“المواطن بروندو”: روائي وثائقي لرضا الباهي
قبل سنوات قليلة أجاب المخرج التونسي رضا الباهي في حوار له عن سؤال بشأن إتمام إنجاز فيلم “بروندو و بروندو ” أنه لن يصدق إلا ما يعنق” بمعنى أنه لن يصدق انه أتم إنجاز فيلمه إلا بعد أن ينهي حقا عملية تركيبه و خروجه لقاعات العرض.
و يبدو اليوم أن أمنية الباهي بدأت تتحقق ، فبعد تعثر دام سنوات كثيرة أكد المخرج التونسي رضا الباهي للجزيرة الوثائقية ان فيلمه الوثائقي الروائي الذي كان يحمل “بروندو و بروندو “سيرى النور قريبا. فقد بدأ المخرج وضع ملامح ديكور الفيلم الذي أصبح يحمل عنوان “المواطن بروندو” بعد أن تغيرت مجريات الأحداث فيه .
![]() |
رضا الباهي
كان رضا الباهي قد بدأ منذ خمس سنوات تصوير لقطاته الأولى من الفيلم الوثائقي لنجم هليود الممثل مارلون براندو، لكن القدر حال دون أن يكتمل الفيلم. فقد توفي النجم وانطفأت معه أحلام الباهي في أن يكون بروندو أحد الشخصيات المحورية في الفيلم.
نزل خبر موت الممثل الأمريكي مارلون بروندو نزول الصاعقة على المخرج رضا الباهي الذي كان قد قابل بروندو و اتفق معه على مجريات أحداث الفيلم و على موضوعه فرحب الأخير بالفكرة .
و كردة فعل عن سوء الحظ الذي وقف أمام إنجاز فيلم “بروندو و بروندو”، لم يملك الباهي وقتها سوى أن ينسى الفكرة و يتركها معلقة إلى حين . لكن الشاب التونسي أنيس الرعاش الذي تقمص شخصية مارلون بروندو إلى حد الجنون كان الشرارة التي دفعت رضا الباهي إلى العدول عن التخلي عن إنجاز الفيلم حتى لا يكسر أحلام هذا الشاب الذي يشبه بطل الفيلم إلى حد كبير و الذي ترك كل شؤون حياته اليومية ليتفرغ للفرجة على الأفلام و تقمص الأدوار التي لعبها بروندو طوال مسيرته السينمائية . تخمر أنيس الرعاش بشخصية بروندو مما أثار حفيظة زوجته التي جاءت تطلب من المخرج رضا الباهي حلا لما حل بزوجها من تغير لمجريات حياتهما اليومية.
و بذلك قرر الباهي أن يتم إنجاز الفيلم قائلا:”أحسست بعد زيارة زوجة الشاب الذي سيلعب دور البطولة أنني أصبحت مسئولا عن أحلامه و أني سأكسر شيئا ما بداخله لو تنازلت عن فكرة إتمام إنجاز الفيلم. لذلك اتخذت قراري في إتمامه و حاولت أن أوظف موت الممثل العالمي مارلون براندو في المسيرة الدرامية للشاب الذي سيلعب دور البطولة”.
![]() |
مارلون بروندو
وفاة مارلون بروندو توظف في المسيرة الدرامية لبطل الفيلم
علاوة على تغير عنوان الفيلم و انتقاله من فيلم وثائقي إلى فيلم وثائقي روائي ،تغيرت أيضا مجريات الأحداث التي سيمر بها أنيس الرعاش متقمصا دور براندو.إذ سيكون هذا الشاب الذي يشبه كثيرا الممثل النجم العالمي بروندو شخصية غريبة الأطوار، مسكونة بهاجس الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية .و فعلا ينجح البطل في الرحيل إلى أمريكا بحثا عن ملاقاة بروندو و حين يصل المطار في ظرف عالمي صعب إثر تفجيرات 11 سبتمبر ،يسأل الشاب العربي المسلم عن سبب زيارته فيجيب إجابة غريبة “جئت لأقابل النجم العالمي المشهور مارلون بروندو” .
يتعمد الشاب الذهاب إلى المساجد والالتقاء بشخصيات إسلامية، ويحاول في حفل في النزل الذي يقيم فيه أن يقلد أدوار مارلون بروندو ومواقفه التي تتناقض مع السياسة الأمريكية للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش. فتزايد الشكوك حوله و يصبح محل تتبع من السلطات الأمريكية لاعتقادها انه يمثل خطرا على الاستقرار في المنطقة التي يقطن فيها.
بعد ذلك يحاول الشاب الذهاب إلى المستشفى حيث ينام النجم المريض بروندو ويحاول بشتى الطرق رؤيته في فراش الموت، لكنه يصاب بالصدمة بعد يومين من الانتظار حين يعلم أن نجمه المفضل توفي . فيدخل الشاب في حالة من الحزن واليأس…
سيصور فيلم “المواطن بروندو” في جزئه الأول في العاصمة تونس ثم ينتقل فريق التصوير إلى مقاطعة لوس أنجلس الأمريكية لتصوير بقية الأحداث. أما الإنتاج فهو من نصيب شركة تونسية فيما ستتولى المنتجة السينمائية درة بوشوشة التي ترأست إدارة أيام قرطاج السينمائية في دورتها الأخيرة مهمة المنتج المنفذ . كما ينتظر أن يقع تسويق الفيلم بعد إتمام إنجازه إلى قناة الجزيرة الوثائقية.