ملتقى” السينما وحقوق الإنسان” بالمغرب
أحمد بوغابة – الرباط
” إن السينما هي من أنجع الوسائل لنشر قيم حقوق الإنسان” بهذه الجملة استهل الأستاذ أحمد حرزني، رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان (مؤسسة رسمية)، الندوة الصحفية التي عقدها يوم الإثنين 9 نوفمبر الجاري بمقر المجلس للإعلان عن الدورة الأولى لملتقى ” السينما وحقوق الإنسان ” الذي سينطلق يومه الخميس ويمتد إلى يوم الأحد 15 نوفمبر.
![]() |
أحمد حرزني |
قبل الإعلان الرسمي عن افتتاح هذه التظاهرة مساء اليوم بالمسرح الوطني (مسرح محمد الخامس) بالعاصمة المغربية الرباط، في الساعة السابعة مساء بتوقيت المغرب ،تنطلق هذا الصباح (العاشرة صباحا) من داخل مقر المجلس نفسه أشغال أولى الورشات المُبرمجة في هذه اللقاءات بعنوان “السينما والمقررات الجامعية” يديرها الأستاذ الجامعي عبد الحي المودن وهو في ذات الوقت مدير هذه اللقاءات صحبة مجموعة من الأساتذة الجامعيين المشتغلين بالفن السابع.
فقد اعتُبرت السينما مصدرا لتنامي التفكير والنقاش العمومي والمعرفي بالمغرب إلا أنها مازالت غائبة من المقررات الدراسية في مختلف مستوياته وتخصصاته. وعليه فالورشة تسعى لتبيان الدور الذي يمكن للسينما أن تلعبه كأداة بيداغوجية للتفكير والمعرفة وكيفية إدماجها في المقررات وتوظيفها كبعد معرفي وجمالي لإغناء فهم المواد المُدرسة.
لقد انفتحت بعض الجامعات المغربية في السينين الأخيرة بإدراج الماستير بها بفضل بعض الأساتذة المؤمنين بدور الصورة في المجتمعات العصرية أما الإجازات السابقة التي أشرف عليها بعضهم فإنها تدخل في إطار اجتهادات فردية للطلبة أنفسهم.
الافتتاح الرسمي لهذه اللقاءات السينمائية سيكون مساء اليوم بالفيلم الروائي الجزائري “حراكة ” لمرزاق علواش الذي يتوقف فيه عند مغامرة مجموعة من الشباب للهجرة إلى أروربا وهي ظاهرة لم تعد تُخفى على أحد.
لقد قال مخرج الفيلم ” لم يتبادر إلى ذهني، عند كتابة السيناريو، بأن مشكل الهجرة سيتعاظم حتى يصير مصدر انشغال وطني يثير قلق أعلى السلطات الجزائرية. فهؤلاء المهاجرون الشباب الذين يمتطون القوارب نحو المجهول، هم رمز للمأساة التي يعيشها الشباب الجزائري الملقى به في دوامة الحركات الإسلامية المتطرفة التي تصنع الانتحاريين، وما الانتفاضات الجماعية التي تندلع في كثير من الأحيان بالمدن والقرى والانتحار أو الهروب الجماعي بكل الوسائل من بلدهم هو أن البلد يعيش الجمود ولم يعد يمنح شيئا لأبنائه“
وكان رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان الأستاذ أحمد حرزني، في الندوة الصحفية المُشار إليها أعلاه باعتباره أيضا رئيس اللقاءات، قد عرض محتويات هذه اللقاءات التي تُنظم بشراكة مع المركز السينمائي المغربي ومجلس الجالية المغربية بالخارج.
ذكَر الأستاذ أحمد حرزني بدور المجلس في رصد حقوق الإنسان – وحمايتها – في مختلف تجلياتها: الحقوقية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية والثقافية ثم توقف عند تنظيم “اللقاءات المتوسطية حول السينما وحقوق الإنسان” التي يراها فضاء سيوفر ” التفكير الجماعي بين مختلف الفعاليات من سينمائيين وباحثين حقوقيين ومؤسساتيين في دور الإبداع السينمائي على وجه الخصوص في النهوض بثقافة حقوق الإنسان وحمايتها”
وعن اختيار منطقة البحر الأبيض المتوسط كفضاء للتظاهرة، يجيب رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، بسبب :
” ما لهذه المنطقة من رمزية وأهمية بالنسبة لمستقبل المغرب. إذ شكل المتوسط دوما رمزا للأحلام والآمال والتحديات وملتقى للثقافات وحوضا للتنوع… ثم إن كونية حقوق الإنسان تقتضي عدم الاقتصار في تدبيرها على الواقع الوطني فحسب وإنما تستوجب الإطلاع على فضاءات جغرافية وحضارية أخرى لتقاسم التجارب والاستئناس بمختلف مقاربات العمل الحقوقي حيث تشكل المنطقة المتوسطية فضاء مثاليا.”
وعن التقاطع الحاصل بين الإبداع السينمائي والحقوقي اللذين تم إدماجهما في هذا الملتقى باعتبار “السينما من أنجع الوسائل لنشر قيم حقوق الإنسان” يقول الأستاذ أحمد حرزني لذا يسعى مجلس الاستشاري لحقوق الإنسان من تحقيق ما يلي:
ـ إطلاق وتطوير دينامية وطنية حول موضوع السينما وحقوق الإنسان بخلق جسر التواصل بين الفاعلين الحقوقيين والسينمائيين والجامعيين وأصحاب القرار حول واقع حقوق الإنسان بالمنطقة المتوسطية.
ـ تقاسم التجارب وتبادلها حول الأعمال السينمائية الروائية منها والوثائقية المتناولة لقضايا حقوق الإنسان بالمنطقة وتشجيع هذه الإنتاجات.
![]() |
ملصق فيلم الحراقة |
ونشير إلى أن المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان سبق له أن وقع إتفاقية شراكة وتعاون مع المركز السينمائي المغربي (مؤسسة عمومية هي أيضا) تهم تشجيع الإنتاجات السينمائية المتعلقة بحقوق الإنسان وحفظ الذاكرة وماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان استجابة ل “الأرضية المواطنة للنهوض بحقوق الإنسان” التي يدمج فيها المجلس السينما كرافعة ثقافية أساسية للنهوض بثقافة حقوق الإنسان وبالتالي فتح ” أماكننا الممنوعة ” للتصوير وتوثيقها.
تتوزع هذه التظاهرة، التي ستستمر إلى غاية مساء الأحد 15 نوفمبر، على فضاءات المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان (الورشات) وقاعة باحنيني التابعة لوزارة الثقافة (الندوات الفكرية الصباحية) ومسرح محمد الخامس (حفلي الافتتاح والاختتام) وقاعة الفن السابع (العروض السينمائية ومناقشات الأفلام واللقاءات الهامشية مع بعض المدعوين من المخرجين فضلا عن حفل تكريم الممثل السوري دريد لحام وعرض فيلمه “الحدود”)
لقد حُظي الفيلم الوثائقي بالأهمية القصوى في هذا الملتقى ذي الأبواب المفتوحة مجانا في وجه العموم سواء القصيرة منها أو المتوسطة أو الطويلة (9أفلام) وهي:
· “أريد أن أحكي لكم” للمخرجة المغربية دليلة النادر
· “قتل باسم الشرف” من إخراج جودة صوفي
· “المغرب: حتى لا يتكرر ما وقع” من إخراج تيم هوبكينس
· “أماكننا الممنوعة” لليلى الكيلاني.
· ” من أجل أخذ العبرة ” من إخراج نكاتي سونيز
· ” الجزائر: العقد الدامي” من إخراج مالك بن إسماعيل وتييري لوكلير
· “سماء شديدة العلو وأرض شديدة الصلابة ” من إخراج رودي أوران
· ” حالة خوف ” من إخراج باميلا بات
· ” لنبقى أعيننا مفتوحة أو حقوق الإنسان في السينما” من إخراج فرانسوا فريني
و4 أفلام روائية طويلة هي:
· “حراكة” لمرزاق علواش
· “ما تبقى من الزمن” لإيليا سليمان
· “مرحبا” لفيليب ليوري
· “حليب الأسى” لكلاوديا لوزا
· أما الندوات الفكرية المبرمجة كل صباح، فإضافة إلى الندوة الأولى التي أشرنا إليها في بداية النص، تنعقد أخرى تحت العناوين التالية ” السينما كشاهد على التاريخ” و” نضالات النساء بالمنطقة المتوسطية ” و”الهجرة بالمنطقة المتوسطية “. وورشة خاصة بالشباب حول “حقوق الصورة” يؤطرها المخرج المغربي علي الصافي.
· كما بُرمجت لقاءات مفتوحة في كل المساء (السادسة مساء بتوقيت المغرب) مع بعض المدعوين من المخرجين والمفكرين مغاربة وأجانب كالمناضلة والمعتقلة السياسية فاطنة بويه والمخرجة المغربية فريدة بورقية والمخرج المغربي فوزي بن السعيدي والمخرج الكامبودجي ريتي بان إلى جانب مولود ميمون ونيكاتي سونير وفرنسوا فريني.