كايوكا: وثائقي غير استثنائي عن امرأة استثنائية
الراحلة تحية كاريوكا اسم طبع السينما المصرية في النصف الثاني من القرن العشرين. كانت فنانة بكل المقاييس بدأت راقصة واستعراضية وممثلة فملتزمة بقضايا الفن والأمة.
أخذت اسم كريوكا من اسم رقصة “الكاريوكا” الأمريكية التي كانت تتقنها بامتياز. وبسبب الفن والرقص هجرت ريفها هربا من أهلها والتجأت إلى القاهرة ثم الإسكندرية حيث رعتها الفنانة سعاد محاسن. ومن ثم انطلقت…
![]() |
هذه التفاصيل وغيرها من حياة الفنانة احتشدت في فيلم وثائقي يشارك في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي المقام في أبو ظبي. وأرادت مخرجته المخضرمة، والمتخصصة في الروائي، نبيهة لطفي أن يكون الفيلم علامة تقدير واعتراف وتكريم لنقيبة الفنانين المصريين تحية كاريوكا.
بدأ الفيلم بداية كلاسيكية انطلقت من المولد فالنشأة والأعمال وتطورات الحياة وأهم المراحل التي مرت بها والزيجات وغيرها من المواضيع التي اكتظت في برنامج حياة كاريكوا وصولا إلى موتها. واستعانت المخرجة بكم لا بأس به من المواد الأرشيفية، الفيلمية منها والفوتوغرافية. إضافة إلى مقالات الصحف فيما شغلت باقي الحيز الزمني للفيلم شهادات الفنانين وأقارب الراحلة.
الذي لا يعرف تاريخ هذه المرأة الاستثنائية في السينما المصرية يجد ضالته في كم المعلومات المثير منها أحيانا كعدد أزواج كاريوكا الذي بلغ 13 زوجا .. أو المعلومات المتعلقة بمشاركتها في اعتصامات الفنانين وتزعمها لنقابتهم ومعارضتها لأشكال الحيف وشجاعتها في التعبير عن ذلك حيث لم تتورع عن دعم الشعب الفلسطيني أيام الانتفاضة الأولى والسفر لمحاولة كسر الحصار. وقد أجمع كل المتحدثين في الفيلم على تلك الروح الرافضة للقهر التي عاشت بها هذه المرأة المؤثرة في تاريخ السينما حتى أضحت نموذجا وعلامة فارقة.
قوة الفيلم تكمن في زخم شخصية تحية كاريوكا ما عدا ذلك لم يلاحظ النقاد شيئا جديدا في الفيلم من الناحية الفنية والإبداعية. وأجمع كل من تحدثنا معهم بعد مشاهدة الفيلم أنه فيلم كلاسيكي في طرحه للشخصية. وأنه لا يعدو أن يكون حشدا لمعلومات تاريخية يعرف جلها الكثير من الناس. فهو فيلم عادي عن امرأة استثنائية..
![]() |
المخرجة نبيهة لطفي
وهذا الرأي لا ينقص شيئا من قيمة المخرجة نبيهة لطفي التي تحمل في مسيرتها الفنية حوالي 50 فيلما روائيا وهي من أغزر المخرجات المصريات إنتاجا في تاريخ السينما المصرية. وتنتمي إلى ما يسمى “بالموجة المصرية الجديدة” ومن مؤسسات جمعية المخرجات المصريات. فهل لأن نبيهة لطفي لم ترتد ساحة الوثائقي سابقا وجدت صعوبة في الحفر حينما قررت أن تكرم كاريوكا هذه المرأة الصعبة..؟؟