” أسبوع المخرجين ” في المغرب لا ينسى الوثائقي

 
ويجوب 11 مدينة مغربية

المغرب: أحمد بوغابة

يحتفل المعهد الفرنسي بالرباط ومصلحة التعاون والعمل الثقافي بالسفارة الفرنسية بالمغرب، وبمبادرة من الخزانة السينمائية بطنجة وبمشاركة المعاهد الفرنسية بالمغرب والرابطات الفرنسية- المغربية، بالذكرى الأربعين لتظاهرة “أسبوعي المخرجين” السينمائية وذلك خلال شهر مارس كله والأسبوع الأول من شهر أبريل القادم وذلك في 11 مدينة مغربية.

ستنطلق هذه التظاهرة يوم الثلاثاء 3 مارس 2009 من مدينة طنجة بقاعة سينما الريف (الخزانة السينمائية) لتختتم جولتها بمدينة وجدة مرورا بتطوان (في إطار مهرجانها السينمائي لسينما حوض المتوسط) وفاس ومكناس والجديدة ومراكش وأكادير والدار البيضاء والقنيطرة والرباط.
انطلقت تظاهرة ” أسبوعي المخرجين ” السينمائية بمبادرة من “التجمع الفرنسي لمخرجي الأفلام” منذ سنة 1968، مباشرة بعد الانتفاضة الفرنسية الشهيرة سنة 1967 التي اشترك فيها مجموعة كبيرة من السينمائيين والذين كانوا قد فرضوا على مهرجان ” كان ” حينها إلغاء دورته بعد اعتصام داخل قصر المهرجان. سيتم بعد ذلك تنظيم التظاهرة سنويا بموازاة مع مهرجان ” كان ” السينمائي. كان الهدف حينها يتمثل في تشجيع سينما مختلفة غالبا ما كانت تعاني التهميش بسبب هيمنة السينما التجارية. كان الأمر يتعلق بتشجيع سينما المؤلف أو السينما المستقلة أو الحرّة.

تفاجئنا سنويا تظاهرة أسبوعي المخرجين باكتشافها لمواهب سينمائية جديدة تبدع في مختلف أرجاء العالم بل و يمكن القول بأن هذه التظاهرة قد أصبحت بامتداد السنوات ملتقى سينمائي لا يقل أهمية عن مهرجان ” كان ” نفسه. كثير من مخرجين ذاع صيتهم بعد مرورهم بتلك التظاهرة  من ضمنهم المخرجين المغربيين جيلالي فرحاتي بفيلمه الثاني “عرائس من قصب” (سنة 1981) وأحمد المعنوني بفيلمه ” الحال ” (سنة 1982) والمخرجة المغربية بفيلمها “العيون الجافة ” (سنة 2003) والمحرجين التونسيين كرضا الباهي الذي اشترك بفيلمين ” شمس الضباع ” (سنة 1970) و” الملائكة ” (سنة 1985) وكذا عبد اللطيف بن عمار بفيلمه ” عزيزة ” (سنة 1980) ثم المخرجين محمود بن محمود بفيلمها ” شيشخان ” (سنة 1991)  وأيضا نوري بوزيد ب ” بزناس ” (سنة 1992) ومفيدة تلاتلي بفيلم ” صمت القصور ” (سنة 1994) ولن ننسى لبنان بفيلم ” سكر بنات ” (سنة 2007)  .
تحتفل إذن هذه السنة تظاهرة ” أسبوعي المخرجين ” بمرور أربعين سنة على تأسيسها. و ستقام للاحتفال بهذه الذكرى عدة تظاهرات سينمائية عبر العالم. ولن يخلف المغرب الموعد ما دام أن مصلحة التعاون والعمل الثقافي بالسفارة الفرنسية بالمغرب والمعهد الفرنسي بالرباط، بشراكة مع الخزانة السينمائية بطنجة، صاحبة هذه المبادرة ، وبتعاون مع إدارة تظاهرة أسبوعي المخرجين ب” كان “، قد تضافرت جهودهم لتكريم هذا الحدث الهام ضمن مشهد المهرجانات السينمائية الدولية.
لقد تم اختيار 10 أفلام من الأفلام التي ميزت الأربعين سنة لهذه التظاهرة، وسيحظى الجمهور بفرصة اكتشاف أو إعادة اكتشاف أفلام متميزة ك “عرس الجليل” للفلسطيني ميشيل خليفي و” الحياة على الأرض” للموريطاني عبد الرحمان سيساكو، وكذلك ” لومومبا ” لروول بيك و” أغير، غضب الإله” للألماني وارنير فيرنير هيرزوغ، و ” الوعد” للأخوين داردين. كما ستعرض كذلك أفلام جديدة ضمن البرمجة العامّة ونخص بالذكر هنا “إلدورادو” لبولي لانير، و ” شدى الطيور” لأربير صيرا، وكلاهما أنتجا سنة 2008.
سيكون الشريط الوثائقي حاضرا كذلك إذ سيتم عرض شريطين وثائقيين: الأول ” جنوب” للمخرجة البلجيكية شانطال أكيرمان، والثاني “40  x 15” لأوليفيي جاهان الذي يروي تاريخ الأربعين سنة من عمر تظاهرة أسبوعي المخرجين.
ستكون السينما المغربية ممثلة في هذه التظاهرة من خلال عرض فيلم ” العيون الجافة ” لنرجس النجار. و بعرض هذا الشريط سيكون التكريم مزدوجا إذ أن السينما المغربية هي الأخرى بصدد الاحتفال بالذكرى الخمسين على انطلاقتها.
تجدر الإشارة أن شخصيات سينمائية متميزة سترافق التظاهرة في هذا التكريم من مخرجين كأوليفيي جاهان، و عبد الرحمان سيساكو، و نرجس النجار و ميشيل خليفي بلقاءات مباشرة مع الجمهور أثناء عرض أفلامهم.


إعلان