جديد الوثائقية .. درس في التاريخ.
عرض أول للجمهور في بيروت بحضور مدير الوثائقية
الوثائقية – خاص
كيف يتلون التاريخ وتختلف حقيقته من طائفة إلى أخرى.. لبنان نموذجا ؟؟
هذه الإشكالية المهمة والخطيرة يعالجها فيلم “درس في التاريخ” الذي أنتجته قناة الجزيرة الوثائقية وأخرجه هادي دكاك مع المنتج عصام دكروب. وقد عرض الفيلم عرضا أولا وعاما للجمهور يوم 2 أكتوبر الجاري في قاعة سوفيل في بيروت. وقد حضر العرض مدير قناة الجزيرة الوثائقية السيد أحمد محفوظ
وقد قام محفوظ بتقديم الفيلم للجمهور شاكرا فريق العمل من مخرج ومنتج ومصورين وكذلك الطلاب والمدرسين والمدارس اللبنانية التي سمحت بتصويره.
وفي تصريح للوثائقية قال مدير القناة “إن فيلم “درس في التاريخ” يحمل رؤية إخراجية مميزة تجمع بين المحافظة على عمق الموضوع وسبر أغواره وبين جمالية الصورة وتركيبها. وهذه النوعية من الأفلام هي التي تسعى الجزيرة الوثائقية لإنتاجها”.
![]() |
أحمد محفوظ مدير الجزيرة الوثائقية
وأضاف “نحن نشجع كل المخرجين الذين يحملون رؤية تجديدية في الفيلم الوثائقي وتخرجه من مجرد حشد للمعلومات حول موضوع ما وجمع تصريحات للمتخصصين. نريد أن نؤسس بهذه الأعمال سينما وثائقية عربية أي ننتج فنا.. “
ويحاول فيلم “درس في التاريخ” أن يرقب عن كثب إشكالية الهوية اللبنانية كما تظهر في المقررات الدراسية في مادة التاريخ. ولأن لبنان طوائف وأحزاب فإن أرقام التاريخ ورموزه تختلف باختلاف كل طائفة.
يحاور الفيلم الطلاب ويسألهم عن رموز الاستقلال ونفاجأ بتنوع الأسماء التي تداولت على تاريخ لبنان من رياض الصلح وبشارة الخوري إلى حسن نصر الله مرورا ببشير جميل وغيرهم. بل حتى حدث الاستقلال الحقيقي نفسه مختلف عليه هل هو سنة 1943 أم في 2000 وخروج إسرائيل أم 2005 وخروج السوريين.
![]() |
أحد مقررات التاريخ للصف التاسع في لبنان
يقول المنتج عصام دكروب في تصريح للوثائقية :” تولدت فكرة الفيلم من تجربتي الشخصية وجاء عبر طرح سؤال لماذا تتكرر الأزمات في لبنان. فوجدنا أن لدينا في لبنان عطل في مفهوم الولاء . وهذا العطل لا يخص جيلنا الذي سيطرت عليه الحرب الأهلية وأهوالها وغنما يخص أيضا الجيل الجديد وهنا تكمن الخطورة.”
ومن خلال الفيلم نرى أنه إذا كانت كل دول العالم تحرص على توحيد مناهج تعليمها بين جميع بنائها خاصة في مادة التاريخ باعتبارها تمثل مشتركا وطنيا، تبقى لبنان استثناء..كل مدرسة ترجع فضل الاستقلال إلى رمز طائفتها.
وقد حمل دكروب المسؤولية بالدرجة الأولى للسياسيين الذين يغلبون مصالحهم الشخصية والحزبية على مصالح الجيل.. ورأى أن الفيلم أدى مهمته بدق ناقوس الخطر “وللمعنيين أن يسمعوا الناقوس أو يسدوا آذانهم”…
![]() |