القرن” أن تأكل ملء بطونها طالما تستطيع الدفاع عن العشب. وفي عالم “وحيد القرن” لا تذهب النفايات هباء، فكومة الروث مثلا تؤدي وظيفة مزدوجة، فهي وليمة مفتوحة ومجال خصب لتكاثر “خنافس الروث” النشيطة.

ولجذب رفيقة، يستخدم “خنفساء الروث” قوائمه الأمامية المكيفة خصيصا لدحرجة كرة الروث، وينطلق في طريقه أملا بإثارة إعجاب الإناث، لكن بدلا من ذلك فإنه يسقط في كمين نصبه أحد منافسيه، غالبا ما تكون سرقة الكرة أسهل من دحرجتها. ويمضي المدافع المنتصر بجائزته، وقد تسببت كرته بإغراء رفيقة.

ولا يُعد الروث مجرد وجبة دسمة وعلامة تقدير، بل إنه بمنزلة الحاضنة لبيض “الخنافس”، فهناك سيتم الاحتفاظ بالكرة التي تحتوي على بيضة واحدة في نفق يزيد عمقه أحيانا عن نصف متر، وسيبقيها دافئة وآمنة من معظم الحيوانات المفترسة، لكن ليس منها كلها.

وتحفر أنواع “خنافس الروث” أنفاقها مباشرة تحت أكوام من فضلات “وحيد القرن”، وهو ما يعتمد عليه “ورل الماء”. مخالبه الحادة والثقيلة تستخرج بسهولة يرقات “الخنافس” الغنية بالدهون. ومع وجود أعداد كبيرة من “الخنافس”، فإن موسم الأمطار هو موسم الخير العميم “لورل الماء”.

وكذلك الحياة سهلة بنفس القدر بالنسبة “للفيلة”، وقد تحولت محمية “مالا مالا” إلى مائدة سلطات كبيرة. تلد “الفيلة” طوال العام، لكن رعاية الصغار الذين يُولدون في الصيف مهمة أسهل بكثير.

ففي قلب المساحات الخضراء الشاسعة بالمحمية ثمة “فيل وردي”، وهي ظاهرة تُعرف بـ”اللوسية” ناتجة عن نقص في الصبغات الجلدية، وهي حالة نادرة جدا حيث لم يُشاهد مثله سوى 3 أو 4 مرات، وسيبقى لونه ورديا طوال حياته. وإذا استثنينا لونه، فإنه لا يختلف عن أي “دغفل” آخر عمره شهر واحد، فأمه هي مركز كونه، بينما يستكشف بسعادة موطنه في حقول “السافانا”، ويُكوّن صداقات ويختبر قوته.

“الفيل الوردي”، سببه ظاهرة تُعرف بـ”اللوسية” ناتجة عن نقص في الصبغات الجلدية، وهي حالة نادرة جدا

 

لمواجهة ظروف الحياة.. نسيج عائلي متماسك

الحياة الاجتماعية في قطيع الفيلة تعني التعلم من خلال المثل العُليا، مع أن الذكور الصغيرة قد لا تكون القدوة المثلى؛ إذ تعصف بها هرمونات المراهقة وتجتاحها الرغبة في العراك، لذا عادة ما تتسكع قرب حدود القطيع باحثة عن المتاعب، مطاردة قطيعا عارما من طيور “الأركوم”، فتساعد في التنفيس بعض الشيء عن هيجانها.

إنها طيور “الأركوم” الأكبر في العالم؛ حيث يبلغ وزنها 6 كيلوغرامات، لكن ليس لديها وقت لألاعيب “الفيلة” فأمامها مهمة حاسمة؛ إنها تبحث عن الطعام، وأي شيء ينزلق أو يزحف سيفي بالغرض.

ومثل “الفيلة”، تعيش طيور “الأركوم” في نسيج عائلي متماسك. فليس هناك سوى أنثى واحدة للتكاثر، وهذه الأنثى تضع فرخا واحدا كل 6 سنوات. وتقوم الأسرة بأكملها بإطعام الفرخ، وتُحوّل العش إلى خلية تقدم جميع أنواع الفرائس اللزجة.

ويدين العديد من سكان محمية “مالا مالا” ببقائهم للروابط الاجتماعية بينهم، وهو أمر لا يتفوق فيه أحد على “الكلاب البرية”؛ فهي خير من يمثل روح الفريق.

وتفر “ظباء الإمبالا” للنجاة بحياتها من أنجح وحدة صيد على وجه الأرض، من الكلاب، حيث تبلغ نسبة نجاح عمليات صيدها 80%، فهي تُطارد فرائسها دون كلل لمسافة تصل إلى 6 كيلومترات، لكنها تجد نفسها دون قصد في مواجهة العمالقة. فبينما تلهو “الفيلة” الصغيرة بمطاردة الطيور، فإن الذكور البالغة لا تتمتع بروح المرح. ورغم أن “الكلاب البرية” لا تُشكل أي خطر عليها، فإن “الفيلة” تضمر حقدا دفينا ضد جميع الحيوانات المفترسة.

ومع توالي أيام الموسم، يُصبح من الضروري للنمر الشبل أن يتعلم الصيد بمفرده، فقد بات أكبر. وبعكس معظم الحيوانات المفترسة تصقل “النمور” غريزة الصيد عن طريق التجربة والتعلم من أخطائها دون مساعدة أمهاتها.

ولكي يتعلم كيفية الدفاع عن نفسه، عليه أولا معرفة ما يصلح وما لا يصلح للأكل، فـ”صدفة السلحفاء النمرية” -حتى وإن كانت السلحفاء ميتة منذ فترة طويلة- لا تصلح للأكل بالتأكيد. فقلة قليلة من المخلوقات يمكنها أن تخترق درع هذه “الصدفة”، وأحدها هو طائر “الأركوم”. إذ ليس في مقدور “السلحفاة” مجاراة سرعة الطائر، وبمساعدة صِرفة من الحظ، يتشتت انتباه المفترس. وبعد أن نجت “السلحفاة” من محنتها تنطلق مسابقة الزمن بسرعة نصف كيلومتر في الساعة.

تصطاد طيور الطعام اللزج لتقديمه لفراخها الذين يولدون مرة كل ست سنوات

 

نحو برك الماء.. تتواصل الحياة بأدق تفاصيلها

في هذا الموسم ستكون الطريق أمام قطيع “جواميس” محمية “مالا مالا” إلى مواضع الشرب أقصر بكثير بفضل البرك الصغيرة المتناثرة. وبينما يشق القطيع طريقه، يبرز “جاموس” مصاب أمام الحيوانات المفترسة، فتشن زمرة “الأسود” هجوما محسوبا في غاية الإتقان. وبعيدا عن قرونه الفتاكة، تلعب كل “لبؤة” دورها مركّزة على موضع الإصابة والذيل، حتى ينهار “الجاموس” تحت وطأة الضغط الشديد.

تأكل “الأسود” قدر ما يمكن بأسرع ما يمكن، حيث يلتهم كل “أسد” 40 كيلوغراما من اللحم في الوجبة الواحدة، وعندما تملأ بطونها تتنازل عن بقية الغنيمة لغيرها من المفترسات، فاللبؤات بحاجه الآن للعودة لأشبالها.

وفي غضون شهور قليلة، حققت أشبال “الضباع” تحولا ملحوظا، فقد باتت العلامات المُنقّطة على جلودها مكتملة وستظل تميزها طوال حياتها، غير أنها تظل تعتمد على أمهاتها للحصول على الحليب لفترة أطول بكثير من معظم الحيوانات المفترسة.

ولإشباع نهم أشبالها اليافعة، يتعين على الأمهات أن تأكل كفايتها من الطعام لتحافظ على وفرة حليبها. ولحسن حظها فقد وجدت غنيمة غير متوقعة؛ بقايا طعام “الأسود” التي لن تذهب سدى، وبفكها الذي يعد من بين الأقوى في مملكة الحيوان يمكنها التهام حتى العظام.

وبعيدا عن الأنظار، انفصلت “النمرة الأم” عن شبلها، إنها تعيش مرحلة الشبق والرغبة في التزاوج من جديد، لقد اختارت الذكر الذي يحكم الأرجاء لتُنجب منه الجيل القادم، ولتستمر دورة الحياة.

في محمية “مالا مالا”، تتحين الأسود فرصة الانقضاض على وجبة دسمة كالجواميس