افتتاح هادئ لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2009

افتتحت مساء الثلاثاء الماضي في دار الأوبرا المصرية الدورة الثالثة والثلاثون لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يشارك فيه 150 فيلماً تمثل 67 دولة ويهدي المهرجان دورته الجديدة التي تستمر 11 يوماً، إلى اسم المخرج المصري “شادي عبد السلام” (1930-1986) صاحب فيلم “ليلة أن تحصى السنين- المومياء” الذي يعد من كلاسيكيات السينما العربية والذي قامت مؤسسة “سينما العالم” التي يرأسها المخرج الأمريكي “مارتن سكورسيزي” بترميمه ضمن مشروع يهتم بصنع نسخ سالبة جديدة “نيجاتيف” لأبرز الأفلام في العالم وعرض الفيلم  أمس الأربعاء تحت سفح الأهرام.

شادي عبد السلام

وقدم وزير الثقافة المصري “فاروق حسني” في الافتتاح درع المهرجان إلى “مهيبة عبد السلام” شقيقة “شادية” أمام شاشة كبيرة على مسرح دار الأوبرا المصرية تعرض مشهداً من الفيلم.
وكرم المهرجان خمسة سينمائيين مصريين هم المخرج “علي عبد الخالق” والمونتير “أحمد متولي” ومدير التصوير “محسن نصر” والممثلتان “شويكار” و”نادية الجندي”.
كما تم تكريم المخرج الجزائري “أحمد راشدي” ضمن تكريم المهرجان للسينما الجزائرية التي قدمت مخرجين بارزين نافست أفلامهم في مهرجانات كبرى مثل “محمد لخضر حامينا” الذي فاز فيلمه “وقائع سنوات الجمر” بالسعفة الذهبية لمهرجان كان عام 1975.
كما كرم المهرجان أربعة سينمائيين على مجمل أعمالهم وهم المخرج الإيطالي “ماركو بللوكيو” والذي لفت الانظار الي ان الاجزاء التي عرضت علي شاشة المهرجان في لحظة تكريمه ونسبت اليه لا تنتمي الي افلامه وهو ما اثار استهجان الحضور الذين اندهشوا من خطأ فادح في افتتاح مهرجان بهذا الحجم وكرم أيضا الأمريكيان “لوسي لو” و”صامويل جاكسون”، إضافة إلى “سلمى حايك” التي قالت عن تكريمها إنها تعتز بأن أول أدوارها كان في فيلم عن رواية “زقاق المدق” لنجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل في الآداب.

الممثلة المكسيكية من أصل لبناني سلمى حايك

الهند ضيف الشرف
وتحل السينما الهندية ضيف شرف على المهرجان الذي سيعرض 16 فيلماً هندياً من مختلف المدارس والتيارات الفنية، إضافة إلى تكريم أبطال فيلم “المليونير المتشرد” الحائز على ثمان جوائز في مسابقة الأوسكار هذا العام و يكرم المهرجان السينما الجزائرية بتنظيم قسم خاص بها يعرض ضمنه 11 فيلماً أنتجت في السنوات الخمس الأخيرة وهي “مصطفى بن بولعيد” لأحمد راشدي و”رحلة إلى الجزائر” لعبد الكريم بهلول و”نهر لندن” لرشيد بوشارب و”مسخرة” لليث سالم و”زهر” لفاطمة الزهراء زعموم و”المنارة” لبلقاسم حجاج و”الخبز الحافي” لرشيد بن حاج و”دليس بالوما” لنادر مكناش و”بركات” لجميلة صحراوي و”ظلال الليل” لناصر بختي و”روما أفضل منك” لطارق تقياوعقب حفل الافتتاح عرض الفيلم الهندي “نيويورك” إخراج “كبير خان”.

المسابقة الرسمية
وتشمل المسابقة الدولية للمهرجان 16 فيلما من 16 دولة في العالم بينها المغرب فقط من الدول العربية ويأتي فيلم الشظايا من بولندا  وإخـراج  ماسيج بيبرزيكاوبطولة انطونيو باوليكي كارولينا بيشوتا ومارسين هيكنار و ميشال بيشواتسكى – مارسين توزاك
وهو عبارة عن كوميديا تراجيدية تحكي عن أيام قليلة في حياة ثلاث شبان في مدينة صناعية في سيلسيا.بارتك، مارتا وروبرت كأنهم شظايا، يعيشون الوحدة والعزلة ولكنهم أيضا يتمتعون بالتلقائية و الخشونة. يتقاطع طريق هؤلاء الثلاثة معا في احدي نهايات الأسبوع الكئيبة ، فلم يكن في نيتهم ان يتقابلوا و لكن القدر لم يعطيهم الاختيار . الفيلم يركز على الحاجة إلى الحب و البحث الدائم عنه، و لهذا في النهاية يجلب هذا الفيلم الشعور بالأمل ، فهو يتناول العوالم الحلوة و المرة في الواقعية التشيكية والسينما البريطانية الاجتماعية.
أما تركيا فقد جاء منها فيلم “رأيت الشمس”إخـراج ماهسون كيرميزيجول وبطولة على سورميلي وألبير ايركيكلى وكيم اكساكال  ويناقش الفيلم مصير عائلة التون الذي يتطابق مع مصير 2,5 مليون كردي هاجروا من بلادهم في جنوب شرق تركيا. يسرد الفيلم قصة عائلة اجبرت على الهجرة من منطقتها وتصوير حياتها بعد ذلك في اسطنبول والنرويج فبلد عائلة التون تعد بمثابة الجنة لهم ولكن الحرب التي استمرت 25 عاما دمرت هذه الجنة و حولتها الي جحيم.
ومن اليونان يشارك فيلم “عبيد لديونهم”إخراج تونيس ليكورسس بطولةجيانيس فيرتيس وديميترا ماتسوكا و اكيس ساكيلاريو
ويحكي قصة الحب التي تجمع بين المثقف الرومانسي الكيس سوزومينوس والجميلة الارستقراطية افليلا اوفيوماهوس لا تكتمل بسبب المال، فعائلة اوفيوماهوس التي تعاني من كثرة الديون تزوج ابنتها الي طبيب ثري حتى ينقذهم من الضياع والإفلاس، وذلك في صراع بين المشاعر والمال.
ومن ليتوانيا يعرض في المسابقة الرسمية للمهرجان فيلم ” الدوامــــة” إخراج جيتس لوكساس وبطولة جيدريوس كيلا وأوكسانا بوربات ويفجينيجا فارنيكا ويحكي قصة السوفيت التي تروى عبر شخصية رئيسية في الفيلم، حول الرجل الذي قضى طفولته في القرية ، قصة الصداقة الحقيقية والحب والاحلام المكسورة ..فالفيلم يجسد حياة الرجل الذي دمرته احزان السوفيت والتي ظلت حياته مهملة.
ويشارك من ايطاليا فيلم “الاصدقاء فى مقهى مارجريتا” إخراج  بوبى أفاتى وبطولة  ديجو اباتانتونو ولاورا تشياتى ولويجى لو كاسيوو فابيو دى لويجي  ويحكي قصة تادو المراقمراهق في الـ18 من عمره والذي يحلم بان يصبح أحد رواد مقهى مارجريتا الشهير ، و من خلال خطة يصبح السائق الخاص للشاب الاشهر في المدينة والمحاط بغموض شديد ، و يشهد عبر وظيفته مغامرات الشاب العاطفية مع صديقته و يتعرف على عدة أشخاص منهم “مانويلو” غريب الاطوار
ومن الارجنتين يشارك فيلم “لويزا”إخراج أليخاندرو نارفيز وتدور أحداثه عن لويزا التي تجد نفسهابعد ثلاثين عاماً من الخدمة بإحدى الشركات ” المعروفة بالدأب و النشاط و الانضباط الشديد و الدقة فى عملها الصباحى و كذلك عمل بعد الظهر لدى إحدى الفنانات ، وقد انضمت للطابور الطويل من العاملين الذين فقدوا أعمالهم بعد سنوات طويلة من الخدمة دون مكافأة أو معاش أو الذين يعانون من البطالة و يلجأون إلى الأعمال الهامشية أو التسول سواء الأصحاء أو المعاقين ، وفى الوقت الذى فقدت فيه لويزا عملها تفقد أيضاً القط الذى يعيش معها و هو الباقى من ذكريات الزمن الجميل قبل وفاة  زوجها و طفلها .
 و تفشل فى توفير مصروفات دفن القط فتضطر لحفظ جثته فى الفريزر وتتوالى الأحداث التى تضطرها إلى اللجؤ إلى التسول و التنكر كمعاقة أو كفيفة ، و تبدأ علاقتها مع هذا العالم الجديد عليها .
ومن روسيا يشارك فيلم “حرب واحدة” إخراج فيرا جلاجوليفا وهومأخوذ عن أحداث حقيقية تكشف عن صفحات مجهولة من تاريخ الحرب العالمية الثانية.  تجري الاحداث في عام 1945 في جزيرة نائية صغيرة، حيث النساء مع أطفالهن يقضين مدة عقوبتهن.  لقد اُرسلوا الى هناك من الأراضي المحتلة من قبل الفاشيين، وهكذا  انجبن أطفالهن من الغزاة.  وأخيرا أعلن الانتصار الكبير، وتعيش البطلات في توقعات سعيدة ومتسامحة ولكن في اليوم نفسه يصل أحد رؤساء تنظيم “شعب مفوضية ستالين للشؤون الداخلية” الى الجزيرة لتنفيذ مهمة تهدف الى تنظيم إيفاد هؤلاء النساء إلى معسكرات، واجلاء الاطفال الى منازل الأيتام.
الوثائقي
وتفاعلاً مع القضايا الإجتماعية على مستوى العالم و ما يهدد صحة الإنسان و يعرضها  للمخاطر ينظم المهرجان يوم الأحد 15نوفمبر ندوة موسعة لمناقشة الوضع البيئى الخطير و كيفية أسهام الأعمال السينمائية لحلها يشارك فيها نخبة من صناع السينما فى مصر و ضيوف المهرجان من  مختلف دول العالم .
و يعرض عقب الندوة فيلم ” المنزل – Home ” و هو فيلم فرنسى وثائقى إخراج ” يان أرتوس برنراند ” إنتاج 2009 وقد تم عرضه يوم 5 يوليو الماضى فى أكثر من 50 دولة فى اطار الاحتفال باليوم العالمى للبيئة .
و الفيلم يأخذنا عبر رحلة جوية  الى عدد من دول العالم المختلفة للتعرف على المشاكل البيئية التى تعانى منها الكرة الأرضية و تشكل تحدياً رئيسياً فى عالمنا اليوم .
و يدعو الفيلم إلى التوقف و النظر إلى كوكبنا و إدراك كيف نحافظ عليه ليكون أكثر جمالاً .

من فيلم “Home”