قطر تهدي مكتبة الإسكندرية مخطوطا نادرا

أهدى الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني؛ نائب رئيس هيئة المتاحف والتراث في قطر، مكتبة الإسكندرية خريطة عثمانية نادرة لطريق الحج من إسطنبول إلى مكة.

وقال الدكتور خالد عزب؛ مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية، إن الخريطة تعد من أقدم الخرائط الطبوغرافية لمنطقة الخليج العربي وبلاد ما بين النهرين؛ حيث ترجع إلى الثلث الأول من القرن السابع عشر الميلادي، وهي عبارة عن ثمان قطع من الورق مجمعة على شكل لفافة، أبعادها 343,5 × 43 سم، أي ما يزيد على ثلاثة أمتار طولاً وما يقرب من النصف متر عرضاًَ.

وأضاف أن الخريطة المخطوطة بالحبر الأسود والألوان المائية كانت قد رسمت لتوضيح المعالم والتضاريس الجغرافية، مشيرا إلى أن الرسام وُفِق في استخدام اللون الأزرق لتمييز المسطحات المائية من خلجان وبحيرات وأنهار، أما اليابسة فقد تركت بدون تلوين أي بلون الورق الأصلي، في حين استخدم اللونان الأصفر والأخضر لتلوين الجبال والمرتفعات. كما تم تلوين الطرق باللون الأصفر المحدد بالأسود، بينما كتبت بيانات الخريطة باللغة التركية، بالخط العربي “الرقعة” وبالحبر الأسود.

وترصد الخريطة المنطقة الممتدة من أعالي دجلة والفرات مروراً بالأراضي التركية والعراقية فشط العرب والخليج العربي إلى بحر العرب جنوباً، متتبعة في ذلك طريق الملاحة البحري على محور واحد، حيث تبدأ الخريطة من شمال شرق تركيا بدءًا من قلعة “أرض روم” وعبر سلسلة جبال الأناضول، حيث تنتشر بعض القلاع ذات الطراز التركي قلعة سلاطين وعينتاب ومرعش، وعلى المحور نفسه قلعة “أخلاط” حيث تبدأ سلسلة جبال “أرضوم” التي ينبع منها نهر الفرات ومعه تبدأ رحلة الشريان النهري مندفعاً إلى الجنوب، حيث يبدأ دجلة من مرتفعات “كورستاه” موازياً قلعة ديار بكر، وعلى المحور نفسه تبدو قلعة حلب التي تتصل بشبكة الطرق البرية التي تتعامد على النهرين من خلال الجسور. وفي الطريق من ديار بكر إلى الموصل تقع العديد من القلاع والأضرحة والمساجد والمقامات وغيرها من الأبنية.
وقد وفق الرسام في توضيح المعالم الرئيسية لمدينة الموصل حيث أحاطها بالأسوار والأبراج على شكل نصف دائرة. ومن جنوب الموصل يبدأ نهر دجلة ذو التفريعات الكثيرة التي تبدو كشبكة متصلة، وبامتداد الحدود الشرقية مع بلاد فارس نلاحظ استمرار سلسلة الجبال العملاقة كحدود طبيعية تفصل بينهما وقد لونت باللونين الأصفر والأخضر، وتتوالى الأبنية المتنوعة الأغراض والأشكال على طول الطريق وهنا نجد الرسام كان يتمتع بخلفية ثقافية حيث استطاع التميز في الشكل والاسم بين البنية المتناثرة على طول الطريق من قلاع وحصون ومساجد ومقامات، بالإضافة إلى وجود بعض الأبنية التي كتب عليها “وقف حرمين شريفين”، كما أشار إلى بئر للبترول تقع بنطاق الأراضي العراقية، أشار إليها بوصفها “نبع زفت”.


إعلان