“فرصة عمل”.. خطة مليونير أسترالي لاقتناص أفضل العاطلين عن العمل

يتنافس الناس في كافة أرجاء المعمورة على نيل فرص العمل التي يحتاجون إليها أو يستحقونها، لكن الحظ قد لا يحالف كثيرين منهم، ولا سيما إن توفرت دواعي العنصرية والإقصاء بجميع أنواعها، بدءا من اللون والعرق، مرورا بالحالة الصحية، ووصولا إلى المراحل العمرية.

إذ يواجه كثير ممن يندرجون في هذه الفئات عنصرية اجتماعية غير عادلة بحقهم، رغم أن من بينهم أشخاصا أكفاء ومنجزين يستطيعون تقديم الكثير من العطاء، لكنهم قد لا يجدون من يمسك بأيديهم ويمنحهم الفرصة ليظهر كل منهم ما في جعبته.

فيلم فرصة عمل – الجزء الأول

“كريل برايس” مليونير ورجل أعمال أسترالي يبحث عن أشخاص يصعب عليهم إيجاد عمل، ليحول أفكارهم التجارية إلى مشاريع ناجحة خلال 8 أسابيع فقط، وقد جرى توثيق ذلك في سلسلة وثائقية عرضتها قناة الجزيرة الوثائقية بعنوان “فرصة عمل” تتحدث الحلقة الأولى منها عن اختيار المرشحين.

بائع الفراولة والكعك.. خطوة الصبي الفقير إلى الثراء

من المهم أن نتعرف على حياة هذا المليونير ونعرف كيف شق طريقه منذ البداية، فقد نشأ “كريل برايس” في منطقة سنترال ويست في نيوساوث ويلز جنوب شرقي أستراليا.

في مقتبل عمره، تعرضت الولاية للجفاف، وكان طلب الرزق فيها صعبا، مما اضطره للعمل وهو ابن 11 سنة، فقد باع الفراولة والكعك مع أخيه، لكنه اليوم يبيع آخر مشاريعه بنحو 109 ملايين دولار.

يدير “برايس” شركة استثمار تدعم المشاريع الناشئة، ويقول ليس على العالم أن يعيش وفق المثل الذي يقول “إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب”، فليس من الضروري التركيز على الأرباح، ولكن من الضروري أن يركز الرواد على فائدة المجتمع بمهاراتهم التجارية.

خطة مشروع في ثمانية أسابيع.. تصفية الأربعين المختارة

عمم مشروع “برايس” في أرجاء أستراليا، وهو يستهدف أصحاب الأفكار الجريئة الذين يستحقون فرصة إنشاء مشاريع لهم خلال ثمانية أسابيع، وقد تقدم مئات الأشخاص من بيئات مختلفة يحدوهم الأمل في تحقيق أحلامهم، ومن بين المشاركين أشخاص عاطلون عن العمل منذ وقت طويل.

يرى “برايس” أن إنشاء المشاريع صعب على ذوي الكفاءات العالية، لهذا فإن ذلك سيكون أكثر صعوبة على محدودي الخبرة، لكنه يتبع قلبه بأنهم سينجحون.

كريل برايس مليونير ورجل أعمال أسترالي صاحب فكرة فرصة عمل

وقع اختيار أربعين شخصا، وستجرى مقابلات معهم ليتقلص العدد إلى 12، وقد أحضر “كريل” فريق عمل من مرشدي الأعمال الريادية لمساعدته على الانتقاء، ويأمل المشتركون بتحويل أفكارهم لمشاريع اقتصادية ناجحة لكن ما يهم الفريق هو صاحب الفكرة.

العاطلون عن العمل .. عبء على المجتمع

ووفقا للمعطيات فإن 98% من المشاريع الناشئة تفشل في السنوات الخمس الأولى، ويعتمد النجاح على اندفاع أصحاب المشاريع ومدى صمودهم وقدرتهم على الإبحار عكس التيار.

لدينا هنا أحد المشاركين، اسمه جون ويبلغ من العمر 58 عاما، ويعمل في مجال بيع اللحم المقدد المرن وسهل المضغ، لكنه يحتاج إلى ذوي الخبرة حتى يتمكن من رفع المنتج لمستوى آخر، وهو عاطل عن العمل منذ ست سنوات، لأنهم في أستراليا لا يفضلون توظيف من هم فوق الخميسن.

فريق اختيار المرشحين الإثني عشر

تقول المدربة في مجال الأعمال “ميشيل دوفال”: يحزنني أن يفكر الناس ببلدي فيما يخص العمر، إنه رجل كفؤ، ولكنه لا يعثر على عمل، نحو 10% من العاطلين عن العمل في أستراليا هم في عمر فوق 55 سنة، ولا أمل لهم بالحصول على فرصة مناسبة.

آخر المرشحين.. ملامح من شخصيات نخبة النخبة

اختار”كريل” 12 شخصا واعدا إياهم بإكسابهم المعرفة، وسيختار ستة منهم ضمن معايير محددة، لكنهم سيشاركون بالقرار أيضا، ولا يعتبر “كريل” ذلك خسارة، فسيعلمهم كيف يتعاملون مع الآخرين. وهذه نبذة عن المشتركين الذين ترشحوا لهذه المرحلة:

آشان لاجئة من السودان

1-  أشان اللاجئة من السودان

لكل واحد من المشتركين قصته الخاصة، فبعضهم خرج من السجن ورُفض من قبل المجمتع، وبعضهم مثل أشان اللاجئة السودانية التي رفضت بسبب لونها وثقافتها، حيث تقول: “إنهم يظنون أنني لا أجيد عمل شيء”. بينما تقول عنها المدربة سماح دال: “إنها طيبة وتستحق بأن تحظى بفرصة لأنها ستكون عضوا فاعلا”.

انتقلت أشان في طفولتها إلى مصر بسبب الحرب، واضطرت للعمل وهي بنت تسع سنين لتعيل أسرتها، وكان أرباب العمل يهددونها بالقتل إن لم تنظف بشكل جيد. فهي لا تريد أن يعاني أحد ما عانته، لذلك كانت فكرة مشروعها، “تدريب أفراد من المناطق النامية ومساعدتهم في العمل بالمقاهي”.

ويجد نحو نصف اللاجئين في أستراليا صعوبة في الحصول على فرصة عمل مناسبة، وبعضهم يبقى عاطلا عن العمل لنحو عام ونصف، كما أن معظمهم يجدون مصاعب في أول عمل لهم.

تاد أفضل المرشحين

2-  “تاد” المقاتل

أما المشترك “تاد” فتدور فكرته حول الألعاب القتالية الحية ويستهدف فئة الطلاب، وهو ينحدر من أسرة عسكرية أبا عن جد، وجميعهم من القوات الجوية، كذلك أخوه الأصغر، لكنه تخلف عن الركب، وبسبب تربيته الصارمة كثيرا ما كان يصاب بالاكتئاب.

سارة أم عزباء لطفل يبلغ من العمر أربع سنوات تفكر في مشروع لتطوير الأزياء

3-  “سارة” الأم العزباء

أما سارة المولودة في أستراليا، فهي أم عزباء لطفل يبلغ من العمر أربع سنوات، وتدور فكرتها حول الموضة، وكانت تخيط منذ طفولتها، وقد حاولت بعد الإنجاب العودة إلى العمل، لكن أحوالها ساءت السنة الماضية، ولجأت إلى الخدمات الاجتماعية في سنترلينك وذهبت مع طفلها للعيش في ملجأ ووجدت نفسها تعتمد على الحكومة.

نحو ثلثي أهالي الأطفال دون الخامسة وخاصة النساء العازبات يعيشون بدون عمل.

لازروس شاب فقد رجله في حادث دراجة، يفكر بمشروع “فردة حذاء”

4-  “لازروس” صاحب الحذاء الواحد

“لازروس” في سن العمل، لكنه بلا عمل منذ تسع سنوات، عمل خلالها لسنة واحدة. بترت قدمه في حادث دراجة نارية، وهو لا يريد الاعتماد على المعونات الحكومية، أما مشروعه فهو مرتدي الحذاء الواحد لمبتوري الأرجل، بدلا من شراء زوج أحذية، كما أنه يريد توظيف المعاقين.

تبلغ نسبة العاطلين عن العمل من ذوي الاحتياجات الخاصة في أستراليا نحو 47%.

إيان رئيس الطهاة ترك مطبخه بسبب انفصال في شبكية العين

5-  “إيان” رئيس الطهاة 30 عاما

كان من بين المشاركين “إيان” الذي كان رئيس الطهاة لمدة ثلاثين سنة، وقد أجبر على ترك مطبخه بسبب انفصال شبكية العين، فهو لا يرى بوضوح، وطلب منه الطبيب ترك العمل، فقال إنه يريد أن ينشئ مقهى للمكفوفين، ويعطيهم أجورا لائقة ليعيشوا حياة كريمة، وتفتح لهم أبواب الحياة.

أبو بكر شاب باكستاني معيل وحيد لعائلته

6-  أبو بكر المتدين سيد نفسه

أبو بكر واحد من الفريق، وهو شاب متدين من باكستان، وهو المعيل الوحيد لعائلته، وبعد إصابة والدته بنوبة قلبية أصبح شغله الشاغل توفير الوجبات الصحية لها، أما حلمه فهو تجهيز حافلة للأطعمة الصحية السريعة، إذ يريد أن يكون سيد نفسه.

دانيلا من سكان استراليا المحليين الأصليين، مشروعها صنع مرهم للأسنان من مواد طبيعية

7-  “دانيلا” سليلة السكان الأصليين

“دانيلا” هي إحدى المشتركات من السكان المحليين الأصليين، وهي من الجيل المسلوب، كان مشروعها صنع مرهم للأسنان من مواد طبيعية، وسبب رفض العمل معها كما تعتقد “دانيلا” هو أنها من السكان المحليين، لكنها تريد أن تثبت للجميع أنها قادرة على العمل.

فيكي سجينة سابقة، مشروعها خدمات تأهيل السجينات الطليقات

8-  “فيكي” السجينة السابقة

“فيكي” هي مشتركة لم تستطع الحصول على وظيفة لأنها سجينة سابقة، تقوم فكرتها على تقديم الخدمات الاستشارية لمساعدة النساء على التكيف مع صعوبات الحياة بعد خروجهن من السجن، ودعمهن حتى لا تتكرر الجرائم.

ياري من سيراليون طورت شرابا من الزنجبيل واسمته “تونيك جنجر”

9-  “ياري” اللاجئة من السيراليون

إحدى المشتركات هي “ياري” البالغة من العمر 24 عاما، وهي طفلة من سيراليون قدمت كلاجئة، ومشروعها هو شراب من الزنجبيل يدعى “جنجر تونيك”، وتقول إنها جاهزة للتحدي.

أيف خياطة تتفنن بتدوير الأزياء باستعمال الملابس القديمة

10-  “إيف” أم الأطفال الستة

أما “إيف” فهي أم لستة أطفال، وقد أمضت عشرين عاما خارج سوق العمل، وهي اليوم جاهزة لتقديم فكرتها في تدوير الأزياء وتجميع الملابس القديمة والحصول على ملابس جديدة وجميلة، وتقول إنها كرست حياتها لأطفالها، والآن حان دورها.

جيس فتاة أسترالية صغيرة في السن لم يحالفها الحظ في العثور على وظيفة

11-  “جيس” من دائرة الخدمات

“جيس” هي فتاة أسترالية وخريجة من باركس جيس، تعمل تحت رعاية دائرة الخدمات، وقد قدمت على الكثير من الوظائف ولم تقبل.

غراهام أسترالي الأصول، فقد وظييفته بسبب إغلاق الشركة التي كان يعمل بها

12-  “غراهام” الحارس الكهل

“غراهام” هو أسترالي فقد عمله نتيجة إحالة الشركة التي كان يعمل بها للحراسة القضائية، ولكونه في عمر متقدمة، فإنه لم يستطع الحصول على فرصة عمل.

نصب الخيام في الهواء الطلق.. ليلة قارسة في المخيم

يريد رجل الأعمال “كريل” اختيار أشخاص كافحوا من أجل الحصول على وظيفة ليضمهم إلى مشروعه الاقتصادي، تبدو المهمة صعبة أمام فريقه لاختيار 12 شخصا.

بعد المقابلات استدعى “كريل” الفائزين، وأخبرهم أن عليهم اجتياز المرحلة القادمة التي ستكون مخيما للتدريب، وبعد تلك المرحلة سيبقى ستة أشخاص فقط هم من سيكملون الطريق معه ومع مشروعه، فهو يرى أن مخيم التدريب في الهواء الطلق سيساعده في اكتشاف الناس بشكل أفضل.

نصب الخيام في الهواء الطلق أول مراحل الاختبار لاختيار المرشحين

أدار “كريل” المخيم بنفسه وفقا لبرنامجه الإرشادي، وكانت النشاطات مدروسة، تنتقل بهم الحافلة نحو مخيم بدائي بلا كهرباء ولا مكان للاستحمام، أراد أن يضعهم في تحدّ كبير ليرى كيف يتصرفون وما هي مزاياهم، كما أنهم سيقومون بنصب خيمهم.

ويعلق “كريل” على عمل الفريق في نصب الخيم قائلا: البعض كان متسرعا وباشر بالعمل دون تفكير فكانت النتيجة كارثية، وهناك المسوفون الذين لا يزالون يقرأون الدليل، ومنهم من يجيد نصب الخيم، وهؤلاء هم الفنيون الذين يأتون بين المسوفين والمندفعين. إن الذي يستطيع بناء خيمة بشكل جماعي يستطيع إنشاء مشروع جماعي.

قضى المشتركون ليلتهم الأولى في درجة حرارة تقترب من الصفر، كان الجو باردا جدا عليهم، أما اليوم فلديهم مهمة جديدة، إذ سيتسلقون جبل بيغن هاوس، وعليهم قطع مسافة ستة كيلو مترات.

سبعة من أصل اثني عشر متسابقا وصلوا قمة الجبل في طريقهم للفوز بدعم مشاريعهم

“أريد أشخاصا تظهر عليهم بوادر النجاح”.. رحلة إلى القمة

عند الانطلاق شعرت “جيس” بالدوار، وفضلت التخلف عن صعود الجبل، يقول “كريل”: أردت لها أن تلمع كالشرنقة وتتفتح، والمخيم المكان الملائم لتتقدم وتتأهل للمرحلة القادمة، لكني أريد أشخاصا تظهر عليهم بوادر النجاح، عند التحدي نتعرف على الجوهر، لأن التجارة مليئة بالتحديات، فلو استطعت أن تجتاز التحدي وتصعد رغم الإعاقات، فإنك تستطيع خوض التجارة.

كان هذا التحدي الأصعب على “لازروس” بسبب قدمه الصناعية، فقد وصل ثلث المسافة، ثم طلب منه “كريل” العودة.

أخذ “غراهام” بنصيحة “كريل”، وهي تقسيم المسافة لمراحل، لكن قلبه كان يدق بسرعة كبيرة فقرر التخلف، كذلك الأمر مع “فيكي” المصابة بالصرع، و”دانيلا” أيضا عادت.

“يخيل إليك أنك وصلت، لكنك في منتصف الطريق”

تخلف خمسة من الفريق وبقي سبعة منهم، وعند وصول المنتصف على إحدى القمم قال كريل: هذا ما يسمونه القمم الخادعة، يخيل إليك أنك وصلت، لكنك في منتصف الطريق، في تلك المرحلة يبدأ الناس ببناء شققهم الفخمة وشراء أشياء باهظة، وهنا يفرط العقد، لأنهم يظنون أنهم وصلوا للنجاح فحادوا عن الهدف الأساسي.

رأى “كريل” أن سارة تتمتع بشخصية نموذجية وهي تشبهه إلى حد كبير، كما أن أشان (السودانية) جيدة، وهي في عمر يؤهلها للانطلاق، ولم يصدق أن “إيان” (رئيس الطهاة) بقي صامدا حتى النهاية، لقد وصل إلى القمة وهو من السبعة الباقين.

القمة الكاذبة، مصطلح للنجاح الخادع الذي يسبق النجاح الحقيقي بمراحل

لقد وصل مخيم التدريب يومه الأخير، والآن سيقرر “كريل” من الذين سيكملون معه في مشروعه الاقتصادي، وسيساعده الفريق في تدوين خياراتهم، وسيجيبون على مجموعة من الأسئلة التي قدمها لهم، وهي: من ستختارون ليشارككم المشروع؟ وإن كنتم ستخوضون تجربة اقتصادية لا تناسب ذوقكم، فما هي؟ ومن منكم يشعر بالتعب والاستنزاف العاطفي؟ وغير ذلك من الأسئلة التي سيدوّنونها ويجيبون عليها، وهو ما سيساعده في اختيار دقيق للفائزين للمرحلة القادمة.

مرحلة التدريب

بعد أن نجح سبعة من أصل اثني عشر متنافسا في بلوغ قمة الجبل، استدعي ستة منهم فقط إلى مقر شركة “كريل”، حيث يجري تدريب رجال أعمال مخضرمين لتحقيق أهداف مبهرة، فقد أراد “كريل” للفائزين أن يتمكنوا من بناء مشروعات خاصة لإكسابهم الخبرة.

“ستعملون كثيرا وتضيقون ذرعا”.. اختيار الفائزين

كان الفائزون يترقبون النتيجة بدرجة عالية من التوتر، حتى أعلموا أخيرا أنهم الفائزون، كانت مشاعر السرور والبهجة بادية على الجميع قال لهم “كريل”: لقد تلقيتم الخبر الجيد، أما الخبر السيء فهو أنكم ستعملون كثيرا وتضيقون ذرعا.

فرصة عمل.. الجزء الثاني

كان الفريق متحمسا وسعيدا، انتقلوا إلى مقرهم الجديد يحملون أحلامهم وأفكارهم ويتطلعون لمستقبل واعد، وهم “سارة” و”ياري” و”إيف” و”إيان” و”أبو بكر” و”لازروس”.

قسم المشتركون الستة إلى فريقين، واحد كان شغفه في الأزياء وهم “لازروس” الذي يريد فتح متجر للحذاء الواحد عبر الإنترنت، وسارة صاحبة الملابس الصديقة للبيئة، وإيف التي تريد إعادة تصميم للملابس المستعملة.

شراب الزنجبيل يلاقي قبولا عند الناس

أما الفريق الآخر فمهتم بالطعام، “إيان” رئيس الطهاة يريد أن يفتتح مقهى خاصا به، وأبو بكر فكرته عربة طعام صحي، أما “ياري” فتريد أن تطلق مشروب الزنجبيل الذي تعده في الأسواق والمقاهي، ويأمل الجميع أن تنجح مشاريعهم، هؤلاء الذين جاءوا من خلفيات مختلفة سيجتمعون معا وهذا التنوع سيثري تلك المشاريع وإنتاجيتها. يقول “كريل”: نريد بناء مشروع قابل للاستثمار في الأسابيع السبعة المقبلة، وسيعرض على مجموعة من المستثمرين، حيث سنقوم ببناء مشروعين مكتملين واحد مختص بالأزياء والثاني عن الطعام.

ستطلق فكرة ما يسمى بالحد الأدنى، فالأسبوع الأول مخصص لإيجاد الفكرة، وفيها سيقدم كل واحد من المشاركين فكرته والهدف منها، وبعد ذلك سيدرس كريل المشاريع ويضيف إليها الوزابي “الخردل الياباني الحار”، كناية عن تعليقه على هذه الأفكار، فالمشاركين سيبدون كمن تناول كمية كبيرة من الوزابي عند سماع تعليقات “كريل” على أفكارهم.

استطلاع الرأي.. مشاريع العمل تحت مجهر النقد

يبدأ “كريل” بمخاطبة “إيان” قائلا: أنت تريد فتح مقهى، لكن هل هناك ميزة للطعام غير أنه صحي؟ وما هدفك الأساسي، شغفك بالطعام أم تشغيل المكفوفين؟ إن رجال الأعمال يركزون على الفكرة الأساسية للمشروع، لأن طلب الناس عليها سيكون لمدة طويلة، أما قدرة أصحاب المشاريع الصغيرة في الاستمرارية، فتعتمد على قدرتهم على التغير في مشاريعهم.

بعد ذلك قال “كريل” مخاطبا “أبو بكر” بأن عليه التفكير بمشروع لا يكلف كثيرا، ويصب بنفس الهدف ويكون قابلا للتطبيق. يقول “أبو بكر”: أعرف أنه أراد مصلحتي، لكنه ثبط عزيمتي، كذلك كان الحال بالنسبة لـ”إيان”، بينما كان رأيه في مشروع “لازروس” الفردة الواحدة أنه لا يحل مشكلة كبيرة، عليه أن يثبت له المشروع بلغة الأرقام ويقدر له حجم السوق الحقيقي.

سبّب حديث “كريل” لهم صدمة وشل تفكيرهم، فقد حدد لهم موعدا لاختيار المشاريع، وطلب منهم القيام باستطلاع الآراء لأن ذلك سيساعدهم في التحضير. يقول “كريل” إن رجال الأعمال يركزون على الفكرة الرئيسية لجني المال، لكن بالنسبة لي فالأفكار رخيصة، لأن طلب المستهلك هو المهم، الأصل التركيز على أن الفكرة تناسب طلب المستهلك، وهو الأهم.

تجربة بيع وتسويق المنتج في الشارع

وفي يوم الاستطلاع خرج الجميع إلى الشارع عدا “إيان” لأنه أصيب بإلتواء في كاحله، أما “ياري” فكانت تمشي بالاستطلاع بشكل جيد، و”أبو بكر” كان خجولا وأدرك أن عليه تغيير أسلوبه ليصبح أكثر إقناعا، وخرجت “سارة” و”إيف” معا، فتلقت “سارة” ردود فعل إيجابية على منتجها إذا أصبح متوفرا في السوق، بينما وجدت إيف صعوبة في هذه المهمة، وتلقت ردود فعل سلبية بالنسبة لسعر المنتج، والبنسبة للازروس فكانت مشكلته في عدد ذوي الإعاقة الذي يندر وجودهم في التجول في الشارع.

ويعتبر “كريل” أن التحدي يلقن أصحاب المشاريع دروسا مهمة، أولا القرار، ثم التحدي، ثم البحث عن الطرق المناسبة لتخطيها في المراحل اللاحقة.

سد الثغرات.. أسرار تقديم المشاريع أمام رجل أعمال

حان يوم تقديم العروض، إذ يرى “كريل” أن التقديم هو من أهم المهارات التي يجب على رجل الأعمال التمتع بها، ليس لجلب المستثمر، ولكن ليتمكن من التواصل مع الناس في وقت آخر. بطبيعة الحال فإن الشعور بالتوتر هو سيد الموقف في هذه اللحظات لدى كل المشاركين، وقد حضرت المدربة “سماح دال” للتأكد من جاهزيتهم ونصحتهم بالتدرب معا، قالت لـ”ياري” إن عليها ترك التفاصيل والتركيز بالعرض.
وهنا جاء “كريل” ومعه المدرب ورجل الأعمال “بن رد”، وسيمنح كل واحد من المشاركين ثلاث دقائق للحديث عن مشروعه.

بدأت سارة بعرض فكرتها عن الملابس المستدامة صديقة البيئة، ركزت على صناعة قمصان مصنوعة من مواد طبيعية، وتقول إن مجال الأزياء ثاني ملوث بعد النفط للبيئة. وتابعت عرضها بالقول، إنه بعد إستطلاع آراء 58 شخصا، فإن 62% منهم لا يمانعون بدفع المزيد لشراء منتجاتها، لكن “كريل” يقاطعها ويسألها من أين أتت بالنتيجة؟ تخبره عبر الفيسبوك يقول لها إن هؤلاء هم من الأصدقاء مما يعني أن النتائج غير دقيقة، لأنهم يتمنون لك النجاح، وكان رأي “كريل” بمشروع “سارة” بأنه واعد، لكنها تحدثت عن حاجة الناس له، ولم تتحدث كيف سيكون؟

“إيف” احتاجت إحدى عشرة سنة قبل أن تدرك أنها تستطيع أن تعطي الملابس القديمة حياة جديدة

ثم جاء دور “إيف” لتقول: “حين بلغت إحدى عشرة سنة أدركت أنني أستطيع أن أعطي الملابس القديمة حياة جديدة”. لكن كريل يرى أن إيف تحدثت عن عائلتها طوال الوقت، لا بأس من ذكر العائلة، ولكن ليس لدقيقة ونصف، كما أن سعر الملابس لا يعقل خاصة أنها قديمة، ولم تتحقق من الاستطلاع.

أما “لازروس”، فبقي على فكرة بيع حذاء القدم الواحدة، فقال له “كريل” إن سوقها محدودة، أخبره “لازروس” بأن الاحصاءات تقول إن 158 ألفا، يخضعون في الولايات المتحدة لحالات بتر القدم سنويا، بسبب مرض السكري.

وبعد ذلك جاء دور رئيس الطهاة “إيان” الذي قال الفكرة ذاتها، فسأله كريل هل تستطيع جعل الفكرة قابلة للتطبيق في فترة قصيرة ودون رأس مال كبير؟ كان “إيان” متوترا جدا فلم يكمل العرض، وأخذ إجازة لعدة أيام.

أما “ياري بنغور”، فبدأت حديثها بأنها تفتخر كونها أسترالية، أخبرتهم بأنها تبيع شراب الزنجبيل في السوق المحلية 90% من الزبائن يعحبون به، يسألها “كريل” إن كانوا يشترونه حبا بمذاقه أم لفوائده فتجيب في البداية يعجبهم المذاق، ثم يسألون عن الفوائد. يقول “كريل”: يبدو أن “ياري” متحمسة، لكن المشروع غير قابل للتطوير، إذ كيف سنحول مشروعا كهذا قائما على فرد إلى مشروع قائم على فريق كامل؟

العرض الأخير كان من نصيب “أبو بكر” الذي قدم مشروع الوجبات الصحية السريعة، وقد تراجع عن فكرة العربة وحوّلها لتقديم وجبة صحية يمكن توصيلها وبأسعار مدروسة تنافسية، فسأله “كريل”: إن عدد المطاعم كبير فما الذي سيميز وجباتك”؟ أجابه أنها صالحة لمرضى القلب والسكري ومن يعانون حساسيات معينة، وكان تقديمه يفتقر إلى الإحصائيات التي تدعم كلامه، ولم يحدد حجم السوق، ولم يبذل مجهودا في ذلك، وهذا ما أزعج “كريل”.

“أخيرا حققت حلمي”.. ساعة اتخاذ القرار الحاسم

جاء وقت اتخاذ القرار أخيرا، وقد أعجب “كريل” بمشروع “ياري”، لكنه بجاجة إلى تطوير، وأما رجل الأعمال “بن رد” فقد أعجبه في فكرة “أبو بكر” الاشتراك الشهري، لكن طريقة العرض لم تعجب اللجنة، واعتبروا فكرة “إيان” تقليدية، أما مشروعا “سارة” و”إيف” من وجهة نظر اللجنة، فإنهما لا يعالجان مشكلة لدى المستهلك رغم جمال فكرتيهما.

وقد تحدث “كريل” لفريق الأزياء بأن فكرتي سارة وإيف رائعتان، لكنهما من وجهة نظر استهلاكية لا تستهدف سوقا كبيرا، كما هو الحال مع مشروع “لازروس” لمبتوري الأطراف، الذي تحدث عن حجم سوق كبير جدا، ورأت اللجنة أن مشروعه سيتوسع ليس فقط في أستراليا، ولكن سيصل لمختلف أنحاء العالم.

مسابقة مهارات العمل في فريق

كان “لازروس” سعيدا جدا، وقال أخيرا حققت حلمي، بينما شعرت “سارة” بالاحباط لأنها ستتخلى عن حلمها في مجال الأناقة لبعض الوقت، واعتبرت “إيف” أن فرصتها جيدة لها، وبأنها ستدعم لازروس وتبذل جهدها لإنجاح المشروع.

كما أخبر “كريل” فريق الطعام بأن مشاريعهم كانت جيدة، وسيجري اختصارها في مشروع “ياري” فهو الأقوى وفرصة نجاحه كبيرة، وأن “ياري” تمتلك الاندفاع الكامل وهذا جيد، ويعقب “بن رد”: أتمنى أن يتنوع المشروع وأن تتمكنوا من إنتاج ثلاثين نوعا.

شعرت “ياري” بسعادة غامرة إلى حد البكاء، لأنها طالما تلقت الكثير من الأنباء السيئة في حياتها ولا تعرف كيف تعبر عن تلقيها خبرا سعيدا، أما “أبو بكر” يرى أن مشروع “ياري” سيكون ناجحا وسيدعمها في ذلك، في حين أن “إيان” قال إنه سعيد لأنه غير مسؤول وسيدعم “ياري” ليصبح مشروعها قابلا للتوسع.

لعبة الانسجام بين الفريق.. أساليب تطوير المشاريع الجماعية

سيكون الأسبوع القادم الأصعب للفريقين، لأنهم سيقومون بإعداد نماذح أعمال، وعليهم التعاون معا، وليس لديهم وقت كبير، وعليهم استغلال كل دقيقة لذلك. يقول “كريل”: ستسير الأمور بسرعة وستتعدل الأفكار لتدور حول فكرة رئيسة، وعليهم أن لا يحدّوا أنفسهم وأن يثقوا بمرشديهم من جهة، سيكون هناك مشروع قائم على الإنترنت وهناك مشروع ملموس.

فريق”ديلي تونيك” يعرض منتجه على اللجنة

على الفريق المختص بالطعام تصنيع منتجات تعتمد على الزنجبيل لأن الشراب وحده لا يكفي لإنشاء مشروع، لذا على الفريق إيجاد منتجات قائمة على الزنجبيل وابتكار علامة تجارية تتحول لمشروع يجني الملايين وإدخاله حيز التنفيذ، ويقدم “إيان أمثلة على مواد يدخل الزنجبيل في صناعتها كالشوكلاته والشموع لكنه لا يحب مذاقه.

أما فريق الأزياء، فيطلب منهم “كريل” إنشاء موقع على الإنترنت حتى يزوره الناس ويتعرفوا على المتجر، حيث سيزيد إنشاء موقع جذاب على الإنترنت من فرص الوصول إلى السوق بشكل كبير، وهذا سيساعد الفريق على فهم طبيعة المشروع والهدف منه من وجهة نظر المستهلك.

إيان يقدم عرضا ضعيفا أمام اللجنة المصغرة

وقد حضّر “كريل” لفريق العمل برنامجا يلقي الضوء على المشاكل التي قد تواجه العمل الجماعي، وجاء أول تحدّ لهم يقيس مدى الانسجام وكيفية سير العمل داخل كل فريق، وهو عبارة عن لعبة عشرين قطعة من السباغتي وحبة مارشميلو وشريط لاصق، وعليهم بناء أطول هيكل متوازن.

يرى “كريل” أن اكتساب بعض مهارات تنظيم المشاريع ممكن، لكن نجاح المشروع يعتمد على تشارك المؤسسين الرؤية نفسها، وقد فشل فريق الأزياء فشلا ذريعا، لأن “لازروس” و”سارة” كانا على طرفي نقيض، وظهر الخلاف جليا بينهما، أما “إيف” فكانت الأكثر هدوءا ووقفت على الحياد.

وأما فريق الطعام فقد نجح نجاحا كبيرا وأظهر مدى التعاون بينهم، هي لعبة للصغار وغالبا ما يتقنونها، لأنها تعتمد على الفشل ثم إعادة المحاولة دون التصلب بالرأي.

“لن نجني أرباحا بهذه الطريقة.. عقبات على طريق النجاح

يحاول فريق الطعام البدء بالمهمة وهي صنع منتجات أخرى من الزنجبيل، ولكي يكون المشروع أكثر كفاءة، استأجر “كريل” مطبخا تجاريا، وبدأوا بصناعة كعك الزنجبيل، لكن طعمه كان رديئا، فقد استخدموا الصودا مع الطحين ذاتي التخمير، وألقى “كريل” باللوم على “إيان” لأنه أصبح فاقدا للثقة بعد إصابته، وعليه أخذ دور القائد.

وعلى الرغم من أن “لازروس” أثبت أن السوق كبير، فإن “كريل” يرى أن على المشروع أن يضم أشياء أخرى. يقول: “فرضا إننا اشترينا زوج أحذية من نايكي، وجاء أحدهم واشترى فردة، فعلينا أن ننتظر حتى يأتي آخر ويشتري الأخرى، ولن نجني أرباحا بهذه الطريقة”. لذا يريد “كريل” من فريق الأزياء التركيز على الإكسسوارات الخاصة بمبتوري الأطراف، وعليهم عرض منتجهم بعد أسبوعين على الإنترنت.

هنا، بدأ الخلاف يظهر في فريق الأزياء، فعلى هذا الفريق تقديم مشروعهم بعد شهر، ولكنهم لم يستطيعوا تقديم منتج للموقع الذي سيفتتح بعد بضعة أيام. يقول “لازروس”: المشروع لنا جميعا، لكن “سارة” و”إيف” لا يدركان ذلك وعلينا أن ننجح.

تقول إيف إن لازروس يقول هذا مشروعنا، ولكنه لا يأخذ برأيي على الإطلاق، لقد اشتريت كتابا عن طريقة العمل كفريق ووضعت خطوطا على النقاط التي تعيق عملنا، يجب أن يكون لنا قائد، سأتحدث مع “لازروس”، بينما ترى “سارة” أنها فكرة “لازروس” وعليه أن يرشدهم ليتمكنوا من التقدم.

طلب لازروس من سارة وإيف أن تقضيا يوما على الكرسي المتحرك لتتعرفا على المعاناة، بعدها ستأتي الأفكار، كوضع حمالة لوضع الحاجيات أو مكانا لوضع المشروبات، لكن لم تعجبهما الفكرة، ورفضت سارة الجلوس على الكرسي، وقالت إنها تستطيع فهم ظروف حياته جيدا، ثم تراجعت بعد ذلك معتبرة بأن ردة فعلها غير منطقية، لكنها لم تستطع تقبل الفكرة، فلكل من فريق الأزياء قصته الخاصة، ويحاول لازروس وسارة تجاوز غضبيهما.

تجاهل وانسحاب.. خلافات تثقل العمل الجماعي

يحاول فريق الطعام إعادة صنع كعك الزنجبيل، فقد عاد “إيان” للعمل بنشاط، لقد نجحوا في إعداده وسيخضع المنتج الجديد للاختبار في السوق، حيث ذهب الفريق للبيع، وأوشك الشراب على النفاد، لكن الكعك بقي على حاله ولم يبع منه إلا القليل.

خلاف دب بن لازروس وسارة اضطر سارة للخروج من الفريق

يتدهور الحال في فريق الأزياء، ويتوقع “كريل” الأسوأ لأنهم لا يملكون الرؤية ذاتها ولا الأهداف ولا حتى القيم، وقد عقد “كريل” اجتماعا مع مدربته “ميشيل دوفال” عن إمكانية الاستمرارية في المشروع؟ وسألت “ميشيل” الفريق هل توافقون على فكرة المشروع، فأجمعوا بنعم.

وجهت “ميشيل” سؤالا إلى “إيف”: ما الذي تريدينه من “لازروس” وتظنين أنه سيطور عمل الفريق؟ فأخبرتها أنه يتجاهلها، وهنا تطلب منها “ميشيل” عدم تسليط الضوء على المشاكل، لأن النجاح في عالم الأعمال يتطلب عدم التركيز على المشاكل، بل على تدريب العقل على التركيز على المشروع وأهدافه، حتى وإن كانت تفاصيل المشروع غير واضحة.

بعد ذلك طلبت “إيف” مقابلة “كريل” لتحدد مستقبلها في البرنامج، فأخبرته أنها تريد الانضمام لفريق الطعام وأنها معجبة بالفكرة، لكن “كريل” تقلقه فكرة انضمام فرد رابع للفريق، لأنهم يعملون معا بشكل جيد، غير أن “إيف” لا تريد أن تكمل مع “لازروس”. ويرد علها كريل “بغض النظر عن القرار الذي ستتخذينه، ستبقين جزءا من هذا البرنامج الذي عملنا على إنجاحه، وأتمنى أن تكوني قد استفدت منه”.

لم تفكر إيف أنها ستنسحب بهذه السهولة، لكنها قررت الانسحاب دون النظر إلى الخلف، فالمشاريع الناشئة تفشل بنسبة ٦٥% بسبب الخلافات بين المؤسسين، وهكذا أصبح عدد فريق الأزياء اثنين، وعندما تبلورت الفكرة بدأ المشروع بالنجاح.

فرصة عمل.. الجزء الثالث

خيبة الأمل.. ضرورة تغيير الأفكار من أجل النجاح

قام “لازروس” و”سارة” بتحويل مشروعهما إلى “ستريت موبيلتي” (Street Mobility) وهو موقع على الإنترنت يوفر لوازم فريدة لمن لديهم أطراف مبتورة، أما فريق الطعام فأصبح مشروعهم هو “جنجر سنسيشن”. ويحتاج الفريقان للدفع قدما لأن الوقت يمضي وهم بحاجة للخبرة الكافية لإطلاق المشروعين في أقل من شهر.

دعاية على المواقع الإلكترونة لمنتجات الأطرف الصناعية

وقد حاول فريق الطعام تسويق المنتج الجديد، لكن المبيعات كانت قليلة، وكانت فرصة “أبو بكر” كي يزيد ثقته بنفسه، فلطالما رفض بسبب اسمه وثقافته، رغم امتلاكه القدرة على العمل، وقد حصل على التدريبات الكافية، وكان “كريل” يراقب عن بعد، وحاول دفعهم ومساعدتهم وإعادة ترتيب البضاعة بشكل مميز ولافت، لكن رغم كل الجهود خيب البيع آمالهم.

أما فريق “ستريت موبيليتي” فهو لا يعاني من المنافسة، لكن عليه تقديم منتجاته بطريقة مثالية، فكانت لدى “لازروس” فكرة الكيس الصديق، تماما كالذي يقدم للأمهات حديثات الولادة، لكنه سيقدمه لمن بترت قدمه لاحقا، وفيه تعريف بالمنتج ومعلومات تساعدهم في تخطي هذه المحنة.

“أن يكون لديك أكثر من المنتج لتنجح بالتجارة”

وبعد الخيبة التي تملكت فريق الطعام، اقترح “كريل” أن تقدم “ياري” المنتج مع التعريف بقصتها كلاجئة، لكنها رفضت الفكرة جملة وتفصيلا، لأنها لا تريد إقحام قصتها، لقد شعرت بالإهانة بسبب ما قاله “كريل”.
لقد حدث سوء فهم. يقول “كريل”: لدى ياري مشروعها والاندفاع، ولديها قصة رائعة لكنها تحب مشروبها، لكن عليك أن يكون لديك أكثر من المنتج لتنجح بالتجارة، فالناس تتوجه إلى صاحب المنتج بقدر توجههم للمنتج نفسه.

في النهاية تقبلت “ياري” الفكرة لأن تكون قصتها جزءا من العلامة التجارية، وتفهمت ما قصده “كريل”. وفي المقابل كان “كريل” قلقا بشأن قابلية المشروع للتوسع، يقول: “يفكر بعض رجال الأعمال ستة شهور، وينفقون الكثير على منتج ما، فإن أدركوا أن المستهلك لم يعد يريده، فإن عليهم التغيير مباشرة”، لذا طلب منهم نسيان الزنجبيل والتفكير بمشروب يشبه مشروب الألبان الصحي لشركة مشهورة.

ويقترح مشروب “التونيك” الذي سيصل بالمنتج إلى الذروة مع التركيز على فوائده، وقد أعجبت “ياري” بالفكرة، لكنها كانت قلقة من الوقت الباقي، فعلى الفريق البدء بتجريب وصفات جديدة لمشروعهم. ولحسن الحظ فقط توصل الفريق بعد فترة إلى ثلاث مشروبات مبتكرة تتكون من مواد طبيعية، كالقرفه مع ماء جوز الهند، حيث استخدموا مواد عضوية دون إضافة السكر، وقد تذوقها “كريل” وأعجبته، وقال لهم: أنتم اليوم تجلسون على منجم، لكن علينا الانطلاق بالفكرة حتى نصل إلى منجم الذهب.

وهنا أصبح الفريق يعرف الآن ماهو المطلوب منه، فقد تعلموا الكثير عن إدارة الأعمال. أما “لازروس” و”سارة” فكان عليهما تسجيل فيديو للموقع، وقد كتبت “سارة” النص لكن “لازروس” بدا غير مبالٍ بها مما أزعجها، لأنها لا تستطيع فهم ذهنيته.

“لا بأس أن يكون في الفريق شخص مبادر”.. تصرف فردي مزعج

أنشأ فريق “ستريت موبيليتي” صفحة على الإنترنت للحصول على تمويل لتسويق الكيس الصديق، ونجحوا في ذلك، فقد حصلوا على مبلغ 2500 دولار، وأصبح بإمكانهم إدخاله حيز التنفيذ، لكن سرعان ما دب الخلاف مجددا بينهما، كان “بن ريد” يراقبهما، وقد حاول وضعهم على جادة الطريق، وقال لهما: عليكما التركيز على جانب السعادة لأنكما حصلتما على المال، وأن لا تحولا ذلك إلى جانب إحباط، وبدل ذلك عليكم أن تعرفوا كيف ستنفقانه.

أبو بكر يبيع عصير الزنجبيل في تجربة أولية في الشارع

 

ولدى فريق الطعام أو “ديلي تونيك” مشكلة أيضا، فقد ذهب “أبو بكر” لفتح حساب مصرفي لكن “ياري” و”إيان” انزعجا من تصرفه، ولم يردا على الهاتف، عندها تدخل “كريل” وقال لهم: لا بأس أن يكون في الفريق شخص مبادر، لا وقت لديكم لتتناقشوا في كل أمر، لأن القائمة تطول، وعليكم تسجيل رقم أعمال أسترالي (IBN) وإنشاء اسم تجاري، وهو من الضروريات في حالة إنشاء مشروع اقتصادي في أستراليا، وهو يكلف عشرة دولارات شهريا، فوافقوا على مضض، وعندما عاد “أبو بكر” اعتذر، وقال كان علي أن أكون أكثر وضوحا مع “ياري” و”إيان”، وكان علي إعلامهم بخططي، لكن الوقت قصير ونحتاج لإنشاء حساب قبل الغد.

يوضح “كريل” كيف سيدخل “ديلي تونيك” الأسواق، حيث سيجري بيع اشتراكاتها في الأسواق، وسيتمكنون من دخول 500 سوق خلال سنة، وفي كل سوق مجموعة من الاشتراكات، لذا طلب منهم أن يبدأوا بتجريب الفكرة في اليوم التالي والحصول على اشتراكات من الناس.

شجاعة الانسحاب.. “لازروس” يقف وحيدا في المشروع

على الرغم من خلاف “لازروس” و”سارة”، فإنه أراد أن يريها الطريقة المناسبة بالنسبة له، ويريد أن يريها لوازم للتحرك مصنوعة عبر طابعة ثلاثية الأبعاد، حيث تعمل الطابعة على وضع نموذج عن طريق وضع طبقات رقيقة فوق بعضها.

طابعة ثلاثية تطبع مستلزمات الأطراف الصناعية

كان هدف سارة إدخال عالم الأناقة والجمال إلى عالم الإعاقة، إلا أن انحراف المسار جعلها تتزعزع، فلم تعد متأكدة من الأمر، وصارت مرتبكة تشعر بالخوف، وترى أنه عالم “لازروس” وليس عالمها.

ومنذ زيارتها للمطبعة ثلاثية الأبعاد، زاد الشك لدى “سارة” بشأن مستقبلها في “ستريت موبيليتي”، وتتتساءل إن كانت مهتمه بالقدر الكافي، فهي لا تستطيع تصميم أطراف ثلاثية الأبعاد، ويفترض أن تكون شغوفة بالقدر الكافي بالمشروع، كما أنها لديها تساؤلات حول علاقتها بـ”لازروس”، وتقول إنهما ليست لديهما المقومات ليعملا معا، فالعقبات كبيرة، وهو أمر محزن ومحبط، لذا قررت الانسحاب على أن تدعم “لازروس” حتى نهاية البرنامج. يقول “لازروس” إنه لا يملك نية سيئة تجاه “سارة”، لكنها لا تعمل إلا ما يحلو لها ولا تحب إدارة الأعمال.

يجد “كريل” أنه من الشجاعة الانسحاب بعد أن يرى المرء أن الأمر لا يلائمه، ويرى أن سارة نمّت قدرتها واستفادت من البرنامج، وأنها تتطلع نحو الهدف.

“اجعلوا الفراشات تطير بالمعلومات، وإن استطعتم التقاطها ستبلون بلاء حسنا”

في الأمسية الأخيرة للبرنامج، وهو لقاء سنوي للمستثمرين المؤثرين، حيث يقدم أصحاب المشاريع الناشئة أفكارهم؛ سيتنافس الفريقان بعد أقل من ساعتين مع فرق أخرى، وقد كان لهم الوقت الكافي لبلورة أفكارهم.

يتدرب الفريقان آملين أن يحصلوا على تمويل المستثمرين للبدء في أعمالهم، وفي التدريبات يوجه “كريل” فريق “ديلي تونيك”، ويقول لهم: “إن الأمر مربك، لكن اجعلوا الفراشات تطير بالمعلومات، وإن استطعتم التقاطها ستبلون بلاء حسنا”. ويخبرهم أنه فخور بهم وأن عليهم أن يجتهدوا لأجل الفئات التي يمثلونها، فتحدياتهم كثيرة وكل واحد منهم قادم من بيئة مختلفة، وعليهم أن يظهروا أنهم قادرون على التغير.

“أماندا غودمان” مستثمرة من مجموعة “إمباكت” تتطلع لأفكار مؤثرة هذه الليلة، وتقول إن الناس القادرين على الجذب قادرون على إحداث التغيير في العالم وهذا حماسي.

أبو بكر وياري يعرضان منتجهما “ديلي تونيك” أمام لجنة التحكيم

ومع بدء العروض، كان التنافس محتدما على أموال المستثمرين، ففي عرض “ديلي تونيك”، بدأت “ياري” بالحديث عن أنهم يريدون تحسين صحة الأستراليين من خلال مشروبهم اليومي، وتتحدث عن قدومها من سيراليون، وكيف أن جدتها اعتادت على تناول الزنجبيل كثيرا وعاشت مئة وعشر سنوات.

وتضيف: الناس في أستراليا يحاولون جعل أجسادهم معافاة بتناول الطعام الصحي، لكن عامل الوقت يلعب دوره، أتيناكم بحل زهيد ومفيد، مشروب “ديلي تونيك”. بعدها يعرّف “أبو بكر” الناس على الفوائد الصحية، وأنهم سيحصلون على 14 زجاجة بأربعين دولار تصل إلى أعتاب بيوتهم، وسيتوسعون ويدخلون إلى الأسواق والضواحي، أما إيان فبقي مستمعا وكان العرض جيدا.

“شعرت أني أب فخور”.. عرض مبهر ومستقبل زاهر

كان “لازروس” على وشك الصعود إلى المنصة، وعليه إقناع المستثمرين بأنه يستحق دعمهم، قال لهم إنه من “ستريت موبيلتي”، ونعنى بمساعدة ذوي الإعاقة حتى يصبحوا غير معاقين. يتحدث عن نفسه فيقول إنه في عام 2008 فقد قدمه في حادث دراجة، و”حين استيقظتُ كانت قدمي غير موجودة، تخيلتُ أنها نهاية العالم، لكنها كانت بداية لحياة جديدة، كانت أغراضي لا تعبر عن شخصيتي والحياة ضاقت علي”.

يريد “ستريت موبيلتي” أن يكون متجرا ميسرا للحركة من خلال أدوات موجودة اليوم في مكان ما في أستراليا، و”قد اعتمدنا التمويل الجماعي لتمويل الكيس الصديق لذوي الإعاقة، ويشبه فكرة الأكياس التي توزع على الأمهات الجديدات في المستشفى، وتضم أغراضا لهن ولأطفالهن، ويوفر الكيس معلومات لصاحب القدم المبتور، وسننتج بعض المنتجات الرائعة كالقمصان الطويلة وسدادة القهوة لتوزيعها في أروقة المستشفيات”.

عرض مميز أمام المستثمرين قدمه لازروس في حق منتجه

كان عرض “لازروس” رائعا وتنبأ له “كريل” بمستقبل زاهر. يقول “كريل”: شعرت أني أب فخور، لقد أنجزوا الكثير، ولم يبق سوى القليل حتى يتمكنوا من تحقيق ما بدأوه.

وبعد شهرين كان فريق “ديلي تونيك” قد بدأ عمله بتوصيل المشروب لخمسين مشتركا، والعدد في تزايد، فقد بدؤوا بتمويل قيمته مئة ألف دولار، ويرى “كريل” أن هذا رائع، وأنهم إن استطاعوا الانطلاق بسرعة فسوف يحققون الكثير.

يقول أبو بكر إن المستثمر أعطاهم اندفاعا وجعلهم ينجحون، “كان مجرد حلم، وأنا أرى نجاح الشركة”.

مشاريع الفريق المتعددة.. بداية الرحلة الكبرى في عالم الأعمال

لا تزال “ياري” شريكا في “ديلي تونيك”، لكنها تعمل أيضا بمشروعها مشروب الطاقة، وتريد أن تجعل من “ديلي تونيك” مؤسسة تجارية مستدامة. أما “إيان” فقد استقال من الشركة، وبدأ بمشروعه الطاهي الأعمى، ويأمل خلال شهرين أن يتمكن من تحقيق حلمه، ويدعمه في ذلك “بن رد”.

وبالنسبة لسارة، فقد بدأت بمشروعها “إيماجن دزاين” لألبسة أعيد تدويرها وهي سعيدة بذلك، وترى أن تجربة البرنامج أعطتها الثقة، لأنها تطمح بالاعتماد على مدخولها الشخصي.

وقد أحدث “لازروس” واقعا جديدا، فقد بدأ بتوزيع الأكياس كعينات لمن بترت أقدامهم في المستشفيات، وآلاف المستشفيات تعني آلاف الأكياس، وهو مبلغ ضخم حقا، وسيتمكن من العيش براحة وتأمين عمل لأشخاص آخرين، وهذا ما يهدف إليه.

ويعتبر “كريل” أن تركيز “لازروس” على الجانب الاجتماعي حركة ذكية منه، وأمامه شهران ليكون جاهزا وهو لا يرى نفسه إلا وهو يسير إلى الأمام.

قد يكون هذا الحدث نهاية رحلة، لكنها ليست سوى البداية لرحلة جديدة.


إعلان