صورتي عندما كنت ميتا
Published On 11/1/2009
انتهى المخرج الفلسطيني المقيم في هولندا محمود المساد من فيلمه الوثائقي “هذه صورتي عندما كنت ميتا”.. وهو فيلم من المتوقع أن يكون مثار جدل لدى النقاد سواء من ناحية المضمون الحقيقي أو من الناحية الفنية حيث جمع بين الحس الروائي السيرذاتي والفن التوثيقي السينمائي.. والفيلم من إنتاج مشترك بين شركة أي سي فيلم والجزيرة الوثائقية. تبدأ حكاية الفيلم من أثينا عام 1983 عندما تناقلت الصحف العالمية مقتل الطفل بشير ذي الأربع سنوات أثناء عملية اغتيال والده المسؤول الكبير في منظمة التحرير الفلسطينية. ماذا لو نجا الطفل بشير ونقب في ماضيه لمشاهدة الحلم الذي مات هو ووالده من أجله والذي أصبح أمة تصارع نفسها؟ |
|
عندما بلغ بشير 29 عاما كان شاباً كامل البنية وتخرج في كلية التكنولوجيا في عمَّان، ولكنه في كل محطة يصادفها كان يجدها تتعلق بشيء اسمه الموت. وجد صور عشرة من زملاء الدراسة وكانت عائلاتهم مرتبطة بمنظمة التحرير الفلسطينية، وبحث عنهم عبر الانترنت وفي كل مرة يعثر على أحدهم كان يجده ميتاً. ومثل أبيه، تلعب السياسة في حياته دوراً، ولكن بدلا من التعبير عما في نفسه بالسلاح، يلجأ إلى التعبير بالرسم، ليصبح أفضل رسام كاريكاتير في الأردن، ولكن رسومه التي تصف الوضع المأساوي والمزري لشعبه لا تجد طريقها للنشر بسهولة. ويوما بعد يوم، يلتقي بشير بموت أبيه؛ فقد كان مأمون مريش عضواً هاماً في منظمة التحرير الفلسطينية وكان يُعتبر عضواً أساسياً وراء عمليات عديدة ضد الإسرائيليين، وكانت آخر عملية هي تلك التي كان سيُهرب فيها كمية كبيرة من الأسلحة من أثينا إلى فلسطين بحراً، وفي أثينا سيلتقي بشير لأول مرة. بشير لا يسعى وراء الانتقام لمقتل والده ولا هو مهتم بمعرفة من قتله، بل همه الأكبر هو هوية أبيه، وسعى لمعرفة ذلك من أصدقائه. ولكن أسوأ ما رآه في السنوات الأخيرة هو مشهد حلم الدولة الفلسطينية التي مات أبوه من أجلها وهي تتحول إلى عدوة نفسها فيما هي تسعى للتخلص من الاحتلال. في الأخير يزور بشير المكان الذي مات فيه مع أبيه، حيث مرت دراجة نارية بسيارتهما وتلقيا منها 13 رصاصة، وبعد 6 ساعات من إعلان مقتلهما، تم نقل جثتيهما إلى ثلاجة الموتى، ليُكتشف فجأة أن بشير ما زال حيا. كل الأحداث التي مر بها بشير حقيقية وحدثت بالفعل، فقد نجا من حادثة الاغتيال، لأن والده كان يلعب معه في السيارة وكان يحمله مقلوباً. |