الجمهور يراوغ ايام السينما الاوروبية

مبروكة خذير – تونس

أسدل الستار عن الدورة السادسة عشر لأيام السينما الأوروبية في تونس و التي أثثت قاعات السينما خلال أكثر من ثلاثة عشر يوما.و على خلاف ما يجري به العمل عادة لم تكن لجان التحكيم المتكونة من رجالات السينما هي الفاصل في هذه الدورة فقد منحت صلاحيات إسناد الجوائز للجمهور الذي تابع الأفلام و صوت لها بإعطاء أعداد تتراوح بين واحد و خمسة .

و لئن دل عنوان التظاهرة التي تأسست سنة 1993 أن هذا المهرجان مخصص للسينما الأوروبية فإن الجائزة الأكبر كانت من نصيب السينما المغاربية من خلال فيلم المخرج المغربي نور الدين الخماري “كازانيغرا” الذي صفق له الجمهور كثيرا و أعجب بما تضمنه من قصة معبرة عن الوجه الأسود و الخفي لمدينة الدار البيضاء.
أما عن جائزة الجمهور لأفضل فيلم روائي قصير فقد حصل عليها فيلم المخرج البرتغالي جوزي بيدرو كافاليرو “كانديدو”.

كازانيغرا” مفارقات المجتمع المغربي

لأول مرة تشارك المغرب و الجزائر في أيام السينما الأوروبية لكن تونس كانت حاضرة على امتداد الدورات السابقة .كما أن النية متجهة نحو إقحام الدول المغاربية الأخرى في هذه التظاهرة لذلك فإن المفوضية الأوربية بتونس تفكر في مزيد دراسة اسم المهرجان و شعاره حسب ما أفصح به لنا الملحق الصحافي لأيام السينما الأوروبية في تونس.و لعل مراجعة عنوان الدورة ضرورة ملحة في ظل حضور مكثف لأكثر من عشرة أفلام تونسية طويلة و قصيرة و فيلمين جزائري و مغربي من بين عدد أربيعين فيلما روائيا .

و في حقيقة الأمر لا غرابة في أن يكون فيلم “كازانغرا” هو المتربع على عرش جوائز أيام السينما الأوروبية .فهذا الفيلم حائز على جوائز عديدة من بينها جائزة أفضل تصوير لوقا كواسون و جائزة أفضل تمثيل في مهرجان دبي السينمائي لعام 2008 رغم أن المخرج منح أدوار البطولة لممثلين غير محترفين هما أنس الباز    و عمر لطفي.

أما عن قصة الفيلم التي تدافع من أجل سبر أغوارها جمهور السينما التونسية و غصت بها قاعة البرناس بتونس العاصمة، فهي تصور معاناة شابين مغربيين يتعرضان لمعوقات متراكمة من أجل توفير قوتهما .غير أن محاولاتهما الوصول إلى تأمين العيش تنتهي بإتباع أساليب غير مشروعة و غير قانونية من خلال المتاجرة  بالمخدرات .مدينة الدار البيضاء التي تتميز ببناياتها الشاهقة الناصعة البياض صورها الخماري غاية في السواد و القتامة يسكنها الفقر و أطفال الشوارع و تعوي في لياليها ذئاب الجريمة .


إعلان