مدينة الرباط.. جيوش المرابطين ومعمار الأندلس وفردوس المستعمر الفرنسي

رِباطُ الفَتحِ مَأوى الفاتِحِينا
بكعبَتِهِ يطوفُ الناسُ حِينا

هو البلَدُ الأمينُ ومن بَنَاهُ
عَظيمٌ من مُلوكِ المُسْلِمينا

هذا الشعر لمحمد الجزولي، من شعراء العصر العلوي، عاش في القرن الرابع عشر الهجري. والمقصود به عاصمة المغرب الرباط، وبانيها السلطان الموحدي أبو يوسف يعقوب المنصور، معاصر فاتح القدس صلاح الدين الأيوبي.

كان تحويلها إلى عاصمة للمملكة قبل نحو قرن وعشر سنوات، جاء ليظلمها ويغرقها في تمثل إداري لمدينة الوزارات والموظفين، قبل أن يأتي مشروع جديد عام 2014، أطلق عليه الملك محمد السادس اسم “مدينة الأنوار”، لينفض الغبار عن تاريخ زاهر لمدينة اختارها الكثير من السلاطين لتكون رباطا لجيوشهم في حروبها من أجل الوحدة والتصدي لجيوش الغزو الأوروبي.

منذ بضع سنوات باتت الرباط تستيقظ على تاريخها العريق وقد شملته عناية برنامج كلّف قرابة المليار دولار، إلى جانب إحداث عدد من الصروح الثقافية والفنية الجديدة، تربط حاضر العاصمة المغربية بماض يعود بها إلى عصر الفينيقيين والرومان، قبل مجيء ورثتهم المسلمين من مرابطين وموحدين.

تجديد شامل لشبكة الطرق وبناء سلسلة من الجسور فوق نهر أبي رقراق ومدّ لخطوط الترامواي وتشييد لمحطات قطارات جديدة وتزيين للواجهة البحرية، كما لو أن المدينة تضرب موعدا جديدا مع المستقبل، بعدما أمّنت ماضيها باعتراف دولي سنة 2012 بمدينة الرباط تراثا عالميا للإنسانية.

كائن يأبى الاستسلام لعوادي الزمن، كلما جاءه حين من الدهر ليدخله كهف النسيان انبعث من جديد أكثر بهاء وأكبر حجما. هكذا كانت الرباط منذ قديم التاريخ، استوطنها الفينيقيون قبل الميلاد وعسكر فيها الرومان قبل مجيء الإسلام، لكن سرّها أتى خصيصا من فردوس المسلمين المفقود، من الأندلس، حيث كانت حاجة سلاطين المغرب لموقع منيع يرابطون فيه بجيوشهم ويؤمنون فيه ظهورهم.

من أجل الأندلس بنيت “رباط الفتح” كما باتت تلقب في العصر الإسلامي، ومحاكاة له شيّدت بها صومعة حسان، الأخت التوأم لصومعتي الكتبية بمراكش والخيرالدة لإشبيلية، ومن الأندلس جاءها الموريسكيون مهاجرين، فلقحوها بغنى ثقافتهم وثراء حضارتهم وجميل صنعهم في التخطيط والعمران، وحوّلوها إلى فاتنة تسلب عقول الملوك إلى أن انتهى بها المطاف حاضنة لعاصمة المغرب.

موريتانيا الطنجية.. فينقية المولد رومانية النشأة

تقع مدينة الرباط على الساحل الغربي للمحيط الأطلسي، في الضفة الجنوبية لنهر أبي رقراق الذي تنطلق منابعه من جبال الأطلس، ليصب في المحيط الأطلسي بين الرباط وجارتها سلا.

ويرجع أصل المدينة إلى مدينة فينيقية ثم رومانية تحمل اسم شالة، وما زالت آثارها قائمة ومحاطة بسورها التاريخي على ضفة نهر أبي رقراق، بينما تعود أولى الآثار التاريخية في هذا الموقع إلى العهد الحجري القديم الأدنى، فقد عثر في العام 1933 على بقايا إنسان يعرف باسم “إنسان الرباط”، ثم كشفت اكتشافات أثرية لاحقة في موقع الهرهورة جنوب الرباط، عن آثار مغارة ومقابر ومساكن يعود تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ.[1]

يرى بعض المؤرخين أن الفينيقيين اختاروا الموقع الذي تشغله الرباط حاليا، وتحديدا الموقع الأثري لشالة، لما عرف عنهم تاريخيا من عدم التوغل داخل البلدان وبقائهم قرب السواحل، قبل أن تصبح شالة عاصمة حكمهم في المغرب وتسودها الديانة القرطاجنية، واتخذوا منها -كجل مدنهم- مركزا تجاريا، وقد عثرت البحوث العلمية على بقايا عملة الفينيقيين في تلك العهود القديمة مما قبل الميلاد.

في العصر الروماني أصبحت منطقة الرباط تابعة لحكم موريتانيا الطنجية، أحد الأقاليم الرومانية في بلاد المغرب الأقصى، حيث تقول الكتابات التاريخية إن شالة أصبحت حصنا عسكريا رومانيا سرعان ما سيتحول إلى معقل للتمرد البورغواطي ضد الحكم الروماني، حيث سيطر عليه البورغواطيون وتحصنوا بداخله رافضين الخضوع لسلطة موريتانيا الطنجية.[2]

تعرض المغرب لغزو روماني عام 44 للميلاد، فأشعل ثورة أمازيغية محلية عارمة تطلبت إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة من روما، استقر جزء منها في مدينة شالة الفينيقية، واستمر الوجود الروماني في حاضرة الرباط إلى غاية وصول الإسلام، حيث كانت المنطقة تشهد وجود خليط من المسيحيين واليهود والأمازيغ الذين لا يبشرون بأية ديانة.[3]

معسكر يوسف بن تاشفين.. تأسيس الرباط الأول

يعود أول اتصال لمنطقة الرباط الحالية بالمجال الإسلامي، إلى العصر الذي أغار فيه عقبة بن نافع على منطقة تامسنا المجاورة للمدينة، ولم يكن ذلك فتحا بقدر ما كان غزوة استطلاعية ترمي إلى إشعار أمازيغ المنطقة بقوة الجيوش العربية وقدرتها على الوصول إلى المحيط.

وستدخل الرباط في العام 87 للهجرة مجال الفتح الإسلامي، على يد حملة موسى بن نصير الذي أخضع جل مناطق المغرب لحكمه، آتيا إليه من بلاد إفريقية (تونس حاليا). لكن الموقع الذي ستقام عليه مدينة الرباط الحالية لم يكن وقتها سوى امتداد لمدينة شالة ومدينة سلا الواقعة في الضفة الشمالية للنهر، ولم يكن للرباط الحالية وجود فعلي مستقل عن المدينتين، إلا في العهد المرابطي بدءا من القرن الـ11 للميلاد.[4]

ويعود التأسيس الأولي للمدينة إلى عهد المرابطين (حكموا المغرب في الفترة 1056-1147 م)، الذين أنشأوا فيها رباطا محصنا، ذلك أن هاجس الأمن كان أقوى العوامل التي كانت وراء هذا الاختيار ليكون نقطة لتجمع المجاهدين، ورد الهجومات البورغواطية.[5]

اتخذ المرابطون من موقع الرباط حصونا تخندقوا فيها طيلة فترة صراعهم ضد البورغواطيين الذين كانوا قد أعلنوا خروجهم عن الإسلام، وهو ما يفسّر ارتباط الموقع بمفهوم الرباط العسكري، حيث كان كل من يطمح للسيطرة على المنطقة يعمل على التمركز فيه والتحصن في أحد المواقع بين النهر والمحيط.

وبينما يعود أصل قصبة الأوداية الشهيرة والقائمة حتى الآن إلى العصر الموحدي، فإن الكتابات التاريخية المتواترة تؤكد وجود نواة لهذه القلعة في العصر المرابطي، وتحديدا عهد يوسف بن تاشفين، وقد اكتسبت أهمية عسكرية استراتيجية في وقت لاحق.

ويعتبر تاشفين بن علي بن يوسف أول من أسس قصبة (قلعة) في المكان الذي بنيت حوله مدينة الرباط، في الضفة الجنوبية من مصب وادي أبي رقراق في المحيط الأطلسي، وذلك في سياق صراعهم مع البورغواطيين، وهو المكان نفسه الذي سيبني فيه الموحدون مدينة الرباط.

وصية المهدي.. احتفاء بالنصر يشيد المدينة الكبرى

قال الحسن الوزان المعروف بـ”ليون الإفريقي” في وصف مدينة الرباط، إنها بنيت بشكل يجعلها تشبه مدينة مراكش، بالنظر إلى أنها شيدت لنفس الغرض الذي بنيت من أجله مراكش، أي اتخاذها مركزا للحكم وحصنا عسكريا ومعلمة حضارية.

ووفقا لما تقول المصادر التاريخية إنه وصية للزعيم الموحدي المهدي بن تومرت، قام الخليفة عبد المؤمن الموحدي ببناء حصن ومدينة حول الموقع الذي كان حصنا عسكريا، وهو ما شكل نواة أولية للمدينة الكبيرة التي سترى النور في عهد الخليفة المنصور الموحدي في نهاية القرن الـ12 للميلاد.

في عهد الخليفة المنصور الموحدي نهاية القرن الـ12 للميلاد، رأت مدينة الرباط الكبيرة النور

ويذكر بعض الباحثين أن الخليفة المنصور شيّد مدينة الرباط وأقام فيها احتفاء بنصره في معركة “الأرك” التي جرت في صيف العام 1195 ميلادية، حيث تغلب فيها على جيش ملك قشتالة، مما أدى إلى توطيد حكم الموحدين الإسلامي في الأندلس وثبته.

وهكذا سنلاحظ كيف أن جل التطورات التاريخية التي عرفتها مدينة الرباط منذ تأسيسها كانت ترتبط بما يجري في الضفة الأخرى للمتوسط وخاصة الأندلس، حيث تربط جل المصادر التاريخية ما ستشهده المدينة من تدهور بعد عهد ازدهارها، بأفول نجم الموحدين في الأندلس.[6]

“لقد كان المنصور آنذاك يحكم كل إقليم غرناطة (الأندلس) وقسما من إسبانيا، ونظرا لبعد هذه البلاد من مراكش خطر ببال الملك أنه لن يتمكن من نجدتها بسهولة إذا هاجمها النصارى، لذلك رأى أن يبني مدينة على شاطئ البحر بالذات، حيث يمكنه المقام مع جنوده طوال الصيف”.[7]

أشار بعض الملأ على الخليفة أن يقيم في مدينة سبتة المقابلة للسواحل الأندلسية، لكنه اعتبر أنها لا تحتمل إقامة جيشه فيها لمدة طويلة، بسبب طبيعة الأراضي المحيطة بها التي لا تنتج ما يكفي من مؤونة، فقرر أن يبني معسكره في الرباط فكانت النتيجة مدينة كبيرة.

عاصمة جيوش الأندلس وأفريقيا.. عودة المنصور الذهبي

شكّلت الرباط عاصمة لحكم الموحدين بامتياز، من الناحية العسكرية على الأقل، وكانت ذروة ذلك حين وفاة الخليفة أبي يوسف يعقوب وهو على رأس جيشه في الأندلس، حيث عاد من هناك خليفته يعقوب الملقب بالمنصور الذهبي، محفوفا بمواكب عسكرية ضخمة إلى أن وصل الرباط، حيث بويع رسميا أميرا للمؤمنين، واستقبل وفود المناطق الأخرى من المغرب لتلقي البيعة.[8]

كان صاحب أهم وأكبر المعارك في الأندلس السلطان الموحدي يعقوب المنصور؛ يفكر في بناء مدينة أقرب إلى الساحل وفي الطريق الموصلة إلى الأندلس، بما أن العاصمة مراكش نائية جدا عن الوجهة الأندلسية، فكانت النتيجة مدينة محاطة بأسوار متينة بطول يفوق خمسة كيلومترات، وبعلو عشرة أمتار، وسمك مترين، وتتخللها خمسة أبواب و74 برجا للمراقبة، كل ذلك يحيط بمساحة 400 هكتار.[9]

أصبحت المهدية -كما كانت قصبة الرباط تسمى في العهد الموحدي- مركزا لتجمع الجيوش، سواء منها المتوجهة إلى أفريقية لمواجهة القبائل العربية الهلالية، أو تلك المتوجهة نحو الأندلس لمواجهة الجيوش المسيحية.

شجّع المنصور التجار والصناع على القدوم إلى الرباط، حيث كان يخصص لهم تعويضا إضافيا على أرباح تجارتهم، فكان أن توافدت عليها أعداد كبيرة من التجار والعلماء، ومما كان يدعم الرواج التجاري في المدينة أن الخليفة كان يقيم فيها من شهر أبريل/نيسان وحتى سبتمبر/أيلول.[10]

وكانت المنطقة الممتدة من الساحل المتوسطي إلى الرباط تشكل عمقا استراتيجيا لهذه الجيوش الموحدية، حيث كانت تضم عددا من المخازن المتفرقة للمؤن والمعدات التي يحتاجها الجيش، وكان موقع الرباط الذي يجعلها ملتقى للطرق القادمة من فاس ومراكش ومن جهة المحيط، منطلقا أساسيا للجيوش الموحدية، كما كانت توفر المؤن الغذائية اللازمة بفضل السهول المحيطة بها.[11]

أفول نجم الموحدين.. تقهقر الرباط عن مركز الريادة

خلال فترة ضعف الحكم الموحدي الذي انتهى بسقوط دولتهم أواسط القرن الـ13، شكلت مدينة الرباط محورا لصراعات سياسية كبرى، حيث شهدت المدينة وضواحيها البرية وسواحلها، مواجهات عسكرية بين الموحدين والمرينيين الذين أسقطوا حكمهم، إلى جانب الإسبان الذين كانوا يغيرون على مدينة سلا من ناحية المحيط، وقد شكلت سيطرة المرينيين على سلا والرباط الخطوة الأولى في سحبهم الحكم من الموحدين، حيث سينطلقون من الرباط في اتجاه عاصمة الحكم الموحدي مراكش للقضاء عليه نهائيا.

تقع الرباط على الساحل الشمالي الغربي للمغرب مطلة على المحيط الأطلسي صوب أوروبا

واصلت الرباط القيام بدور المعسكر الذي تنطلق منه الجيوش الإسلامية نحو الأندلس في عهد المرينيين كما كان الحال في عهد أسلافهم المرابطين والموحدين، وراحت المدينة تشكل ميناء عسكريا أساسيا مع مرور الزمن، وكان بناء الرباط وازدهارها إيذانا بموت تدريجي لمدينة شالة التاريخية، إذ انتقل جل الأنشطة والمهارات الصناعية والتجارية إلى المدينة الجديدة، بينما سيرتبط اسم شالة في العهد المريني بالمقبرة التي دفن فيها المرينيون موتاهم.

يروي أحد أبرز شخصيات الرباط، وهو عبد الله السويسي في كتابه “تاريخ رباط الفتح” الصادر في العام 1979، كيف تدهورت الأوضاع في مدينة الرباط بعد أفول نجم الموحدين، وطيلة عهدي المرينيين والوطاسيين، حيث فضّل المرينيون مدينة سلا واعتنوا بها، لكن الحياة ما لبثت أن دبت إليها من جديد أيام السعديين، مع من نزل بها من الأندلسيين المهاجرين إلى هذه العدوة، وذلك على إثر قرار طرد الموريسكيين من قبل الملك الكاثوليكي المتعصب فيليب الثالث، في بداية القرن الـ17 للميلاد.[12]

صومعة حسان.. زلزال لشبونة يضرب تحفة المعمار الأندلسي

يقع مسجد حسان الذي استمرت عملية تشييده نحو ثلاث سنوات شمال شرق المدينة، قبل أن يتوقف بوفاة صاحب فكرة بنائه، السلطان المنصور الموحدي، ويعتبر هذا المسجد رمزا لحضور الفكرة الأندلسية في الرباط، حيث تطغى على هندسته الأشكال المعمارية الأندلسية.

شيدت الصومعة في عصر دولة الموحدين عام 593 هجري، وبمحاذاة المسجد يوجد ضريح الملكين الراحلين محمد الخامس (1909-1961)، والحسن الثاني (1929- 1999) والد العاهل المغربي محمد السادس.[13]

شيدت صومعة حسان في عصر دولة الموحدين عام 593 هجري، وبمحاذاة مسجد حسان

هي ثالثة ثلاثة، يفرقهن المكان ويجمعهن الإلهام الأندلسي، وهن صومعة الكتبية بمراكش، وصومعة الخيرالدة بإشبيلية الإسبانية، التي حولت إلى كنيسة بعد سقوط الأندلس.[14]

تتضارب الروايات التاريخية بشكل كبير حول سر تسميته بمسجد حسان، حيث يرى البعض أن الاسم يشير إلى الشخص الذي كان يشرف على عملية بنائه، وهو مهندس أندلسي اسمه حسان، بينما يرى آخرون أن الاسم يشير إلى قبيلة بني حسان، ويذهب فريق ثالث إلى أن الاسم مشتق من “الحُسن” فقط، ويشير إلى جمال المسجد وشكله البديع.[15]

يلاحظ المختصون كيف أن مسجد صومعة حسان بُني خارج أسوار المدينة التي شيدها الموحدون، خلافا لما هو معهود، وهو ما يفسّر بالرغبة في جعله يمتد فوق مساحة شاسعة، وبالسعي لجعله مسجدا للجيش الموحدي الذي يجتمع في الرباط قبل التحاقه بالأندلس لخوض الحرب. وجاء المسجد في هندسته شبيها بمسجدي الكتبية في مراكش والخيرالدة في إشبيلية.[16]

تسبب زلزال 1677 الشهير بزلزال لشبونة في سقوط أجزاء من صومعة حسان، بينما تقول بعض الروايات التاريخية إن اشتداد المواجهات العسكرية في الأندلس دفعت السلطان إلى طلب فتوى من العلماء لنزع سقف الصومعة الخشبي واستعمالها في بناء سفن حربية، على أن يعاد بناؤه لاحقا.[17]

قصبة الأوداية.. نواة رباط الفتح واستراحة الجيش الموحدي

يعيد البعض قصبة الأوداية إلى العهد الروماني، حيث يرجح أنها شيدت في البداية في شكل حصن عسكري يتولى الدفاع عن مدينة شالة التاريخية من خلال منع تسلل أي سفن من المحيط إلى داخل نهر أبي رقراق.[18]

وكانت قصبة الأوادية في الأصل قلعة عسكرية وضع لبناتها الأولى السلطان المرابطي يوسف بن تاشفين في بداية القرن الثاني عشر الميلادي، لمحاربة الإمارة الأمازيغية المعروفة تاريخيا بالدولة البرغواطية، ثم أصبحت قاعدة لجيوشه عندما هب لمحاربة الإسبان في الأندلس.

قصبة الأوادية قلعة عسكرية وضع لبناتها الأولى السلطان المرابطي يوسف بن تاشفين

على مر التاريخ ازدادت الأهمية الإستراتيجية للقصبة، خاصة في عهد الإمبراطورية الموحدية التي امتد سلطانها من أعماق الصحراء الكبرى في أفريقيا، إلى أجزاء واسعة من شبه الجزيرة الإيبيرية، حيث سيوسع السلطان يعقوب المنصور القصبة، جاعلا منها حصنا حصينا يرتاح فيه الجنود، ومخزنا للسلاح والعتاد والزاد.[19]

عرفت المدينة خلال العهد الموحدي إشعاعا تاريخيا وحضاريا، فقد جرى تحويل الرباط (الحصن) على عهد عبد المومن الموحدي إلى قصبة محصنة لحماية جيوشه التي كانت تنطلق في حملات جهادية صوب الأندلس. وفي عهد حفيده يعقوب المنصور، أراد أن يجعل من رباط الفتح عاصمة لدولته، وهكذا أمر بتحصينها بأسوار متينة. وشيد بها عدة بنايات من أشهرها مسجد حسان بصومعته الشامخة.[20]

نزوح الموريسكيين.. أذرع الرباط المفتوحة للحضارة الأندلسية

بدأ نزوح الأندلسيين نحو الرباط في العهد الموحدي، إذ حصلوا على إذن رسمي من الخليفة بالاستقرار في الرباط، في حال اضطرارهم للنزوح من مدنهم التي كان يغير عليها المسيحيون في شرق الأندلس.

وكان الموريسكيون الوافدون على الرباط منذ القرن الـ15 ينحدرون من أصول مختلفة، فمنهم من كان ينحدر من أصول أمازيغية، ومنهم من يعود أصله إلى قبائل العرب الوافدة على الأندلس من المشرق، ومنهم من كان أصله أوروبيا مسيحيا، لكنه اعتنق الإسلام.

مع مرور الزمن، حصل نوع من الفرز بين ضفتي نهر أبي رقراق، فاستقرت غالبية الموريسكيين المنحدرين من أصول عربية أو أمازيغية في سلا، بينما استقر أغلب الموريسكيين المنحدرين من أصول أوروبية في الرباط، نظرا لاختلاف الطبع والعادات بالرغم من وحدة الدين.[21]

استقبلت الرباط كبرى موجات النزوح الأندلسي في بدايات القرن الـ17، حيث استوطنها عدد كبير من أندلسيين يتصفون بأعلى درجات العلم والمعرفة والحضارة، وهو ما انعكس جليا على نمط الحياة في المدينة، فاستحال إلى قطعة من الأندلس المزدهر.

جمهورية حوض أبي رقراق.. أسطول بحري يضرب أوروبا

لم يقتصر تأثير هؤلاء الموريسكيين على معمار وثقافة المدينة، بل وصل الأمر إلى إعلان نحو من الحكم الذاتي، وشكلوا ما يسمى بجمهورية حوض أبي رقراق، وكانت تسيّر من طرف ديوان يتشكل مناصفة بين أهل سلا وأهل الرباط، بينما كان أسطولهم يجوب أنحاء العالم موجها ضرباته للأوروبيين، قريبهم وبعيدهم، وذلك ابتداء من العام 1614.[22]

صنع نشاط الجهاد البحري الذي قامت به جمهورية أبي رقراق صيتا عالميا وقتها، فقد أصبحت لسفن المدينة قوة ضاربة تصل إلى أقاصي الدنيا، ولم يعد هدفها يقتصر على إسبانيا، بل شمل جميع القوى الغربية التي تضامنت مع الإسبان ودعمتهم في مواجهة “القرصنة” كما تصفها المصادر الغربية.[23]

نهر أبي رقراق يفصل بين الموريسكيين من أصول عربية وأصول أوروبية

وإذا كان المغرب قد عاش خلال الثلثين الأوليين من القرن الـ17 للميلاد أزمة داخلية مزمنة عصفت بتماسكه السياسي، فإنه بالمقابل شهد بروزا متميزا لحركة شعبية جعلت المجال البحري مسرحا لنشاطها، لتصبح حاملة للواء المساهمة المغربية في السياسة الدولية، وهو النشاط الذي استمر حتى بعد قيام الدولة العلوية واستعادتها لاستقرار المغرب ووحدته.[24]

شكل تأسيس القوات الإيبيرية لطرق تجارية رابطة بين مناطق الإنتاج الأفريقية والآسيوية والأمريكية من جهة، وبين غرب أوروبا من جهة ثانية؛ بديلا عن الطرق التقليدية القارية والمتوسطية، مما نقل الثقل الاقتصادي العالمي إلى المحيط الأطلسي، ثم تلاه انتقال مُواز للبنيات الملاحية والاقتصادية بوتيرة متسارعة، جعل المناطق المتاخمة للمحيط في أوروبا وإفريقيا تتمتع بوضعية سياسية واقتصادية غير منتظرة، بعدما تحول القسم الشرقي من البحر المتوسط إلى بحيرة عثمانية خالصة.[25]

فنون الزليج والنقش.. جنة أندلسية في قلب الرباط

تؤرخ الأزقة التي تحمل أسماء عائلات موريسكية لاستقرار حوالي ألفين من الموريسكيين في عهد السعديين بعد أن طرد الملك فيليب الثالث الموريسكيين من إسبانيا سنة 1609، وقد عرفوا بثورتهم على السلطة وتأسيسهم جمهورية صغيرة، بعد أن وظفتهم السلطة للدفاع عن الرباط وسلا وتأمين جني الجبايات والرسوم الجمركية، لتخمد سنة 1666 بعد قدوم العلويين.

وطبع الموريسكيون مدينة الرباط بمظاهر العمارة الأندلسية، فأدخلوا إليها فنون الزليج والنقش على الجبص والخشب، إلى جانب شكل السكن المتمثل في “الرياضات” ذات الحدائق الداخلية والفناء الواسع.

تأثرت الرباط بالفن والزخرفة الأندلسية لكثرة الموريسكيين الأندلسيين

لقد غيّر الأندلسيون أوضاع المدينة جذريا، ونقلوا إليها نماذج رفيعة من الحضارة الأندلسية التي طبعت الحياة الاجتماعية والاقتصادية والفكرة بطابع من الرقة، وأخرجوها من ركود دام زهاء ثلاثة قرون، كما حولوها إلى منطلق رئيس لعمليات الجهاد البحري ضد الأوروبيين، في نوع من الانتقام لطردهم من بلاد الأندلس.[26]

لقد كان السلطان السعدي زيدان بن أحمد المنصور السعدي، أول من أسكن الأندلسيين في قصبة الأوداية، وكان سكان منطقة إشبيلية أول المطرودين، وأول الوافدين على الرباط خلال هذه الموجة.[27]

“رباط الفتح”.. طفرة حضارية داخل السور الأندلسي

بعد تكاثر أعداد الموريسكيين واضطراب الأوضاع داخل قصبة الأوداية، كان لا بد من الشروع في إسكانهم خارج القصبة، وداخل الأسوار الموحدية للمدينة، فكان ذلك إيذانا بدخول المدينة عهدا جديدا، بصموه ببناء سور جديد يعرف باسم السور الأندلسي.[28]

سماها يعقوب المنصور “رباط الفتح” لأنه لم يتصورها إلا منطلقا للفتوحات الإسلامية، لكن المدينة لم تأخذ طابعها المتميز -بشهادة من خبروها مثل رئيس جمعية رباط الفتح عبد الحكيم بناني- إلا مع الأندلسيين الذين أتوا حاملين لثقافتهم وعاداتهم وتجارتهم وثرواتهم وعلومهم وطريقتهم في التعمير والبناء، فسكنوا في أول الأمر قصبة الأوداية، ثم حين كثر عددهم دخلوا المدينة العتيقة، وبنوا أحياء كاملة بداخلها.[29]

وقد غير وصول أفواج اللاجئين الأندلسيين من المسلمين والمسيحيين واليهود خلال القرن الـ17 للميلاد، من وجه الرباط بشكل كلي، فرغم أن سقوط الأندلس يعود إلى نهاية القرن الـ15، فقد تأخر عنه ظهور ما يعرف بمحاكم التفتيش، وتحول التنكيل بالأندلسيين إلى سياسة ممنهجة للملكة إيزابيلا، ونكثها للعهود الأولى المقدمة للأندلسيين بحرية العقيدة والتجارة.

وبعد فترة من الانفلات، عادت الرباط من وضعها الجمهوري المستقل إلى حضن الدولة المغربية الموحدة بتولي الأسرة العلوية الحكم، حيث كانت قصبة الأوداية -كحصن عسكري استراتيجي- من بين الأهداف الأولى للمولى الرشيد، باسط الحكم العلوي على المغرب.

وقد شهدت المدينة طفرة حضارية جديدة في العهد العلوي، فتوسعت خارج الأسوار الأندلسية التي كانت بمثابة توسيع للمدينة خارج مجالها الموحدي الأصلي، وشيّدت القصور السلطانية الجديدة، وترامت أطراف المدينة.

مدينة الأسوار.. أزقة ضمن قائمة التراث العالمي

يعد السور الموحدي أحد أهم مآثر المدينة، وقد شيده يعقوب المنصور الموحدي، ويبلغ طوله 2263 مترا، وعرضه 2.5 متر، وعلوه عشرة أمتار، وهو مدعم بـ74 برجا، وتتخلله خمسة أبواب كبيرة على شكل أقواس، وقد بني السور من التراب وخليط الجير، وهو جهاز دفاعي بني طبقا للنموذج المغربي-الأندلسي، وتعتبر تشكيلة هذه الأبواب الموحدية من روائع العمارة، وهي تركيبة متجانسة من التأثيرات الشرقية والأندلسية.[30]

أشهر سورين في مدينة الرباط، السور الأندلسي والسور الموحدي

وأما السور الأندلسي فهو الذي يفصل المدينة القديمة عن المدينة الجديدة التي صممت خلال الاستعمار الفرنسي، ورغم أنه اختفت أبوابه فإنه ما زال قائما، وقد شيد على عهد السعديين من طرف المورسكيين، ويقع قرب باب الحد جنوبا، ويمتد شرقا إلى برج سيدي مخلوف، ويمتد على طول 2400 متر، وقد هدم جزء منه بما فيه باب التبن الذي يعد الباب الثالث لهذا السور من باب البويبة وباب شالة، وهو مدعم بأبراج يصل عددها إلى 36 برجا.[31]

خلف هذا السور مدينة أخرى داخل المدينة تسمى “المدينة القديمة”، وقد سجلت في سنة 2012 ضمن قائمة التراث العالمي التي أقرتها منظمة اليونيسكو. وتنسحب تسمية “المدينة القديمة” على كل المراكز القديمة في بعض المدن المغربية. وفي “المدينة القديمة” في الرباط يمتزج الحديث بالقديم خلف السور، أشكالا وألوانا وأسماء، فالمدينة تزخر بأسماء أزقة (زنقات)، وأكثرها صخبا هي “زنقة السويقة”.[32]

“تكفي السيطرة عليها للتحكم في البلاد”.. عاصمة المخزن والاستعمار

تعد سنة 1912 مفصلية في التاريخ الحديث للمدينة، فمن جهة أحدثت الحماية تحولات في مدينة الرباط، فبعد أن أصبحت سلطات الحماية الفرنسية صاحبة القرار في سائر البلاد، اتخذت الرباط مقرا إداريا لها، ثم أصبحت المدينة عاصمة للمغرب بعد انتقال السلطان ومخزنه إليها، وبذلك تكون الرباط قد صارت محل اجتماع هيئة رجال الحكم والإدارة، فأصبحت مقر السلطتين الاستعمارية والمخزنية معا، وهو أمر أحدث تحولات اجتماعية وثقافية في المدينة.[33]

الماريشال “هوبير ليوتي” الذي بنى مدينة جديدة تمثل الامتداد الجنوبي لمدينة الرباط التاريخية

يوضح عبد الإله الفاسي في كتابه “مدينة الرباط وأعيانها في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين 1830-1912″؛ أن أهمية موقع المدينة ساهم في جلب انتباه الأوساط الاستعمارية الأوروبية، بالنظر إلى كون موضعها حلقة وصل -كما سلف الذكر- و”تكفي السيطرة عليها للتحكم في البلاد، وسد الطريق بين المغرب الشمالي والمغرب الجنوبي، لذلك اعتبروها مفتاح المغرب” كما يقول عبد الإله الفاسي.[34]

عمد الفرنسيون إلى بناء جزء حديث من الرباط خصصوه للمستوطنين، على أن يبقى المغاربة (الأهالي) داخل الأسوار التاريخية للمدينة القديمة للرباط، وهكذا استحدث مجال سكني بمنطقة حسان المجاورة لصومعة حسان، ثم أحدثوا حيا إداريا يضم مقرات الوزارات التابعة للمقيم العام الفرنسي، ثم أحدث شارع رئيسي وسط المدينة يضم مقرات البنايات الرسمية للدولة، كما انتشرت الكنائس وسط هذه الأحياء، وبعضها ما زال قائما.[35]

“هوبير ليوتي”.. هندسة أكبر مشروع حضري في أفريقيا

بمجرد قيام الجيش الفرنسي بإخماد التمرد الذي قامت به القبائل المحيطة بمدينة فاس، ومحاصرتها للسلطان عبد الحفيظ الذي قبل توقيع معاهدة الحماية مع فرنسا، كان قرار نقل العاصمة المغربية من فاس إلى الرباط جاهزا. وكان البعد الأمني واضحا في هذه الخطوة، حيث التقت مخاوف الفرنسيين من الوقوع في قبضة حصار جديد إذا بقيت العاصمة وسط المغرب، مع رغبة السلطان في الانتقال إلى مدينة ساحلية بعيدة من التمردات القبلية، وهي الرباط.[36]

اختار الماريشال “هوبير ليوتي” منذ البداية تحقيق تصور خاص لما ينبغي أن تكون عليه المدينة بمستعمرة فرنسية في شمال إفريقيا، من خلال الحفاظ على المدينة القديمة وبناء مدينة جديدة بشكل منفصل، واختار لتلك الغاية المهندس الحضري “هنري بروست”، ومصمم الحدائق “جون كلود فروستيي”، وقد قاما بإنجاز ما تقول الدراسات إنه أكبر مشروع حضري شهدته أفريقيا في القرن الـ20، من خلال بناء مدينة جديدة تمثل الامتداد الجنوبي لمدينة الرباط التاريخية.[37]

رغبة المستعمر في بناء مدينة رباط جديدة بمعزل عن السكان المغاربة، جسدها بشكل خاص حي أكدال العصري الذي يحقق هدف إقامة مجال للعيش المنفصل للأوروبيين، مع تحقيق رغبة المقيم العام الفرنسي “هوبير ليوتي” الذي كان شديد الحرص على بقاء المغاربة على حالهم ثقافيا واجتماعيا، وعمل على محاصرتهم داخل مدنهم العتيقة.[38]

مدينة الحدائق.. أحياء فرنسية بروح أندلسية

يرجع أصل كلمة “أكدال” إلى اللغة الأمازيغية، وتعني البساتين أو الحدائق الخاصة بالملوك والأمراء، وهو ما تعكسه الحدائق الكبرى المقامة حتى اليوم في مدينة الرباط، وبعضها يعود إلى عهد سيطرة الموريسكيين على المدينة، والبعض الآخر أقامه الفرنسيون حين شيدوا أحياء عصرية جديدة بالمدينة.

على المستوى المعماري، أتى المشروع الفرنسي بثلاثة أنواع من البنايات، نوع أول عمودي مخصص للطبقة المتوسطة من المستوطنين الفرنسيين، ونوع من صنف الإقامات الفخمة لكبار المسؤولين، وصنف ثالث مخصص للوافدين الجدد على المدينة من بين المغاربة (حي ديور الجامع)، ويحاكي نوعا ما نمط العمارة العتيقة. بينما شكّلت الحدائق الكبرى التي أحدثتها السلطات الاستعمارية الرغبة في جعل مدينة الرباط مدينة الحدائق بامتياز، في محاكاة لنوع جديد من المدن الأوروبية.[39]

وفي قلب المنطقة التي بنيت فيها الرباط الجديدة أقيمت حديقة التجارب، وهي في الوقت نفسه حديقة ومشتل للتجارب النباتية التي تختبر أصنافا من الأشجار والبذور القادمة من جميع أنحاء العالم، بينما جاءت حدائق نزهة حسان وحديقة بلفدير لتتفوقا من حيث الحجم والتنوع على الحدائق الأندلسية التي ورثتها الرباط عن فترة استقبال الهجرة الموريسكية المكثفة.

 

المصادر

[1] سحر السيد عبد العزيز سالم، مدينة الرباط في التاريخ الإسلامي منذ إنشائها حتى نهاية عصر بني مرين، مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية 1996
[2] سحر السيد عبد العزيز سالم، مدينة الرباط في التاريخ الإسلامي منذ إنشائها حتى نهاية عصر بني مرين، مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية 1996
[3] https://www.youtube.com/watch?v=3XulyKo-KhA
[4] سحر السيد عبد العزيز سالم، مدينة الرباط في التاريخ الإسلامي منذ إنشائها حتى نهاية عصر بني مرين، مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية 1996
[5] https://www.minculture.gov.ma/?p=3801#.YPXAMzPPw2x
[6] سحر السيد عبد العزيز سالم، مدينة الرباط في التاريخ الإسلامي منذ إنشائها حتى نهاية عصر بني مرين، مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية 1996
[7] الحسن بن محمد الوزان الفاسي، وصف إفريقيا، ترجمه عن الفرنسية محمد حجي ومحمد الأخضر، نشر دار الغرب الإسلامي، الطبعة الثانية 1983
[8] سحر السيد عبد العزيز سالم، مدينة الرباط في التاريخ الإسلامي منذ إنشائها حتى نهاية عصر بني مرين، مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية 1996
[9] https://www.youtube.com/watch?v=3XulyKo-KhA
[10] الحسن بن محمد الوزان الفاسي، وصف إفريقيا، ترجمه عن الفرنسية محمد حجي ومحمد الأخضر، نشر دار الغرب الإسلامي، الطبعة الثانية 1983
[11] سحر السيد عبد العزيز سالم، مدينة الرباط في التاريخ الإسلامي منذ إنشائها حتى نهاية عصر بني مرين، مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية 1996
[12] عبد الله السويسي، تاريخ رباط الفتح، مطبوعات دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر، الرباط 1979
[13] https://www.aa.com.tr/ar/التقارير/صومعة-حسان-بالرباط-شاهد-على-العمارة-الإسلامية-المغربية/1214605#
[14] https://www.youtube.com/watch?v=8xA3Oo4Ia4g
[15] سحر السيد عبد العزيز سالم، مدينة الرباط في التاريخ الإسلامي منذ إنشائها حتى نهاية عصر بني مرين، مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية 1996
[16] https://www.youtube.com/watch?v=3XulyKo-KhA
[17] https://www.youtube.com/watch?v=8xA3Oo4Ia4g
[18] عبد الله السويسي، تاريخ رباط الفتح، مطبوعات دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر، الرباط 1979
[19] https://www.aljazeera.net/news/cultureandart/2017/12/25/قصبة-الأوداية-عبق-التاريخ-وصدى
[20] https://www.minculture.gov.ma/?p=3801#.YPXAMzPPw2x
[21] https://www.youtube.com/watch?v=g7PPpcATyqs
[22] عبد الله السويسي، تاريخ رباط الفتح، مطبوعات دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر، الرباط 1979
[23] https://www.youtube.com/watch?v=3XulyKo-KhA
[24] حسن أميلي، الجهاد البحري بمصب أبي رقراق خلال القرن السابع عشر الميلادي، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط 2006
[25] حسن أميلي، الجهاد البحري بمصب أبي رقراق خلال القرن السابع عشر الميلادي، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط 2006
[26] عبد الله السويسي، تاريخ رباط الفتح، مطبوعات دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر، الرباط 1979
[27] https://www.youtube.com/watch?v=3XulyKo-KhA
[28] https://www.youtube.com/watch?v=3XulyKo-KhA
[29] https://www.youtube.com/watch?v=BUuXaZufRdo
[30] https://www.alquds.co.uk/مدينة-رباط-الفتح-المغربية-ملتقى-السلط/
[31] https://www.alquds.co.uk/مدينة-رباط-الفتح-المغربية-ملتقى-السلط/
[32] https://www.alquds.co.uk/مدينة-رباط-الفتح-المغربية-ملتقى-السلط/
[33] https://www.alquds.co.uk/مدينة-رباط-الفتح-المغربية-ملتقى-السلط/
[34] https://www.alquds.co.uk/مدينة-رباط-الفتح-المغربية-ملتقى-السلط/
[35] https://www.youtube.com/watch?v=8xA3Oo4Ia4g
[36] https://flasheconomie.com/comment-rabat-est-elle-devenue-la-capitale-du-maroc/
[37] https://whc.unesco.org/fr/list/1401/
[38] https://www.youtube.com/watch?v=kpP0rXnslQE
[39] https://whc.unesco.org/fr/list/1401/