“الملك فاروق” في معرض الإسكندرية للكتاب
في إطار الفعاليات الثقافية بمعرض الإسكندرية الدولي للكتاب أكدت الدكتورة لميس جابر في ندوة مفتوحة حول كتاب “الملك فاروق” الذي قامت بتأليفه وتم عرضه كمسلسل عام 2007 أن تجربة الملك فاروق كانت شخصية في المقام الأول؛ حيث إن إلغاء كل ما يتعلق بالملكية من المناهج التعليمية والحياتية وإهمالها عقب قيام ثورة يوليو كان هو الدافع وراء تناولها في المسلسل ليس فقط للملك فاروق وإنما أيضاً للحركة السياسية في مصر وأعمدتها مثل مصطفى النحاس والحكومات المتعاقبة وعملية تداول السلطة والدساتير.
![]() |
وأضافت أنه نظراً للتشوهات العديدة التي حدثت في تاريخ ما قبل الثورة، كان لابد أن تراعى الدقة في شخصية الملك فاروق، لافتة إلى أن المسلسل، الذي تم تقديمه للتليفزيون عام 1997 ولم يذع إلا في عام 2007، لم يكن سيرة ذاتية عن الملك فاروق وإنما كان يركز على الحالة السائدة آنذاك بأكملها.
وأكدت أنها أصيبت بالدهشة جراء معرفتها معلومات كانت غائبة عن جيلها وأجيال أخرى، منوّهة إلى أن الأجيال الجديدة لا تعلم شيئاً عن الأعلام القديمة مثل مصطفى النحاس ومكرم عبيد وغيرهم، كما أشارت إلى أنه يجب عدم التنكيل بأي رمز أو رئيس أو ملك. كما حدث في مشروع ذاكرة مصر المعاصرة حين أشار إلى أن أحمد فؤاد الثاني كان آخر ملوك مصر لتنازل فاروق عن العرش له، قوبلت بهجوم شديد، رغم أن هذا يعد حقيقة تاريخية جليّة.
وشهدت الندوة مداخلات عديدة من الجمهور؛ حيث علّق البعض على أن الكاتبة أظهرت مصطفى النحاس في المسلسل وكأنه شخصية كاريكاتيرية، وهو ما أجابت عليه بالقول إن شخصية مصطفى النحاس في الواقع مضحكة.
وأكدت الدكتورة لميس أن الانتقادات التي وجهت لها حول مسلسل الملك فاروق كانت تفيد بأنها تزور في التاريخ، إلا أنه لم يذكر أي منهم دليلا واحدا يؤكد ذلك.
وأثار أحد الحاضرين سؤالا حول كيفية تنازل الملك فاروق عن العرش بسهولة في ظل تواجد البريطانيين والأمريكيين الذين يدعمونه؛ حيث أجابت أن هناك عددا من العوامل الشخصية التي سهلت ذلك؛ منها تأثير والدته وأخته عليه وفشل زواجه من الملكة فريدة، كما أن انقلاب الجيش عليه؛ وهو الذي كان يضمن ولاؤه، جعله يوقن بأن هناك سببا هاما كان وراء هذا التمرد، إضافة إلى خوفه من تعرضه للقتل.
وفى ذات السياق أكد الفنان القدير يحيى الفخراني، أنه أُعجب بفكرة المسلسل خاصة وأن الملك فاروق لم تتناول حياته أي مسلسلات من قبل.
وفي معرض رأيه في شخصية محمد علي الذي سيمثله في فيلم تكتبه الدكتورة لميس جابر، ألمح إلى أن العمل الدرامي لابد وأن يكون حياديا في وصفه للشخصية وأن يظهرها بكل سلبياتها وإيجابياتها، مضيفا أن الحكم في التاريخ ليس سهلا، مشبها إياه بالمرض النفسي الذي يصعب تشخيصه ويجب التعامل معه بعقلانية شديدة، كما أنه يجب الأخذ في الاعتبار الحقبة الزمنية التي عاش فيها الشخص.