التوثيق غير العلمي أضاع مخطوطات فرعونية
أكد الدكتور عماد أبو غازي ـ رئيس اللجان الثقافية بالمجلس الأعلى للثقافة ـ أن مصر متأخرة في مجال أرشفة الفلكلور الشعبي والدراسات الفلكلورية، تائهة بين أقسام الأدب العربي والإنثروبولوجي، حيث يدرس الفلكلور كموضوع وليس بصورة دراسية، وأكد أن هذا الواقع في حاجة إلى انتباه لقيمة هذا التراث الذي يساهم في تحقيق وحدة مجتمعاتنا واحترام التنوع بحيث لا تقتصر الدراسة على الثقافة النخبوية فقط بل تتساوى في الأهمية مع الثقافة الشعبية.
جاء ذلك في ندوة ضمن الفعاليات الثقافية التي تقام على هامش معرض الإسكندرية للكتاب، وقال الدكتور عماد أبو غازي إن المأثور الشعبي جزء من ثقافة الأمة وتراثها وأحد المصادر التاريخية الضرورية خاصة في الوقت الحالي الذي تبتعد فيه الدراسات التاريخية عن التاريخ السياسي إلى التاريخ العادي للبشر الذي يعكس الممارسات الحياتية العادية.
وأضاف أبو غازي أن فكرة حفظ الوثائق كمصدر للمعرفة فكرة ولدت بظهور الدولة القومية الحديثة وتحول التاريخ من مجرد سرد إلى “علم” له منهج، مشيراً إلى أنه ليس بالضرورة أن تكون السيرة الشعبية حقيقية لكن من المهم أن نطلع ونعرف كيف كان يرى الناس العاديون الشخصيات العامة، وضرب المثل بسيرة الظاهر بيبرس، فسيرته الشعبية مختلفة عن التاريخ لكن من الضروري تناول الاتجاهين.
ولفت أبو غازي إلى أن هناك كثيراً من الوثائق الإدارية فقدت بمرور الزمن لإهمال أرشفتها خاصة في العهد الفرعوني، موضحاً أنه لابد من جمع وأرشفة الوثائق بشكل منظم قابل للاسترجاع مرتب ومصنف وليس مجرد تخزين دون قواعد.
وأكد الدكتور عماد أبو غازي اختلاف النظرة للدراسات الشعبية الفلكلورية، فمنذ ثلاثين عاماً كان ينظر إليها وكأنها كلام ليس له قيمة، أما الآن فهي تمثل المصدر الوحيد للثقافة الشعبية التي تعكس رؤية الناس للأحداث وكيفية تفاعلهم معها.