“15 يوما”.. معركة الخرافات والسحر في المجتمع المغربي

المصطفى الصوفي

كثير من المخرجين يعالجون في أفلامهم الروائية الطويلة تجارب عايشوها في الواقع والخيال، ويعبرون فيها عن أحلامهم بالصوت والصورة، وكأنهم يصنعون تلك الأفلام لأنفسهم، لكن أفلامهم في المقابل -وإن لم يكونوا يفكرون فيما يراود الجمهور- تلقى اهتماما كبيرا ومتابعة من قبل المتلقين والنقاد على حد سواء.

مثل هؤلاء المخرجين الحالمين يكونون أقرب بأفكارهم ومواضيعهم إلى شريحة كبيرة من الجمهور، وبالتالي تكون سينماهم تعبيرا عن الضمير الجمعي للإنسان، والهم الجماعي الذي يؤرق بال الكثيرين، وأيضا عن نوع من الحلم الذي يساورهم كما يساور المتفرجين.

 

نبش في الذات والمجتمع.. عصارة سينمائية بأسلوب هتشكوكي

يكون سيناريو فيلم هؤلاء المخرجين مثل قصيدة الشاعر “شارل بودلير” التي يقول فيها “إن تلك الأزهار في حديقة وحيدة تفكر خلالي كما أفكر خلالها”، وبالتالي تنعكس حالته النفسية على تلك الأزهار، فيعبر عن حزنه من خلالها، ويصف أساها حينما يكون تعيسا وليس على ما يرام، فتبدو أكثر حزنا.

المخرج الأمريكي “ألفريد هتشكوك” في كثير من أفلامه العجائبية والأسطورية يطرح الكثير من الأفكار التي يستلهمها من واقع مُعاش وقضايا عجيبة تتناسل في مخيال المجتمع وتعشش فيه، حيث يعيدها سينمائيا لطرح السؤال والبحث عن إشكاليات تظل ألغازا أبعد من الحقيقة في كثير من الأحيان.

الفيلم الجديد “15 يوما” لمخرجه فيصل الحليمي هو عصارة لنوع من السينما التي تعبر عن الذات والمجتمع بأسلوب هتشكوكي ممتع، حيث يجعل من التشويق عنصرا أساسيا في النسق الفرجوي العام، ومن الخيال والخرافة والعلم موضوعا للنقاش، ومن المعتقدات السائدة في الثقافة الشعبية والسحر محورا تدور عليه رحا المشاهد.

هذا الفيلم الجديد هو من سيناريو خالد الضيف وبطولة عمر بردوني وندى حداوي ووئام أبركان، ومن تمثيل نخبة من الممثلين، أبرزهم الممثل مصطفى حوشين وسموح بياج ونجلاء فلوس ورشيد العماري والجيلالي بنوجو، بينما أثث رؤيته الدرامية الكاتب والناقد عبد الكريم واكريم، وقامت بإنتاجه شركة “لينام سوليسيون”.

بوستر فيلم “15 يوما” للمخرج فيصل الحليمي

 

سطوة السحر والخرافات.. سيطرة الوهم على الوعي الإنساني

تدور قصة الفيلم حول شخصية يوسف الذي يعود إلى وطنه المغرب بعد دراسة الطب في الخارج، حيث يخطط للزواج من خطيبته سارة التي تُحضّر لشهادة الدكتوراه حول حالات نفسية معقدة في علاقتها مع أوضاع اجتماعية عن تأثير الخرافات والسحر على المجتمع.

في يوم من الأيام يتعرض يوسف المسلح بالعلم للهجوم والاعتداء، وبعد هذا الحادث المؤثر يعود البطل إلى ماضيه ليطارده، ويبدأ في تجربة أشياء غريبة ومخيفة، تحاول الممرضة مريم -التي تعيش هي الأخرى حالة نفسية محبطة- تحذير صديقتها من الخطر الوشيك بسبب تلك الخرافات ومتاهات السحر.

هذا الفيلم يطرح موضوعا اجتماعيا حساسا في مقابل الوعي الإنساني، وذلك في قالب فني دال يعتمد الرمز والحكي بالصورة، وبالتالي تكون لغته السينمائية آسرة ومشوقة تجذب المتلقي إلى آخر لقطة.

وقد تحققت في الفيلم العديد من الأنساق والمواصفات الجمالية والفنية في شموليته وانسجامه، وهو ما جعله يقيس قوة المخرج الشاب واحترافيته، ليكون محط اهتمام عدة مهرجانات دولية خاصة في أوروبا وأمريكا وغيرهما.

إن الصورة السينمائية للفيلم في معناها العام قاربت الكثير من الأسس التي يتأسس عليها كل عمل سينمائي محترف يتوق إلى تحقيق نوع من التوافق بين الشكل والمضمون، وتحقيق أفق انتظار المتلقي، فضلا عن جعل السينما عملا فنيا منفتحا على باقي التيارات والتجارب السينمائية الكونية والإنسانية.

 

فضاءات طنجة السينمائية.. اغتراف من الثقافة الشعبية

صحيح أن الفيلم اغترف من المرجعية الثقافية والتاريخية والاجتماعية المغربية، وذلك من خلال طرحه لموضوع السحر والمعتقدات التي لا تزال تستأثر باهتمام فئة مثقفة عريضة من المجتمع إلى جانب الناس العاديين، وهو أمر يطرح أكثر من سؤال حول رمزية الإيمان بتلك الطقوس لدى الفئة المثقفة والأكاديمية، من خلال البطل يوسف العائد من دراسة علمية بالخارج.

إن المكونات الأساسية لفيلم “15 يوما” تنبني بكثير من التركيز على المعطيات الأساسية، ولعل أبرزها الفضاء، فقد اختيرت مدينة طنجة مكانا للتصوير، فضلا عن أهمية تجارب الأداء (الكاستينغ) لاختيار ممثلين بارعين تقمصوا أدوارهم بتفانٍ، ويأتي في مقدمتهم البطل محمد بردوني الذي يعيش صراعات وتناقضات نفسية داخلية كبيرة.

كما لا يمكن في هذا السياق إغفال رؤية المخرج لبسط وجهة نظره السينمائية، سواء على مستوى اختيار طريقة التصوير وحركات الكاميرا والتقطيع المشهدي والمؤثرات الصوتية والموسيقية والتوزيع الضوئي، فضلا عن اختيار أوقات التصوير وحركات الممثلين وغيرها من التدخلات التي يراها تناسب الفيلم ومضمونه من خلال متتاليات الحكي الرمزي والإيحائي.

على مستوى السيناريو والحوار يمكن التأكيد على أن فيلم “15 يوما” قطع أشواطا مهمة للتفاهم على نموذج سيناريو مثالي قادر على إنتاج نوع من المعرفة الجمالية والنقاش الهادف لدى المتلقي والنقاد، ليكون الفيلم صورة تتعدد قراءاتها وتحليلها وتفكيك رموزها.

 

غيمة الخرافة السوداء.. صراعات نفسية في داخل البطل

قام بكتابة سيناريو الفيلم قبل سنتين الكاتب محمد أهيباج، كما أعاد صياغته بطريقة درامية الكاتب والناقد عبد الكريم واكريم، فضلا عن مناقشته مع السيناريست خالد الضيف، وذلك للخروج بنص سينمائي متكامل.

من منطلق قراءة ملصق الفيلم الإعلاني كتعبير فني يفي منذ أول نظرة بالكثير من المعطيات الجمالية الحسية التي تكون مفتاحا أساسيا لفهم أولي للمعنى العام للفيلم؛ يمكن التأكيد على أن صورة “البوستر” تحمل دلالات عميقة لإشكالية نفسية واجتماعية حيّرت البطل ومعه باقي الممثلين.

يبدو في الصورة بطل الفيلم بشكل بارز للعيان وسط لجة من السواد، يمكن أن تكون ليلا، ويمكن أن تكون عتمة، ويمكن أن تكون غيمة سوداء لخرافة تعذب البطل أيما تعذيب.

البطل المهموم الحزين يبدو متأثرا بكثير من الطلاسم وطقوس السحر التي تحير العقل، وتزيد من أوجاع البدن، تتقاذفه أفكار لعينة، فتكون المرأة التي يفكر فيها أو تفكر فيه أو قدره المحتوم مرآة خفية تنعكس فيها الكثير من أحلامه.

هذه الصورة تكاد تكون موفقة في إثارة الكثير من النقاش حول رؤية العالم التي يكرسها المخرج في مختلف مشاهد الفيلم، رؤية متشابكة محيرة تقدم وقائع متضاربة في أزمنة وأمكنة مختلفة في هذا العالم، وبين مختلف الشعوب، لكنها مستوحاة من واقع اجتماعي مغربي لا يزال يعشش في الأذهان.

عمر بردوني رفقة ندى هداوي في إحدى مشاهد الفيلم

 

لغة الرمزية الشفافة.. أسلوب إخراجي يشع في سماء المهرجانات

في مختلف مشاهد الفيلم تبدو الصورة السينمائية شفافة رغم رمزيتها، واللغة الفيلمية عميقة وشاعرية إلى أبعد الحدود، مهما كان حكي الشخوص مختلفا ومتقاربا في الوقت ذاته، رغم الوازع الفني والجمالي الذي يجمع المنطوق السينمائي بشكل عام.

فيلم” 15 يوم” هو إنتاج ذاتي جاء من بعد تجربة واعدة للمخرج -خاصة على مستوى الفيلم القصير- أثمرت أفلاما عدة منها “المزهرية” و”آخر صورة” و”قصة الناس” و”حياة الأميرة” الذي توج بجائزة لجنة التحكيم بالمهرجان الدولي السينمائي بالجزائر (البوابة الرقمية) في دورته الأخيرة، وفيلم “آدم” الذي فاز مؤخرا بالجائزة الثانية بمهرجان السلم المجتمعي بالعراق.

ويشكل التشويق عنصرا مهما داخل الإطار الفرجوي العام للفيلم، حيث الشخوص يعيشون في متاهة صراع ذاتي متناقض وعنيف، خاصة الشخوص التي تلقت ثقافة علمية في الخارج كالبطل يوسف.

مثل هذه الشخوص قد لا تؤمن بما هو متوفر في الثقافة الشعبية المغربية والمخيال الشعبي القديم، لكن المخرج وظف هذا العنصر كفقرة فنية هتشكوكية اعتمدها لخلخلة ذاكرة المتفرج، وخلق نوع من الطرح الفلسفي والروحي حول ظاهرة اجتماعية سبق أن تناولتها السينما المغربية والعربية على حد سواء.

الممثل جلالي بوجو في دور أب البطلة الذي وضع على عاتقه حمل منبع الخرافة

 

صبغة مغربية لإشكالية عالمية.. وصف المخرج للفيلم

حول إشكالية خلخلة الذاكرة بأسلوب هتشكوكي أكد المخرج فيصل الحليمي في تصريح خاص للجزيرة الوثائقية إنه منذ صغره وهو يعشق أفلام هيتشكوك وطريقة سرده للأحداث في كل مشهد بتشويق، حيث الأسئلة تبقى مبهمة عند المتفرج حتى يجيبك هو نفسه عنها في مشاهد لاحقة.

وأبرز أن هذا التصادم بين مشاهد الفيلم والجمهور يفتح آفاقا عديدة عند كل متفرج على حدة، وهذه الطريقة الفيلمية هي التي يحب المخرج استخدامها في أفلامه، وهي نفسها التي اختار استعمالها في فيلمه الطويل لما تمنحه من تشويق كبير عند المتفرج عموما.

وعن القصة الكاملة التي يريد الفيلم طرحها أكد المخرج أن الفيلم يناقش عدة مواضيع اجتماعية يعيشها المجتمع المغربي، لكنه حاول التعمق فيها أكثر من خلال موضوع اجتماعي تعيشه أغلب شعوب العالم.

ولفت في هذا السياق إلى أنه عمل على إسقاط هذه القضية الشائكة على الهوية المغربية لإعطاء بعد أو رؤية درامية تعكس مدى التأثير الفعلي لكل ما هو خرافي أو معتقد خاطئ على حياة الفرد أو الجماعة بشكل أو بآخر.

وأضاف أن كتابة السيناريو كانت بالنسبة له أهم خطوة قبل الإخراج، حيث مرت بعدة مراحل، إذ كتب السيناريو الأولي بمساعدة الممثل محمد أهبباج الذي لعب دورا في الفيلم أيضا وقدمه للكاتب والناقد السينمائي المغربي عبد الكريم واكريم الذي قام بمعالجته دراميا وأضاف له بعدا جديدا.

كما قدم العمل للسيناريست خالد الضيف الذي أعاد كتابة السيناريو وبناء المشاهد بحرفية عالية واحترام كبير للاختيار الأولي للطريقة الهتشكوكية للفيلم.

البطل عمر بردوني بالمستشفى بسبب الاعتداء الذي حصل له

 

منصة الفيلم القصير.. مدرج التحليق الآمن إلى عالم الأفلام الطويلة

يتحدث مخرج الفيلم فيصل الحليمي عن تجربته السينمائية مع الفيلم القصير، ودورها المهم في إكسابه نوعا من الاحترافية للدخول إلى عالم الفيلم الروائي الطويل، إذ يقول: بطبيعة الحال الاشتغال على مجموعة من الأفلام القصيرة تكسب المخرج السينمائي، وتنمي رؤيته الإخراجية، وكذلك طريقة تعامله مع الصورة الناطقة، وربما ساهم هذا بشكل كبير في ولوج عالم الفيلم الروائي التخييلي الطويل برؤية وبصمة خاصة.

وشدد المخرج على أن الفيلم القصير له خصوصياته وقوانينه الخاصة به كنوع فيلمي منفرد بذاته، كما للفيلم الروائي الطويل، فهما أنواع فيلمية لا يمكن المقارنة بينهما لا في طريقة السرد السينمائي، ولا حتى في كيفية بناء الأحداث وتشابكه، مبرزا أن الفيلم القصير يبقى مرآة للمخرج يشاهد من خلالها نفسه في جميع أعماله.

وحول قيمة الفيلم شكلا ومضمونا واختياره للمشاركة في بعض الأفلام الدولية، أشار المخرج إلى أن مهرجان “ماربيلا” السينمائي الدولي بإسبانيا، هو مهرجان يختار الأفلام للغتها السينمائية القوية، حيث اختير فيلمه لتمثيل المغرب والعالم العربي بجانب أفلام أجنبية قوية جدا.

وقال في هذا الصدد “إن اختيار الأفلام بهذا المهرجان الدولي الإسباني لا تقام على قرب المسافات بين البلدان أو على تماثلية الثقافات أو الشعوب، بل على اللغة السينمائية والرؤية الإخراجية للأفلام”، موضحا أنه لمس هذا بعد اختيار الفيلم بالمهرجان السينمائي الدولي بنيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يبرز أن مختلف بلدان العالم تجتمع على لغة سينمائية واحدة وتتعدد الهويات والإسقاطات.

مشهد من فيلم تصوير فيلم “15 يوما” في مدينة طنجة المغربية

 

طاقم الفيلم.. كتلة ثورية من الحماسة والإبداع

حول اختيار موضوع الخرافة أو السحر -إن صح هذا التعبير- الذي ما زال من المعتقدات السائدة لدى الكثيرين، ومحاولة معالجته بطريقته الخاصة؛ قال المخرج “نحن للأسف نعيش في مجتمعنا على آثار الخرافة التي نشأنا داخلها، لذلك فمن الصعب جدا التحرر منها، فحتى من نعتبرهم مثقفين ما زالوا مقيدين بها بشكل أو بآخر، وهذا لا نعيشه فقط في مجتمعنا، بل تعيشه أغلب مجتمعات العالم لكن بدرجات متفاوتة من بلد لآخر”.

وأضاف إنه اختار موضوع الفيلم محاولا تسليط الضوء على مدى التأثير الاجتماعي والفردي لهذه الخرافات على المدى القريب والبعيد، الأمر الذي يشكل حجابا ثقيلا أمام النهوض الفكري السليم، كل هذا بلغة سينمائية جميلة مشوقة ليتقبلها الجمهور ولمحاولة ترسيخها في ذاكرته.

وعلى مستوى اختيار الممثلين قال: لقد سعدت كثيرا باللهفة التي أبداها كل الممثلين وأيضا الطاقم التقني والفني عند عرضي سيناريو الفيلم عليهم، وهو الشيء الذي أعطاني الطاقة الكبيرة للدخول في هذه التجربة الجديدة.

وأكد أن بطل الفيلم عمر بردوني فنان وممثل عالمي ذو خبرة طويلة في السينما العالمية، وقد تحمس كثيرا لفكرة الفيلم، فضلا عن جل الممثلين الرئيسيين الذين عاشوا مع الفريق الفني كل مراحل كتابة السيناريو، مبرزا أن ندى هداوي الممثلة الشابة المحترفة والطموحة كانت دائما عند حسن الظن تبهر بأدائها في كل مشاهد الفيلم.

أما الممثلة الرائعة وئام أبركان التي أخذت على عاتقها دورا مركبا صعبا جدا، فقد دخلت في هذا التحدي بجرأة كبيرة، بينما جسد مصطفى حوشين الممثل القدير شخصية الفيلم بحرفية عالية، بجانب الممثل الشاب رشيد عماري وإبراهيم بنعيم، وكان في دور أب البطلة الممثل المتألق جلالي بوجو الذي وضع على عاتقه حمل منبع الخرافة ومرجعها في الفيلم.

المخرج فيصل الحليمي مع فريقه التقني لحظات التصوير بمدينة طنجة شمالي المغرب

 

“الفيلم الوثائقي يبقى دائما هو الأصل”.. آفاق المخرج المستقبلية

أشار المخرج فيصل الحليمي إلى أنه لم يخسر رهانه باختيار الممثلة نجلاء فلوس التي تقمصت شخصيتها بكل سلاسة وإقناع ذاتي، مشددا على قيمة كل الفنانين الذين شاركوا في إخراج هذا العمل إلى الوجود من تقنيين وفنيين، أو المنتجين الأخوين ياسين وهشام الحليمي الذين وفرا للفيلم بإنتاج شخصي كل المستلزمات التقنية والمادية لإخراج هذا الفيلم، وكذلك مواقع التصوير الملزمة في السيناريو.

وبخصوص آفاقه لإخراج أعمال سينمائية وثائقية -على اعتبار أن موضوع الخرافة والسحر والمعتقدات يستحق مواكبته وثائقيا- قال إن “الفيلم الوثائقي يبقى دائما هو الأصل في المجال السمعي البصري، لكنني أختار الروائي التخييلي لرفع القيود عن الإبداع الذاتي للمخرج”.

وأكد على أن اختيار الروائي التخييلي نابع من عشقه لهذا الصنف السينمائي، فضلا عن تحقيق نوع من الحرية الإخراجية خاصة على مستوى الرؤية، أو بمعنى أدق في تصوره الشخصي للمواضيع التي يريد معالجتها، وليس فقط تسليط الضوء عليها، موضحا أن ذلك لا يمنعه من الاشتغال على أفلام وثائقية تخييلية لكونها تؤدي نفس الخدمة المجتمعية، وكذلك لا تقيد المخرج في إبداعه الفني، ولولا الوثائقي لما عرفنا ماهية السينما الآن.