وثائقي عن ملكة ومخرجة جمعتهما الأقدار
الفيلم يحمل عنوان “الملكة وأنا”. خرج إلى النور هذا الشهر في أوروبا ويروي قصة امرأتين إيرانيتين تختلفان جذريا في الوضع الاجتماعي والتوجه السياسي ولكنهما التقتا في فيلم واحد.
فرح بهلوي كانت في يوم ما ملكة. هي أرملة شاه إيران محمد رضا. غادرت مملكتها نحو المنفى بعدما أطيح بالنظام في ثورة شعبية عارمة ستعرف إلى اليوم بالثورة الإيرانية. وتقيم الملكة السابقة منذ 1979 في باريس.
بعد رحيل عائلة الشاه عن إيران كانت هناك فتاة إيرانية من عامة الشعب اسمها ناهد برسون تحزم حقائبها ميممة وجها شطر أوروبا ككثير من اليساريين والليبراليين الإيرانيين. ناهد ستصير مخرجة أفلام وثائقية في رصيدها ستة أفلام جلها يتناول الشأن الإيراني.
بعد حوالي 30 سنة تلتقي الشخصيتان في فيلم وثائقي مثير للجدل. فهو يتناول شخصيتين متعارضتين سياسيا ولكن الغربة فرضت عليهما علاقة إنسانية وصفتاها “بأنها رابطة الصداقة”.
![]() |
فيلم “الملكة وأنا”
وفي تصريح لإحدى المجلات الفرنسية قالت الملكة فرح إنها قبلت بفكرة الفيلم رغم علمها مسبقا بأفكار ناهد برسون المعارضة لحكم الشاه. وأضافت ” ككل حوار أو فيلم وثائقي لا يمكنني أن أتحكم في أفكار صحاب الحوار أو صاحب فكرة الفيلم… خاصة إذا كان الحديث عن كل هذه السنين وما رافقتها من انتصارات وانكسارات.. لذا لا أستطيع أن أضمن نتائج هذا الفيلم”.
وكانت الملكة قدر فضت عدة مقترحات لحوارات أو أفلام تتناول ماضيها وماضي زوجها. ولكنها لم ترفض طلب ناهد برسون لأنها أعجبت بأحد أفلامها عندما شاهدته سنة 2007. أما المخرجة فقالت عن فكرة الفيلم جاءت بعد تأمل في المعاناة التي سببها لها المنفى فتساءلت عن كيف يكون منفى الملوك هل يشبه منفى الشعب الكريم.
واعتبرت المخرجة أن إنجاز هذا الفيلم كان مهمة صعبة “فقد كنت أعتقد أنه من الصعوبة بمكان أن أتناول موضوع الفيلم مع امرأة لا تنتمي إلى عالمي ولكن حينما التقيتها وجدت أن لدينا الكثير من الأشياء المشتركة. وتابعت ناهد برسون “إننا امرأتان عانينا من المنفي وحاولنا جاهدا الخروج من هذه الوضعية. وعلينا الآن أن نقوم بمراجعة سياسية لماضينا علاوة على المراجعة الفكرية.”