مسكوكتان تؤرخان للعلاقات القطرية العثمانية

النقود في العالم.. هي المحور الرئيسي الذي تدور حوله أبحاث المنتدى الدولي الرابع للنقوش والخطوط والكتابات في العالم عبر العصور، الذي نظمه مركز الخطوط التابع لمكتبة الإسكندرية، بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو”، في الفترة من 16 إلى 18 مارس الجاري، كمحور رئيسي للمنتدى بهدف تعزيز الحوار الجاري حول تاريخ الأوراق النقدية والنقود المعدنية ومختلف الكتابات والنقوش على النقود المعدنية في العالم.

تغطي محاور المنتدى موضوعات عديدة منها: نشأة النقود، وسك النقود، والنقوش على النقود، والنقود الورقية، حيث قدم الدكتور محمود رمضان خضراوي، خبير الآثار الإسلامية،  بحثاً حول مسكوكتين إسلاميتين تؤرخان للعلاقات القطرية العثمانية والزنجبارية في القرن13هـ/19م، فقد عُثر على مسكوكتين هامتين تؤرخان للعلاقات القطرية العثمانية والزنجبارية، حيث سجلت المسكوكة الأولى اسم السلطان عبد الحميد الثاني1293 -1327هـ/ 1876-1909م، وأشارت المسكوكة الثانية إلى العلاقات القطرية الزنجبارية في عهد السلطان برغش بن سعيد 1287-1305هـ/ 1870-1888م، وتناقش هذه الورقة بالعرض والتحليل هذه العلاقات من خلال قراءة في النقوش والكتابات التي سُجلت على المسكوكتين المؤرختين المشار إليهما.
وقدم عوض محمد الإمام، من كلية الآداب، جامعة سوهاج، دراسة عن دراهم نادرة لأبي كاليجار البويهي، (399 -440هـ / 1008 – 1048م). وقد نشر في هذا البحث خمسة دراهم نادرة لأبي كاليجار البويهي وهو أحد سلاطين بني بويه ، واسمه المرزبان ابن سلطان الدولة بن بهاء الدولة فيروز بن عضد الدولة بويه بن ركن الدولة الحسن بن بويه بن فناخسرو الديلمي. وثلاثة من هذه الدراهم مؤرخة بعام 435هـ / 1044م، والاثنان الباقيان مؤرخان بعام 436هـ / 1045م . وقد ضربت أربعة من هذه الدراهم بمدينة شيراز، والدرهم الخامس ضرب بسوق الأهواز. وتكمن أهمية هذه الدراهم في أنها تنشر لأول مرة، والأهم من ذلك أن بعضها لم ينشر مثله فيما تم نشره عن المسكوكات البويهية من قبل؛ ولذلك فهي مهمة ونادرة ويصبح نشرها ودراستها على جانب كبير من الأهمية.
 يصف البحث هذه الدراهم، وقراءة نقوشها الكتابية المحفورة على وجه وظهر كل درهم وتحديد نوعية الخط فيها ويتبع ذلك بدراسة تحليلية لهذه النقوش الكتابية من حيث الشكل والمضمون ويوضح مدى ارتباطها بالمسكوكات العباسية. وتتضمن الدراسة التحليلية أيضا تحليلاً للألقاب الواردة في النقوش الكتابية وبيان أهميتها ودلالتها من النواحي السياسية والاجتماعية والدينية وعرض الأدلة الأثرية المحددة لطبيعة العلاقة بين الخلافة العباسية وبني بويه، وكيف كان حال الخلفاء العباسيين وسلطتهم مقارنة بحال البويهيين ونفوذهم وسلطانهم.
 
 وقدم علاء الدين شاهين من كلية الآثار، جامعة القاهرة، دراسة تمهيدية بعنوان العملة من حضارات الشرق الأدنى القديم في الألف الأول قبل الميلاد، والتي أشار فيها إلى أنه لم يكن للعرب قبل الإسلام نقود خاصة بهم. وكانت المعاملات التجارية تتم بالنقود المتداولة في شبه الجزيرة العربية آنذاك. وقد أشار القرآن الكريم إلى رحلات العرب التجارية صيفا إلى بلاد الشام يحصلون منها على الدنانير الرومية وشتاء إلى اليمن يحصلون منها على الدراهم الحميرية. كما كانت ترد إلى شبه الجزيرة العربية الدراهم الفضية التي كانت تضرب في الأقاليم الشرقية خاصة في إيران والعراق. وقد أورد البلاذري في كتابه “فتوح البلدان” أن العرب كانوا يبايعون بالدنانير على أنها تبر ويطلقون عليها “العين”. كما كانوا يطلقون على الدراهم الفضية كلمة الورق. فلما جاء الإسلام أقر الرسول (صلى الله عليه وسلم) النقود على ما كانت عليه، وتعامل نفسه بها. وبعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) أقر الخليفة أبو بكر الصديق سنة الرسول في تـبني النقود المتداولة بين المسلمين ولم يغير منها شيئاً.

   وتشير هذه الدراسة إلى أن أول عملة سكت من حضارات العالم القديم ربما تؤرخ من القرن السابع قبل الميلاد المعروفة اصطلاحاً بالعملة الليدية/ اليونانية من ليديا (بلاد الأناضول) بهيئة بذرة الفاصوليا من الالكتروم (خليط من الذهب والفضة) ومؤرخة من عهد الملك أرديس (652 – 625 ق.م) ونقش عليها صورة أسد فاتحاً فاه. وكان يوضع على تلك العملات خاتم باسم ملك ليديا كضامن لها ولقيمتها الموحدة. ثم انتقل سك العملة من بعد إلى مناطق مجاورة إلى الفرس الإخميــنيين وإلى اليونان. وكان للمدن الإغريقية دور فعال في تاريخ المسكوكات (العملة) وظل تراثها في هذا المجال ينتقل عبر القرون حتى امتد إلى جميع أنحاء العالم القديم آنذاك. وكان لما استولت عليه  جيوش الإسكندر الأكبر من كنوز بمناطق الشرق الأدنى القديم وتحويلها من بعد إلى نقود، دوره الأساسي في انتشار النقود اليونانية في محيط البحر المتوسط انتشارا ملحوظا. وعثر على بعض تلك المجموعات من النقود اليونانية في جزيرتي فيلكا والبحرين من حضارات الخليج العربي القديمة.


إعلان