جديد الوثائقية: “الشرف الرفيع” عن يوسف العظمة
انتهى المخرج المغربي محمد بلحاج من فيلمه الوثائقي الجديد الي يحمل عنوان “الشرف الرفيع” ويتناول حياة بطل المقاومة السورية يوسف العظمة. والفيلم من إنتاج الجزيرة الوثائقية. وسيعرض على شاشتها قريبا.
ويعتبر يوسف العظمة رمزا من رموز النضال من أجل الاستقلال في سوريا ويجسد ذلك في ترديده للبيت المشهور :
“لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى … حتى يراق على جوانبه الدم”
![]() |
يوسف العظمة
ويهب المؤرخون إلى أن العظمة هو المؤسس الأول للجيش العربي السوري، وأول وزير دفاع عربي يستشهد على أرض المعركة حتى الآن وذلك في معركة ميسلون.
ويعود البطل إلى عائلة عريقة اجتماعيا اشتهرت بطلب العلم. وابتدأ هو شخصيا حياته في سوريا وتركيا طالبا للعلم في الأكاديمية العسكرية وخاض تجارب الحرب العالمية الأولى إلى جانب الجيش العثماني في وبلغاريا والنمسا ومصر واشتغل تحت إمرة الأمير فيصل في لبنان وسوريا.
الفيلم يطرح عدة شهادات الباحثين السوريين واللبنانيين وبعض أقارب المتطوعين الذين عاصروا يوسف العظمة بالإضافة إلى خبراء عسكريين في محاولة للإلمام بمختلف مسيرته النضالية من مختلف أوجهها.
وتكمن طرافة الفيلم في أن المخرج لا يملك من سيرة ها الرجل إلا بعض الصور الفتوغرافية التي لا تتجاوز عدد أصابع اليدين. ولكنه رغم لك استطاع أن يبني حكاية ها الرجل بإعادة بناء تاريخ المنطقة ككل. فكان التاريخ ليوسف العظمة مناسبة للتأريخ للمؤامرات التي شهدتها المنطقة إبان الانتداب البريطاني والفرنسي. إنه تاريخ من النضالات المؤامرات والخيانات والتحدي والتصدي. والتاريخ دائما كفيل بأن يمحص أعمال الرجال فيهلك من هلك شهيدا ويهلك من هلك عميلا.
ويندرج هذا الفيلم ضمن سلسلة من الأفلام التي تنتجها الجزيرة الوثائقية تعريفا بمجموعة من الرموز العربية التي جسدت معاني البطولة والنبوغ وحب الوطن في الفترة الحديثة. فمن العقاد إلى الشقيري مرورا بأحمد عبد العزيز وعبد الكريم الخطابي ثم فرحات حشاد وصولا إلى يوسف العظمة. إنها محاولة لحفظ ذاكرة العزة والصمود من النسيان أمام ضربات الحاضر الموجعة.