أفلام “كريستوفر نولان”.. حين تشرق شمس الحب من حيث لا تتوقع

“كريستوفر نولان”.. ذلك المخرج الذي يُنهك العالم بطبيعة أفلامه المتطرفة في محاكاة العقل، وتستند في معظمها على خلفيات علمية معقدة، مثل فيلميه الشهيرين “استهلال” (Inception) عام 2010 و”بين النجوم” (Interstellar) عام 2014.

هذه الأفلام ستعرف سرها أكثر إن داومتَ على إعادة مشاهدتها، ليسعك الإلمام بالطبقات المتراكمة لطبيعة حبكاتها ذات الطابع التأملي العقلي القائم على المعلومة، حتى وإن ادعيت أنك استوعبتها تماما، فإنني أعدك أنها ستظل تفاجئك، ولكن من يجيد تأمل سيناريوهات تلك الأفلام سيجدها قد قدمت وجها نقيضا لطبيعتها الذهنية تلك، وجها يحمل محتوى عاطفيا رقيقا وخاصا.

وهو أمر منطقي على مستوى التفسير النفسي لشخصية “نولان”، فمن يجيد توليف محتوى عقلي دسم يعتمد على التماهي في تفهم المعلومات، ومن ثم مزجها بافتراضات تخيلية تلائمها، فهو يجيد أيضا التعامل مع العاطفة بحساسية فريدة ومرهفة.

لذا يمكننا في هذه المقالة الحديث عن بعض العلاقات المُلفِتة في أفلام “كريستوفر نولان”، علاقات اختلفت أنواعها ولم تقتصر على مشاعر العشاق، وإنما امتدت لأبعد من المفهوم الشائع للحب.

“وعدتني أن نشيخ معا”.. نهاية الحلم المريعة

أهم عاشقين في أفلام “نولان”، قصة حبهما هي أساس فيلم “استهلال” فـ”مول” هي عنصر مهم من عناصر تأجيج عقدة الفيلم، نتيجة لما تمثله من أهمية داخل عقل “كوب” غير الواعي، فهو مُحاصر بذكرياته معها في أحلامه، مما يجعلها خطرا مُحدقا كفيلا بتهديد كافة خطط عمله في مجال التحكم بأحلام الآخرين.

أحب “مول” و”كوب” بعضهما لدرجة دفعتهما لاستعجال فكرة أن يشيخا سويا، فأمضيا خمسة عقود في حلم جمعهما، حتى يبلغا الكِبر معا دون كلل وبغير تراجع، لدرجة أن حلمهما الذي يبلغ من العمر خمسين عاما استحال إلى كابوس مريع، انتهى بقتل “مول” لنفسها، وتشرد “كوب” مُطَاردا على مستوى العالم، هاربا من عقوبة اتهامه بقتل “مول”.

المذهل في الأمر بعد كل هذه العِشرة الافتراضية الطويلة في الحلم، وبعد السنوات الحقيقية التي قضياها معا في الواقع، أن “كوب” ظل مُغرما ب “مول”، يقضي ساعات منتظمة من يومه ليعش من جديد لحظاته معها في الحلم متعمدا، ليمنحها رغما عنه سلطة واسعة على عقله الباطن، سلطة يسعنا من خلالها أن نخمن مدى حبه لها وتعلقه حتى بإسقاطها الذي يعلم تماما أنه غير حقيقي بالمرة.

مشاهد “كوب” و “مول” في الفيلم بدت عذبة، رقيقة، يتوقف عندها الإيقاع اللاهث، وتهدأ فيها وتيرة الأفكار المتلاحقة، ويأتي معها دور عدد من المشاعر المختلطة ما بين الغرام والوحشة والإحساس بالذنب والخذلان والرغبة الملحة في التلاقي حتى وإن بات مستحيلا.

علاقة متفردة تجمع كوبر بابنته ميرف التي تبكي بشدة بعد أن أخبرها والدها أنه قرر الذهاب إلى الفضاء وتركها وحدها

عجوز تحتضر أمام أبيها الشاب.. العلاقة المُتفردة

نحن هنا أمام علاقة مُتفردة بين أب وابنته، فإلى جانب حبهما الخاص لبعضهما، نجد طبيعتهما الذهنية المتشابهة، والمعروفة بذكائها المُتقد، وإصرارها على بلوغ غايتها. فتلك العاطفة بين “كوبر” و”ميرف” كانت الدليل الذي قاد “ميرف” لحل معضلة فيلم “بين النجوم”، فمن خلال ثقتها بوالدها جزمت بحدسها أنه لن يتخلى عنها، وباتت تبحث في غرفتها مرارا وتكرارا حتى وجدت المعلومات التي كان أرسلها لها، مُتيقنا هو الآخر من قدراتها العقلية التي ورثتها عنه، ومن حرصها المدفوع بشعور غريزي بداخلها على تفقد غرفتها دوما، لإحساسها بأنها حلقة الصلة بينها وبين روح والدها الهائم في فضاء مجرة أخرى.

لم تكن “ميرف” منذ الصغر مرتبطة بوالدها فقط، وإنما كانت متعلقة بشغفه أيضا، تلاحقه في ذهابه لأماكن لا يحب اصطحابها إليها خوفا على سلامتها، ولكن نهمها المقاتل الساعي إلى المعرفة، والحريص على الاقتداء بوالدها كان يدفعها لأن تتجاهل أوامره، وتختبئ تحت غطاء ما على مقعد سيارته ليُفاجأ بها وهي تفرض رغبتها عليه، وتشاركه مغامراته رغما عنه.

“ميرف” هي الوحيدة من بين أفراد عائلتها التي قاطعت أباها لم تودعه حينما قرر الذهاب في رحلته الغامضة للفضاء، ولم يسحب الغطاء في سيارته هذه المرة ليجدها تحته، بل التزمت الصمت ولم تراسله كالبقية لمدة سنوات طوال، لأنها أكثرهم حبا له، فكانت بالتالي أشدهم غضبا، وأقواهم قهرا أيضا، وحينما أتى العام الذي أصبح فيه سن والدها هو ذاته سنها (وفقا لقوانين النسبية)، فكان حينها هذا المشهد البديع الذي يتلقى فيه “كوبر” الرسالة الأولى والأخيرة منها، وهي تؤنبه بحسرة على تلك السنوات التي أهدرها من عمر علاقتهم بإصراره الأحمق على الرحيل.

بكاء “كوبر” وهو يغادر دون وداع “ميرف”، ونحيبه مرة أخرى وقت استلامه لرسالتها الغاضبة، ودموع “ميرف” على الجانب الآخر من الصورة في الموقفين ذاتهما، كانا تمهيدا تراكميا شديد الصدق على مدى خصوصية هذه العلاقة، التي تُوجت بلقاء أخير يشبه ملابساتها غير المسبوقة، لقاء شاهدنا فيه “كوبر” الشاب يلتقي أخيرا وبعد عناء بـ”ميرف” ابنته العجوز وهي تفوقه عمرا، وتطلب منه وهي مُنتشية برؤيته أن يتركها الآن لتحتضر في سلام، لأن الآباء لا يصح لهم أن يشاهدوا أبناءهم الشيوخ وهم يصارعون الموت.

لقطة من فيلم “بين النجوم” لبراند التي تفكر بآلية لإقناع كوبر برجاحة رأيها في الحب

كوكب “إيدموندس”.. قوة لا تخضع لقوانين الفيزياء

علاقة حب أخرى من فيلم “بين النجوم” علاقة الحبيبين اللذين قد تفرقا، فكان أحدهما يمكث في الأرض في حين أن الآخر يسافر إلى السماء، وبينما اختفى الدكتور “إيدموندس” في فم الفضاء وهو في إحدى الرحلات الاستكشافية الباحثة عن كوكب آخر صالح للحياة، ظل قلب “براند” متبعا له رغم السنوات ورغم استحالة الأمل.

وعندما حان وقت “براند” لكي تذهب لقضاء نفس مهمة حبيبها، أرادت أن تقتفي أثر المعلومات التي صدرت عن الكوكب الذي أرسل “إيدموندس” من قبلُ أنه بيئة صالحة للحياة، ولكن حينها اتهمها “كوبر” قائد الرحلة، بانحيازها لمشاعرها على حساب المنطق، فدار بينهما حوار أيقوني عن قوة الحب:

– كوبر: أنتِ عالمة يا “براند”.

– براند: لهذا يجدر بك أن تصدقني حينما أقول إن الحب شيء لم نخترعه، إنه شيء ملاحظ، له قوته الخاصة، وهذا لا بد أن يعني شيئا.

– كوبر: الحب ما هو إلا خدمة مجتمعية، وسيلة نفعية للتواصل، خاصية تدعم بناء المجتمع.

– براند: نحن نظل نكن الحب للأشخاص الذين ماتوا، أين النفعية المجتمعية في شعور كهذا؟ الحب يعني شيئا آخر، شيئا لم نقوَ حتى الآن على فهمه. ربما كان دليلا ما، أو حقيقة جمالية لا نستطيع أن ندركها بوعينا القاصر. الحب هو القوة الوحيدة التي لا تخضع لقوانين الزمان والمكان، ربما يجب علينا أن نثق في تلك القوة، حتى إن لم نفهمها. نعم يا “كوبر”، اقتراحي بأن نذهب لكوكب “إدموندس” قد يكون من أسبابه رجائي بأن أراه لمرة ثانية، ولكن هذا لا يعني أن ثقتي في المعلومات التي أكد من خلالها أن كوكبه يصلح للحياة، ليست ثقة في محلها.

حينها تجاهل “كوبر” كلمات “براند” السابقة، واختار كوكبا آخر ليذهب بطاقمه إليه، ولكنه اكتشف في النهاية أن ثقة “براند” الهشة، المستندة على العاطفة كانت هي القرار الصحيح، الذي كان سيجنبه الكثير من المتاعب.

كانت هذه الحادثة هي الخلفية التي دفعت “كوبر” بعدها لكي يستعين بعلاقته بـ”ميرف”، ويرسل إليها المعلومات التي وجدتها في غرفتها، وأعانتها على حل المعادلة، وعلى إنقاذ سكان الأرض ونقلهم إلى مجال آخر صالح للحياة. وهكذا إذن كفّر “كوبر” عن خطئه في التقليل من شأن قوة الحب بطريقة ما في النهاية، وكان الباعث لكل ذلك هو ذكرى “إيدموندس” الذي لم نره كمشاهدين ولا مرة، وإنما عرفناه من خلال مشاعر “براند” طوال الفيلم.

“ليس اليوم يا سارة”.. رجل الخدع والأسرار

في علاقة حب أخرى من صناعة “نولان” رأينا في فيلم “العظمة” (2006) “ألفريد” رجل الخِدع الذي يحيا حياة شاقة فُرِض عليه فيها أن يحيط نفسه بالأسرار، ليكون على القدر المطلوب من اللياقة لينافس عدوه اللدود الحريص دوما على اقتناص أفكار العروض السحرية التي يُقدمها لجمهوره، ومن أجل هذا يُلاحقه دوما سرا وعلنا.

كانت “سارة” تجيد التمييز بين زوجها وأخيه دون أي دليل ملموس، بينما تقودها عاطفتها لمعرفة اليوم الذي يحبها فيه زوجها واليوم الذي لا يحبها فيه، تواجهه مرارا ليتهمها بالجنون طوال الوقت، وكان يجيبها ببساطة على سؤالها “هل تحبني؟” قائلا: “ليس اليوم يا سارة.. ليس اليوم”!

طاولة باريسية.. الإذعان لصوت الحب

في فيلم “نهوض فارس الظلام” (2012) رأينا “ألفريد” العراب الشهير لـ”بروس وين” أو “بات مان” يعتنى بالشاب الذي كُتب عليه أن يحيا حياة مزدوجة وخطيرة، تُجبره على أن يضحي بنفسه في كل ليلة لصد الأذى عن مدينة “غوثام” وسكانها، مما نزع مفهوم الاستقرار والأمان من حياة هذا الشاب، ويُعَرض “ألفريد” دوما للتهديد بخسارة صغيره الذي طالما اعتنى به بعد وفاة والديه، فكان أمين سره وملاذ مشورته.

لكن “ألفريد” في هذه المرحلة الحرجة من حياة “بروس وين” يفيض به الكيل، ويشعر أنه لم يعد يحتمل تلك الحياة غريبة الأطوار التي ورط “وين” نفسه فيها، مكرسا روحه وماله في سبيل خدمة العدالة، فيبدأ “ألفريد” في نصح “وين” بالاكتفاء بما كان، والتراجع عن هذه المهمة في وقت ما زال يمتلك فيه الفرصة لكي يحيا بسلام، ويقتنص لحظة هادئة مع حبيبته على طاولة جميلة في باريس.

ألحّت عاطفة “ألفريد” على “وين” بهذا المطلب قولا وصمتا على مدار أحداث الفيلم، وبدا أن “وين” لم ولن يذعن لهذا الرجاء أبدا، بينما تمادى في استكمال حربه مع “بين” عدوه الأشرس في ذلك الوقت، مما دفع “ألفريد” لهجر “وين” اعتراضا وخوفا من معايشة تلقي خبر موته في يوم من الأيام، وحينما نظن أن تأثير “ألفريد” على “وين” انتهى عند هذا الحد، تأتي نهاية الفيلم وتؤكد لنا غير ذلك، حيث نجد “ألفريد” وهو يلمح “بروس وين” على طاولة باريسية، ينعم بتلك اللحظة التي طالما تمناها له.

“بات مان” و عدوه “بين” الذي يسعى لتدمير العالم وإفشاء الفوضى في أرجائه في إحدى مواجهاتهما

قلب الوحش المشوه.. تطويع الجسد والعقل

صنع لنا “نولان” بعبقريته المعتادة علاقة حب أخرى من فيلم “نهوض فارس الظلام” من خلال “بين” ذلك الوَحش المُشوه الضخم البنية الشبحي النبرة، عدو “بات مان” الذي يسعى لتدمير العالم وإفشاء الفوضى في أرجائه، لنكتشف في النهاية أنه مجرد رجل لطيف رقيق القلب يعمل وفقا لعاطفته، ويخدم رغبات “ميراندا”.

تلك الطفلة الجميلة التي أنقذها يوما ما من الهلاك وضحى بملامح وجهه من أجل الدفاع عنها، حتى فقد هويته وهو يحميها، وعاش ومات وهو مجرد أداة تُنفذ مخططها للانتقام من “بروس وين”.

تلك العلاقة ترسم صورة جديدة لتجسيد غلبة قوة العاطفة، وقدرتها على تطويع الجسد والعقل معا.

“لقد خاب أملي”.. شفاء عارض من حب مشروط

نعود إلى فيلم “استهلال” لنقرأ في ثنايا تلك العلاقة المُربكة المؤلمة التي بين “روبرت فيشر” الابن المُرهَق من نظرة والده “موريس فيشر” الذي يتهمه دوما بالفشل، معتبرا إياه الابن المدلل الذي لم يُبيض وجه أبيه ويسلك مسلكه، ويحسن إدارة إرثه كما يليق بعائلة “فيشر”. وقد ظل الأب على موقفه المخزي هذا حتى وهو على فراش الموت، فنراه يلفظ في أذن ابنه جملة أخيرة لتروّعه بقية حياته، قائلا “لقد خاب أملي”.

بدا وجه “روبرت” في كل مشاهده على مدار الفيلم محزونا كمِدا بتلك الطريقة التي تشعر معها وكأن مسحة اليأس باتت جزءا من قسمات هذا الشخص، فهي لم تعد ملفتة لكنها دوما حاضرة، حتى لغة جسده كانت مثقلة، فطابعها راكد وإيقاعها وئيد، فكأنه شب معتادا على الانطفاء مستأنسا به، فبات جزءا لا يتجزأ من تكوينه.

إنه ذلك الشرخ الذي يصدع به الأقربون نفوس أطفالهم، فيكسرونها منذ الصغر، ويصنعون منهم شخوصا مشوهة مرعوبة من كونها لا تستحق الحب إلا بشروط.

لهذا عندما ينجح فريق عمل “كوب” في خدعة “روبرت فيشر” بدفعه لحل كيان شركات والده، باعتبارها مهمة عمل بحتة هدفها القضاء على قوة شركات “فيشر” في السوق، نراهم وللمفارقة يصلحون علاقة الابن بأبيه، فهم ليسهلوا عملية زرع فكرة تفكيك إمبراطورية والده في دماغه، أقنعوا عقله غير الواعي بأنه أساء فهم والده، وأن والده طالما أحبه كما هو، ولهذا كان يرغب وبشدة في أن يستقل ابنه، ويبدأ في تحقيق ذاته كيفما استطاع.

وفي واحد من مستويات الأحلام التي غزوا بها عقل “فيشر”، راقبوا فيها عقله غير الواعي، ليتأكدوا من نجاح مهمتهم من عدمها، فوجدوه يستعيد في حلمه مشهد موت والده، ويُبدل نظرة عينيه القاسية بأخرى حانية، ويضيف على جملة “لقد خاب أملي” كلمة تعكس معناها تماما، كلمة “حاولت”، لتصبح الجملة “لقد خاب أملي لأنك حاولت”، فالأب لم يعد في ذهن “روبرت” غاضبًا منه لأنه أخفق في محاولة التشبه به، بينما بات مشفقا عليه لأنه أنهك نفسه في هذه المحاولة.

استطاع فريق “كوب” أن يعالج “روبرت” من جريمة والده في حقه، ونظف عقله غير الواعي من عبء جسيم كان سيقض مضجعه طوال حياته، ليس بسبب التأثير النفسي المعروف لذلك الوضع وكفى، فقد كان الوضع في حالة “روبرت” أسوأ بمراحل، لأنه من الواضح أنه أحب والده حبا فوق المعتاد، وعاش على طيلة طفولته وشبابه ينتظر تقبله كأمر مُلِح أكثر من اللازم، ولهذا فإنه كان سيعاني أضعافا لولا فريق “كوب” وعملهم غير المشروع الذي تَحول بشكل عَرَضي لطوق نجاة.

تلك العلاقة من أكثر العلاقات الملفتة في أفلام “نولان”، فيكفيك أن تتأملها هي ودموع “روبرت” في النهاية وهو يتحرر من هلعه الذي طال، لتلتقط أنفاسك بعدها وتشاركه بعض الراحة.

المخرج “كريستوفر نولان” الذي يُنهك العالم بطبيعة أفلامه المتطرفة في محاكاة العقل

“آرثر” و”إيمز”.. طريقة أخرى لقول أحبك

لدينا علاقة مراوغة مضحكة أيضا من فيلم “استهلال” بين “آرثر” و”إيمز”، فالأول لا يحب تهور الثاني، والثاني يرى الأول عديم المُخيلة.

قد تظن لوهلة من حديث كل منهما عن الآخر أنهما يكنان الضغينة لبعضهما، ولكن حينما يبدآن العمل سويا نراهما في مشاكسات دائمة، مشاكسات طيبة لا غصة فيها، دافعها الحب قبل أي شيء آخر، فهما في النهاية يُقدران بعضهما، ويضمران إعجابا خفيا لعقليتهما ومساهمتها بالتوازي في خطة العمل التي تجمعهما.

نتأكد من ذلك حينما نرى “إيمز” وهو يوصي “آرثر” بأن يجيد العناية بنفسه، حينما يتركه فريق “كوب” ليقاتل إسقاطات عقل “روبرت فيشر” وحده، بينما يتعمقون هم في مستوى ثالث من الأحلام ليكملوا مهمة نجاح زرع الفكرة المبتغاة في عقل “روبرت” غير الواعي. فهذه العلاقة عنوان سريع لطريقة غير معتادة للتعبير عن الحب.


إعلان