“أيام الأفلام” تحتفل بعمار الخليفي

تنظم كلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة “أيام الأفلام” في دورتها الثالثة بين 10 و12 من فبراير الجاري، وتتمثل التظاهرة في معرض لصور ووثائق حول مسيرة المخرج التونسي المعروف عمار الخليفي بالإضافة إلى عروض لأفلامه “الفجر” و”المتمرد” و”صراخ”.

وتتخلل التظاهرة ندوة فكرية يساهم فيها كل من المنصف الشريف من المعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية بتونس والناصر الصردي الكاتب العام للجمعية التونسية للنهوض بالنقد السينمائي وحسن عليلش الكاتب العام لمهرجان سوسة. كما يشارك الأساتذة رضا حسن وعنان منصر ويوسف البحري والهادي خليل. وتتضمن الندوة جلستين علميتين الأولى مخصصة لأفلام عمار الخليفي والثانية لمؤلفاته.

وستشهد التظاهرة مساحة هامة لشهادة فرجويّة يقدمها الضيف بعنوان “تجربتي في صنع الأفلام التاريخية، تجربتي في تأليف الكتب التاريخية” مع حفل تكريم للمحتفى به. وورشة تحليل للأفلام يشرف عليها الخليفي. وجدير بالذكر أن للمخرج أربعة كتب هي “معركة بنزرت” و”اغتيال صالح بن يوسف” و”تاريخ السينما في تونس” الذي صدر سنة 1970 و”المنصف باي، الملك الشهيد”.

عمار الخليفي مخرج عصامي تونسي من مواليد مدينة سليمان في تونس سنة 1934 وهو أحد أهم أعلام السينما التونسية. لم يتابع اختصاصا جامعيا لكنّه اكتسب معرفته السينمائية عبر التجربة وبمجهوده الخاص، أنتج في الستينيات مجموعة من الأفلام القصيرة وأخرج أول أفلامه الطويلة “الفجر” سنة 1967 الذي كان الفيلم المؤسس للفن السابع في تونس، والفيلم الأول بعد الاستقلال ممّا أكسبه لقب “أب” السينما التونسية. الخليفي مخرج ومنتج وكاتب سيناريو. أسّس شركة إنتاج حملت اسمه “أفلام عمار الخليفي” وهو عضو ناشط في حركة المخرجين التونسيين. كما شغل منصب مدير قسم السينما في وزارة الثقافة التونسية لسنوات عديدة. وهذا ما رشحه ليكون ضيف هذه الدورة من أيام السينما والتي أطلقها الأستاذ يوسف البحري منذ سنوات وعرفت توقفات عديدة قبل أن تعود هذه السنة بدورة تأسيسية من خلال استضافة مخرج مؤسس.
وفي تصريح خاص لموقع الجزيرة الوثائقية يقول مؤسس الأيام يوسف البحري:
السينما الوثائقية موضوع دورة 2010“أيام الأفلام” مهرجان سينمائي تنظمه دوريا كلية الآداب والفنون بسوسة منذ سنة 2004 مدته ثلاثة أيام، وتصوره يقوم على الاهتمام بسينمائي واحد طيلة أيام الدورة الواحدة. والسينمائي يكون من تونس أو من خارجها، مخرجاً أو كاتب سيناريو أو ممثلاً أو تقني تركيب أو ناقداً أو منتجاً أو مؤسسة سينمائية. يشمل المهرجان عرض أفلام الفنان السينمائي المدرج في الدورة ومعرضا لوثائقه وصوره وورشة تحليل لأفلامه يشرف عليها الفنان بنفسه، وشهادة “شفوية” بمساعدة سمعية بصرية، وندوة فكرية يشارك فيها جامعيون وخبراء يناقشون موضوعاً يتحدد في كل دورة، فمثلا: موضوع الندوة في دورة 2009 من مهرجان “أيام الأفلام” هو عمار الخليفي والتاريخ في أفلامه وكتبه باعتبار أن له نزعة نحو الفيلم التاريخي ونحو كتابة الكتاب التاريخي أيضاً.
بلغت أيام الأفلام دورتها الثالثة، وكانت الأولى بانورامية قدمت بعض أفلام الهواة والمحترفين في تونس مثل أفلام خالد البرصاوي ونوفل صاحب الطابع ومختارات من أفلام الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة انطلاقا من الستينيات، أما الدورة الثانية 2005 فقد قدمت المسيرة السينمائية للمخرج التونسي عبد اللطيف بن عمار الذي يجمع بين السينما التخييلية والسينما الوثائقية. ويعتزم المهرجان تخصيص دورته القادمة 2010 للسينما الوثائقية من خلال تقديم تجربة السينمائي الوثائقي هشام بن عمار وان كانت هذه الدورة تعطي اهتماماً كبيراً للأفلام الوثائقية من خلال العلاقة الحميمة التي تجمع الفيلم التاريخي بالفيلم الثقافي، ويهدف المهرجان إلى تقريب السينما بشقّيها الوثائقي والتخييلي من جمهور غير سينمائي هو جمهور طلبة كلية الآداب.

إعلان