حرب الجزائر في السينما الجزائرية

“حرب الجزائر في السينما الجزائرية” هو عنوان الفيلم الوثائقي الجديد للمخرج الجزائري سليم أغار. وسيتم الانتهاء منه في شهر فبراير 2009. والفيلم عبارة عن محاولة في نقد السينما بالسينما. وقد توصل صاحبه إلى عدة نتائج مهمة مثيرة. لعل أهمها أن عودة السينما الجزائرية إلى أفلام حرب التحرير في السنوات الأخيرة لم تتم إلا بعد ما عادت السينما الفرنسية إلى إعادة قراءة الحرب الجزائرية قراءة موضوعية. وكذلك بعد قرار سياسي تمثل في إقرار مجلس الشيوخ الفرنسي بأن الفرنسيين قد خاضوا حربا ضد الجزائريين.
وقد حاول المخرج أن يقدم صورة جزائرية حول الحرب من ناحية وحول تصوير الحرب من ناحية أخرى. وذلك من خلال تسليط الضوء على نماذج من الأفلام السينمائية مجريا لقاءات مع الكثير من المخرجين والنقاد الجزائريين والفرنسيين.
يقول سليم أغار في تصريح لموقع الجزيرة الوثائقية إن الجزائريين ظلوا ينتظرون عودة الفرنسيين لحرب التحرير كي يعودوا هم بدورهم سنة 2008 إلى هذا الإرث الوطني الثمين من خلال الفيلم الروائي الذي أخرجه أحمد رشيدي “بن بولعيد” . وتحدث عن أحد الفدائيين الجزائريين ومسيرته النضالية.
ويفسر سليم آغار هذه التبعية للسينما الجزائرية للسينما الفرنسية بعاملين مهمين الأول هو التبعية الثقافية الواضحة لدى المثقفين الجزائريين. وهو ما يعكس استمرار أزمة الهوية في الجزائر وتعبيراتها في السينما. وهذه التبعية استمرأت مفهوما ثقافيا  فرنسيا حول علاقة فرنسا بالجزائر هو مفهوم “العدو الحميم”.
 أما العامل الثاني فهو العامل التاريخي وأولوياته حيث انشغل المخرجون الجزائريون بالأحداث الدامية في فترة التسعينيات. وبقطع النظر عن وجاهة التفسيرات التي قدمها الفيلم فإنه محاولة لنقد الصورة بالصورة. وإذا كان الكلام عن الكلام صعبا فإن كلام الصورة عن الصورة لا يخلو من مغامرة.


إعلان