معركة الرواية.. أفلام فيتنام أعادت كتابة التاريخ وصور غزة تكتب المستقبل

فيلم "فصيلة" (Platoon) للمخرج "أوليفر ستون"

تولد روايتان في كل حرب، الأولى يكتبها المنتصر، والثانية تصنعها الصورة، وفي حرب الإبادة الإسرائيلية بغزة، لم يكن المراسلون الحربيون أو وكالات الأنباء هم من صاغوا الحكاية، بل آلاف الفلسطينيين الذين حملوا هواتفهم ليوثقوا لحظة سقوط صاروخ، أو أنين طفل تحت الركام، أو جنازة تمتد بين الأزقة الضيقة.

كان العالم يشاهد الحرب بعينيه بلا وسيط، من دون انتظار مونتاج أو تعليق صوتي. لقد كسرت تلك السرعة في التوثيق فخ الرواية الرسمية، التي لطالما امتلكها الطرف الأقوى، وحولت الضحية إلى صانع للمعنى لا مجرد موضوع له.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

هذه اللحظة تعيد إلى الذاكرة دروسا بعيدة من حرب فيتنام، الحرب التي هزت أمريكا من الداخل بقوة الصورة، وإن جاءت متأخرة، وكانت أول حرب ينقلها التلفاز إلى كل بيت.

لكنها كانت أيضا أول حرب يراجعها الفن لاحقا، ليكشف وجوهها المظلمة في أفلام، منها مثل “القيامة الآن” (Apocalypse Now) عام 1979، و”فصيلة” (Platoon) عام 1986.

وبين فيتنام وغزة، تغير كل شيء: الكاميرا، والسرعة، وضمير العالم الجمعي.

حين عادت الحقيقة بعد انتهاء الحرب

بعد انتهاء حرب فيتنام بسنوات، اكتشفت أمريكا أن انتصارها في الرواية كان زائفا، فقد جاءت السينما لتقلب الموازين، وتكشف الوحشية التي مورست باسم الحرية.

ففي فيلم “القيامة الآن” للمخرج “فرانسيس فورد كوبولا”، نرى الجندي الأمريكي وقد أصبح كائنا تائها بين الغابة والجنون، لا يفرق بين العدو والذات، ولم مشاهد المعارك والانتصارات في الفيلم، بل مشاهد الانهيار الأخلاقي والنفسي الشامل.

أما المخرج “أوليفر ستون” في فيلمه “فصيلة”، فقد قدم رؤية أكثر صراحة وقسوة، مؤداها أن الحرب لا تصنع الأبطال بل القتلة، والعدو الحقيقي ليس الفيتنامي، بل آلة الحرب الأمريكية ذاتها.

أثّر الفيلمان بعمق في الرأي العام الأمريكي، لأنهما قدما صورة مغايرة لما روجته الدعاية الرسمية أثناء الحرب. فبدلا من خطاب “الدفاع عن الحرية” و”محاربة الشيوعية”، كشف الفيلمان الجانب المظلم للجنود الأمريكيين أنفسهم، والعبث والجنون الذي رافق الحرب، فأصبح الجمهور لا يرى فيتنام “واجبا وطنيا”، بل جرحا أخلاقيا في ضمير الأمة.

الحرب لا تصنع الأبطال.

المخرج أوليفر ستون

كان المجتمع الأمريكي يعيش أزمة ثقة مع حكومته، عندما أُطلق فيلم “القيامة الآن” في دور العرض، لا سيما بعد فضيحة “ووترغيت” وهزيمة فيتنام. جاء الفيلم ليعبر عن هذا الاضطراب الجمعي، فرآه الناس مرثية لبلد فقد بوصلته الأخلاقية.

ولم تكن المشاهد المهلوسة والرموز الكابوسية مجرد أسلوب فني، بل ترجمة لحالة الخوف والذنب التي شعر بها الأمريكيون، بعد اكتشاف حجم الفظائع التي ارتكبها جيشهم في آسيا.

ثم جاء فيلم “فصيلة” بعد 7 سنوات، ليكرس هذه المراجعة، لكنه قدمها بلغة أكثر مباشرة وإنسانية، فالمخرج “أوليفر ستون” كان قد قاتل في فيتنام، وقد أعاد تعريف “البطل الأمريكي”، بوصفه شابا مضللا يعيش صراعا داخليا بين الطاعة والضمير.

كان المخرج “أوليفر ستون” جنديا في فيتنام، وهو صانع فيلم “فصيلة” (Platoon)

لاقى الفيلم صدى واسعا بين المحاربين القدامى، الذين رأوا فيه اعترافا متأخرا بمعاناتهم، ونال 4 جوائز أوسكار، ثم أصبح حدثا ثقافيا يتجاوز السينما إلى النقاش العام حول معنى الوطنية والواجب.

بفضل هذين الفيلمين، تغير الخطاب الشعبي في أمريكا تجاه الحرب، وصار يراها كارثة أخلاقية لا مغامرة عسكرية، فقد أعاد الفيلمان تشكيل ذاكرة الشعب الجماعية، ورسخّا قناعة بأن القوة وحدها لا تصنع الحق، وأن السينما يمكن أن تكون محكمة ضمير، تحاسب أمة على ما فعلته باسم الحرية.

صورة لا تنتظر الإذن في غزة

لم يقتصر تأثير الفيلمين على كونه نقدا للجيش الأمريكي، بل أصبح فضحا للرواية التي روجتها أمريكا سنوات، وأصبحت السينما مساحة مراجعة جماعية للضمير الأمريكي، وكأنها اعتذار مؤجل عن الصور التي حجبتها الرقابة والتبريرات السياسية.

لكن اللافت أن هذه المراجعة جاءت بعد الحرب، بعد أن حسمت النتائج، وسجل التاريخ الرسمي. لقد احتاجت السينما وقتا لتفكك الأكاذيب، وكان العالم قد صدقها عقدين.

أما في غزة، فلم تنتظر الصورة إذنا من أحد، فمنذ يوم الحرب الأول، كانت عدسات الهواتف تبث كل شيء أثناء وقوعه، فعندما وثق المصور محمد الحجار لحظة إخراجه من تحت الركام، وعندما ذرف الصحفي وائل الدحدوح دموعه على استشهاد أهله، لم تكن تلك لقطات عادية، بل أصبحت رموزا كونية لهشاشة الإنسان في مواجهة آلة الحرب.

لم تكن غزة موضوعا للفيلم الوثائقي، بل صانعة له في بث مباشر، فعلى عكس أفلام فيتنام التي جعلت الجندي محور السرد، أضحى المدني في غزة بطل القصة.

كشفت الصورة أن الحرب على غزة هي حرب على هؤلاء الأطفال

فالطفل الذي يصرخ في المستشفى، والمرأة التي تنادي أبناءها، والطبيب الذي يعمل بلا كهرباء، هم أبطال “سينما الحرب الجديدة”، التي لا تحتاج إستوديو ولا إنتاجا ضخما، بل خامة أولى للذاكرة، لا تحتاج لمونتاج لاحق، ولا تصحيح ألوان.

والأهم أن هذه الصور لم تمر من غرف الأخبار في وكالات الأنباء الغربية، بل انتشرت أولا على المنصات الاجتماعية؛ تيك توك، وإنستغرام، وتلغرام، وتويتر (أكس). وهنا يكمن التحول الجذري في ميزان القوة الإعلامية، من المركز إلى الهامش، ومن المؤسسة إلى الفرد.

من الجندي البطل إلى الإنسان الضحية

كانت هوليود في السبعينيات والثمانينيات منشغلة بتحليل مأساة الجندي الأمريكي، لكنها لم تعطِ مساحة تذكر للمدني الفيتنامي، وإنما كان الضحايا جزءا من التأثيث الحربي.

أما حرب غزة فقد غيرت تلك المعادلة تماما، فلم يعد الجندي الإسرائيلي يظهر حاميا، بل قاتلا في مشهد موت جماعي، وأصبح الضحية الفلسطيني مركز الإحساس العالمي، بفضل الصورة التي لم تعد قابلة للحجب أو التأويل.

الطبيب الفلسطيني يعبر عن حزنه بأنه وأهل غزة ليسوا أرقاما

ليست المقارنة هنا بين مستوى العنف، بل بين من له حق السرد، فقد كشفت فيتنام هشاشة القوة الأمريكية بعد سنوات من الصمت، وكشفت غزة هشاشة الرواية الإسرائيلية في أيام قليلة.

فكل فيديو من طفل يصرخ أو جثة تنتشل، صار يفكك خطاب “الحق في الدفاع عن النفس” الذي روّجته إسرائيل، ويظهر أن الحرب ليست ميدانا متكافئا، بل مأساة إنسانية تشهد عليها الكاميرات الصغيرة. يقول المخرج الفرنسي “جان لوك غودار”: الصورة لا تخبرنا ما حدث، بل تجبرنا أن نراه.

لكن في زمن غزة، لم تعد الصورة تجبرنا على الرؤية فقط، بل على اتخاذ موقف، فقد أدى التوثيق الفوري عبر الإنترنت إلى دفع الجمهور العالمي ليصبح طرفا في الحدث لا مجرد مشاهد. فلم يعد ممكنا إخفاء الجرائم خلف بيانات المتحدثين العسكريين أو نشرات الأخبار، لأن الفيديوهات كانت تنشر لحظة وقوع الحدث، وتترجم آليا في دقائق.

*نحن لسنا أرقاما تحصى في تقارير أو عناوين عابرة في الأخبار، نحن بشر نعيش وجعا حقيقيا*

من اللقطات التي تداولها الملايين، لقطة أظهرت طبيبا في مستشفى الشفاء يصرخ: نحن بشر، لسنا أرقاما!

كانت تلك الصرخة تساوي آلاف المقالات، وفي المقابل، لم تعد المؤسسات الإعلامية الكبرى قادرة على احتكار التأويل، بل ولد نوع جديد من الصحافة، هو الصحافة غير المركزية، حيث تكون المعلومة في يد الضحية، والتاريخ يكتب من موقع الألم، لا من غرف التحرير.

ملصق فيلم “القيامة الآن” (Apocalypse Now)، للمخرج “فرانسيس فورد كوبولا”

لكن الصورة في عصر الذكاء الاصطناعي جاءت محملة بفخاخ معقدة، فقد اكتسبت قدرة على الكذب بدقة غير مسبوقة، وشهدت حرب غزة تداول مئات المقاطع المزيفة لتبرير الهجمات، وهنا يأتي السؤال الأخلاقي الأهم، وهو: كيف نميز بين التوثيق الحقيقي وبين الصورة المصنوعة؟

مع ذلك، كشفت التجربة الغزية أن “الصدق العاطفي” في الصور الحقيقية أقوى من كل محاولات التزييف، فوجوه الأمهات والأطفال لا يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يحاكي ما فيها من عمق الألم.

وهو يستطيع توليد صور الدمار، لكنه لا يستطيع أن يخلق الصمت الذي يلي الانفجار، أو النظرة التي تجمع بين الخوف والعناد في عيون الناجين. بهذا المعنى، تظل الصورة الإنسانية الأصيلة -مع هشاشتها التقنية- أكثر صدقا من آلاف النشرات المنقحة، ويخسر الإعلام الرسمي احتكاره للحقيقة، لكنه يكسب جمهورا صار أكثر وعيا بشروطها.

معركة غيرت مفهوم المراسل الحربي

حين نقارن بعين السينمائيين في فيتنام وغزة، نلاحظ اختلافا عميقا في أخلاق التمثيل، فأفلام فيتنام تستخدم الجماليات البصرية، مثل الألوان الكثيفة والموسيقى الصاخبة لتصوير العبث، أما في غزة، فلا جماليات تضاف.

وحدها الصورة الخام المتربة المائلة تفرض نفسها، لكنها حقيقية بالمطلق، لذلك لا يحتاج المخرج الفلسطيني إلى ميزانية ضخمة ليهز العالم، بل يكفي أن يلتقط لحظة الحقيقة في أكثر صورها هشاشة.

هذا النوع من “السينما الواقعية الفورية” يشكل ثورة في مفهوم الفن، ويؤسس للتوثيق بصفته شكلا فنيا مستقلا، ويصبح معيار الجمال مرتبطا بالصدق لا بالإنتاج، ويكون الفرق بين اللقطة المتقنة والحقيقية هو الفرق بين السينما والإعلام، وبين الدعاية والشهادة.

عندما بثت محطة “سي بي إس” صور القتال في “سايغون” عام 1968، استغرقت اللقطات أياما لتصل إلى الجمهور، وكانت تخضع للتحرير والمراجعة. أما في غزة 2023–2024، فالفيديو الذي يصوره ابن 10 سنوات ينتشر في العالم خلال دقائق، لذلك لم يعد تيك توك وإنستغرام منصات ترفيه، بل ساحات توثيق شعبي، تتجاوز الرسمي والسلطوي.

ثم إن عدم المركزية غيّر مفهوم الرقابة، فلما حاولت الحكومات الغربية تقييد محتوى غزة بحجة “خطاب الكراهية”، كانت المقاطع تزداد انتشارا بفضل إعادة النشر والنسخ، في معركة رقمية إعلامية موازية، لا يستخدم فيها السلاح، بل الصورة، ولا تدار من غرف الأخبار، بل من هواتف المدنيين، فهزمت إسرائيل عسكريا وسرديا أيضا، إذ فقدت السيطرة على روايتها أمام فيض الشهادات الحية، وأمام لغة الصورة التي لا تحتاج إلى ترجمة.

في كلا الحربين، كان الصحفي الشاهد الأكثر إرباكا للسلطة، لكن مراسلي فيتنام كانوا جزءا من مؤسسات إعلامية كبيرة، لها أدوات حماية ونشر، أما الصحفي الغزي فيعيش في الجحيم بلا غطاء سوى شجاعته.

فقد أصبح وائل الدحدوح بملامحه المرهقة وصوته المكسور أيقونة عالمية للشهادة الإنسانية، لا لقدرته المهنية فقط، بل لكونه جزءا من المأساة، وقد أعاد مع زملائه تعريف معنى المراسل الحربي، فلم يعد ناقلا محايدا، بل مشاركا في الحدث، مكلوما يُصوَّر وهو يدفن أبناءه.

هذا الشكل من التوثيق ليس مجرد نقل للخبر، بل تجسيدا لتحدٍّ أخلاقي غير مسبوق في مهنة الصحافة، إذ يستمر الصحفي في العمل، في حين تنهار حياته أمامه.

غزة تقلب المعادلة

لعل الدرس الأهم من كل حروب التاريخ هو أن من يملك الصورة يملك الرواية ويوجه الوعي، لكن غزة قلبت هذه المعادلة، فبدلا من أن تكون الكاميرا في يد السلطة، صارت في يد المقهورين، وتلك أول مرة تستطيع فيها الشعوب العربية والإسلامية -ومعها ملايين المتضامنين حول العالم- أن تنتج سردية مضادة بقدرة ذاتية.

أظهر استطلاع للرأي في أوروبا وأمريكا الشمالية خلال أسابيع الحرب الأولى، أن نسبة التعاطف مع الفلسطينيين ارتفعت ارتفاعا غير مسبوق، بفعل الصدمة الأخلاقية التي أحدثتها الصور اليومية، وهو ما يعني أن الدعاية السياسية أخفقت، حين اصطدمت بمعنى الصورة الإنساني الخام.

خلق ذلك النصر البصري قوة جديدة قادرة على إعادة توزيع موازين الهيمنة الإعلامية عالميا، قد تغدو بسببها المنصات -التي كانت تستخدم للترفيه والإعلانات- أدوات فعالة وخطيرة في الضغط السياسي، وتشكيل الرأي العام، والتأثير في قرارات الحكومات.

لقطة عفوية من حرب غزة لا يمكن لهوليود أن تنتج مثلها

في فيتنام، استغرقت أمريكا 20 عاما لتستوعب صدمتها السينمائية، أما في غزة، فقد خزنت الصدمة في المكتبة الرقمية كل ثانية، فالصور التي نُشرت اليوم على تلغرام ويوتيوب لم تكن مجرد شهادات، بل وثائق للمحاسبة المقبلة، وأدلة محتملة لمحاكمات دولية، فتحول التوثيق من فعل إنساني إلى سلاح سياسي، ومن لحظة حزن إلى أداة مساءلة.

لكن هنا يكمن “فخ الرواية”، فحين تتضخم المادة المصورة، تصبح الذاكرة معرضة للتشويه أو النسيان وسط الضجيج، وهو ما تنبه إليه الناقدة والمخرجة الأمريكية “سوزان سونتاغ” في كتابها “ألم الآخرين” قائلة:

كل صورة جديدة تضعف أثر السابقة.

وبين فيتنام وغزة، تغير معنى الصورة، وتغير موقع السلطة، فالأولى كانت اعترافا متأخرا بهزيمة أخلاقية، أما الثانية، فهي لحظة انفجار الحقيقة في وجه القوة قبل أن تنتهي الحرب.

من الأقوى في سرد الحكاية؟

لقد أثبتت غزة أن السيطرة على الإعلام لم تعد ممكنة في عصر الشبكات، وأن السرد الرسمي في أي دولة -مهما بلغت إمكانياتها- يمكن أن ينهار أمام هاتف واحد يحمل ذاكرة حية.

هذه ليست فقط ثورة في التقنية، بل في الأخلاق السياسية نفسها، فلم تعد “الرواية الأقوى” تبنى على امتلاك القنوات، بل على القدرة على إقناع الضمير الإنساني.

منذ فيتنام، لم تعرف الإنسانية حربا أسقطت هيمنة الغرب الرمزية كما فعلت غزة، ففي زمنها، أصبح المقهور مرجعا للصدق، وأصبحت الصورة الشعبية أكثر نفوذا من كل وكالات الأنباء، إنها لحظة انتقال تاريخي من إعلام السلطة إلى سلطة الإعلام، ومن الرواية المفروضة إلى الرواية المولودة من الألم.

لم يعد السؤال اليوم هو: من الأقوى، بل من سنصدق؟

فالحقيقة لم تعد تقاس بالقوة العسكرية، بل بقدرة الصورة على اختراق الوعي العالمي، ولما استوعب الوعي الإنساني درس فيتنام الرائع؛ أن الفن يمكن أن يعيد كتابة التاريخ، فقد حان الوقت ليتعلم العالم من غزة؛ أن التوثيق الفوري قادر على تغيير الحاضر والمستقبل في لحظة كتابتهما.

لم يعد التاريخ يكتبه المنتصرون، بل الناجون الذين يصورون لحظة نجاتهم، وغزة بهذا المعنى ليست مأساة سياسية فقط، بل مدرسة أخلاقية أعادت تعريف علاقة الإنسان بالصورة، والإعلام بالضمير، والرواية بالحقيقة.


إعلان