سيرة سعد الله ونوس
يعكف المخرج العراقي قيس الزبيدي على فيلم وثائقي يؤرخ لحياة الكاتب المسرحي السوري سعد الله ونوس الذي غادرنا نحو السماء منذ اثنتي عشرة سنة. والفيلم من إنتاج قناة الجزيرة الوثائقية ضمن سلسلة “بصمات” التي تناول شخصيات تركت بصماتها في التاريخ العربي المعاصر.
وسيتناول الفيلم أهم محطات ونوس في الحياة بدءا من الطفولة مرورا بدراسته في دمشق فالقاهرة.. ثم يغوص المخرج في التجربة المسرحية التي ميزت هذا الرجل. وفي تصريح لموقع الجزيرة الوثائقية يقول الزبيدي إن سعد الله ونوس “هو المسرحي الوحيد الذي كان له مشروع مسرحي.. فلم يكن مجرد كاتب للمسرحيات.”وقد اشتهر ونوس بمسرحه السياسي. فأرخ بمسرحياته للهزائم القومية والفردية مثل مسرحيته “حفلة سمر من أجل 5 حزيران”. وكانت بعض نصوصه تنضح نقدا وسخرية مثل مسرحية “الملك هو الملك”.
يتعرض الفيلم كذلك إلى مرحلة الشيخوخة والهرم والمرض وهي المرحلة التي تميزت بأهم إبداعاته وبنضجه الخارق.. ويقول الزبيدي إن سعد الله ونوس لم يخف من مرض السرطان وعاش بعد إصابته به حوالي خمس سنوات كتب فيها أحلى النصوص وألقى كلمة المسرح العالمي في دمشق وقبلها في بيروت وهي كلمة يلقيها عظماء المسرح في العالم. ويختم الزبيدي تصريحه بأن ونوس بدأ مشاكسا وتمادى في مشاكساته بل حوّلها إلى رؤية فنية وحتى عندما علم أنه سيموت شاكس الموت وكتب في النهايات ما اختزل البدايات وغنى أغنيته الأخيرة للأمل. لذلك كان عنوان كلمته في اليوم العالمي للمسرح في دمشق “نحن محكومون بالأمل”.