مؤتمر دولي يناقش رؤى حول الحياة والموت
تحتضن مكتبة الإسكندرية هذه الأيام ولأول مرة في الشرق الأوسط، مؤتمراً دولياً بعنوان” حوار الموت والحياة: رؤى من مصر “، وذلك بالتعاون مع كلية العلوم الإنسانية وعلم الاجتماع، جامعة طوكيو، وتحت رعاية برنامج معهد الدراسات الإنسانية: دراسات الحضارة الإسلامية، اليابان. ومن مصر يرعى المؤتمر المجلس الأعلى للثقافة، ومكتبة الإسكندرية، ومحطة القاهرة للبحوث، والجمعية اليابانية لتعزيز العلوم، ومركز البحوث والدراسات الاجتماعية، كلية الآداب، جامعة القاهرة.
تعقد جلسات المؤتمر في مكتبة الإسكندرية ويشارك فيها أكثر من 70 باحثا وطالبا من بينهم باحثون مصريون ويابانيون والعديد من المتخصصين في هذا المجال من دول البحر المتوسط. ويعد موضوع هذا المؤتمر من أحدث المجالات الأكاديمية والثقافية التي تم تطويرها منذ عام 2002 بجامعة طوكيو للعلوم الإنسانية وعلم الاجتماع ، ويعد احتضان مكتبة الإسكندرية لمثل هذا المؤتمر فرصة سانحة لمناقشة الحياة والموت في مدينة ذات أجواء متوسطية تحمل خلفيات ثقافية ودينية متعددة.
![]() |
مكتبة الإسكندرية تحفة معمارية ومنارة فكرية
يناقش المؤتمر عادات وتقاليد المصريين فيما يتعلق بالموت وعادات الدفن وعمارة الجبانات القبطية ،ورمزية القباب الضريحية في مصر ،وتاريخ اللطم والحزن ،والمآتم والحداد ومدتها وقبول العزاء ،والعادات المرتبطة بليلة الأربعين ،وقضية الموت كمشكلة محورية فى الحياة،ومن الباحثين والعلماء اليابانيين المشاركين في الندوة الدولية: كيوكو يوشيدا، وتشارك ببحث بعنوان”نظرية الدعاء عند الشيعة”، كما يشارك هيرويوكي ياناجيهاشي، بورقة تجيب عن تساؤل “ما هو الموروث في الفقه الإسلامي؟”، أما الباحثة كانا توميزاوا، فتتحدث عن “تخليد ذكرى الموتى والمسلات الحديثة في الهند البريطانية”. ويشارك إيزومي سوزوكي، ببحث بعنوان “الموت هو آخر ما يفكر فيه الرجل الحر: سبينوزا ودراسات الموت والحياة”، كما تناقش الباحثة هيروي شيموشي، موضوع بعنوان ” سراب النار.. ما هو؟ كرات النار وتفسيراتها في التراثين الشعبيين الياباني والألماني”.
وتتطرق الباحثة توموكو موريكاوا، لمناقشة “حج المتوفى: “نقل الجنائز” إلى العتبات المقدسة من قاجار إيران”، كما يتحدث سوهو ماتشيدا، عن “جمال الخلود في مقابل جمال الفناء”، فيما يقدم مامورو فوجيسكاي، ورقة بعنوان “البابوات يحتاجون إلى الصلاة: رؤية لوفاة بابا في القرن الثالث عشر”، ويعقد الباحث أكيرا أكياما، مقارنة بين الممارستين البوذية والمسيحية من خلال محاضرة بعنوان “الرفات البشرية واللوحات التصويرية”.
يهدف المؤتمر لتبني دراسات وأبحاث مقارنة تتعلق بالموت والحياة، استطلاع الخلفيات الفلسفية والنظرية حول العادات والممارسات والأخلاقيات التي تتعلق بالموت والحياة، والتحقق من دور الإنسانيات في الممارسات المعاصرة، كما يهدف المؤتمر إلى تطوير نظام مُحكم من التعليم والبحث في هذا المجال، مع مساندة الباحثين الشباب الذين انجذبوا لدراسات الموت والحياة.
ومن المتوقع أن يحقق هذا المؤتمر نقلة كبيرة في دراسات الموت والحياة في الشرق الأوسط، ويأمل القائمون على المؤتمر أن يساهم المؤتمر بما يقدم فيه من أوراق بحثية أن يخلق دراسة عالمية للموت والحياة. والجدير بالذكر أن المجلس الأعلى للثقافة يشارك في المؤتمر حيث سينظم جلسات تعقد في مقره بالقاهرة.