عزت العلايلي ينتقد صناعة السينما المصرية

أكد الأستاذ شريف الشوباشي ـ باحث وكاتب ورئيس مهرجان القاهرة السينمائي سابقا ـ أن صناعة السينما المصرية تمر بأزمة كبيرة تعتريها، سواء في ظروف الكتابة السينمائية أو الإنتاج، مما يمنعها من منافسة السينما العالمية. وأوصى بضرورة مناقشة دور الفن والثقافة من منظور العولمة، وإلى أي مدى يمكن أن نتأثر ونؤثر في الآخرين. وطرح تساؤلاً ملحاً  ألا وهو: هل نشهد طفرة أم نشهد تراجعاً، كيف نتأثر بالغير دون أن يؤثر هذا سلباً على قيمنا وثقافتنا.

جاء ذلك ضمن جلسات محور “الثقافة والإعلام في العالم العربي”، تحت عنوان “الثقافة الفنية العربية بين القومية والعالمية”، وأدارها الأستاذ شريف الشوباشي، وتحدث فيها الفنان القدير عزت العلايلي، والإعلامي المخضرم حسن حامد، والكاتب الصحفي سعد هجرس.

شهدت الجلسة مناقشات عميقة حول دور الفن في المجتمع، ودور الثقافة الفنية في تنمية وتطوير المجتمعات، والعلاقة الوطيدة بين الإعلام والفن في إزالة رواسب التخلف ودعم الإبداع، كما ألقت الضوء على القضايا الفنية العربية. 
وأشار الفنان عزت العلايلي إلى أن هناك تقلبات في عالمنا العربي سببها المتغيرات العالمية، وشدد على ضرورة التأسيس للأفكار المصرية التي أثرت في حاضر هذا الزمان، والتي ستكون دافعاً لنا في كل المجالات الثقافية والفنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.

عزت العلايلي وحسين فهمي في مسرحية أهلا يا البكاوات

وألمح إلى أن الحضارة المصرية القديمة قامت على: الموارد الاقتصادية، والنظم السياسية، والتقاليد الاجتماعية،  إلى جانب الفنون والآداب، في وقت كانت فيه باقي الدول مجرد أقاليم  صغيرة.
وتحدث عن الحركة الفنية المصرية التي بدأت منذ عهد يعقوب صنوع واستمرت في القرن العشرين، وأوضح أنه كانت هناك إستراتيجية فنية مصرية بعيدة النظر ففي عام 1923 صدر مرسوم ملكي بتكوين فرقة مسرحية وبني على أساسها مسرح الأزبكية الذي أداره جبران خليل جبران.

وقال إن النصف الأول من القرن العشرين كان مليئاً برموز التنوير، وأرجع هذا النقص في تلك الرموز إلى غياب الفلسفة وأفكار الفلاسفة التي  تثري الأعمال الأدبية والفنية.

وتحدث الإعلامي الكبير حسن حامد عن العلاقة الوثيقة بين الإعلام والثقافة، موضحاً أن هناك علاقة وثيقة بين الإعلام والثقافة، فبدونها لا قلب له، وتحدث عن عصر المعلومات الذي طغى بملامحه حتى أننا أصبحنا في عصر “الكائنات الصغيرة”، وفي عالم يعشق التفتيت.

وقال إنه بدخولنا في عصر الديجيتال، اتسع الأفق الإعلامي وأصبح به كم لا محدود من الطاقات التواصلية. وركز على أن التنافسية والاحتكار من سمات العصر الحالي، وشدد على خوفه من الغزو الثقافي مؤكداً ضرورة التمسك بالمخزون الثقافي.

وأضاف نحن لدينا خلفية تاريخية قوية وأمامنا الإشكالية الأساسية وهي الانفتاح على الفن والثقافة  من مختلف أنحاء العالم، لكن دون أن يؤثر ذلك على ثقافتنا وتراثنا. 

وتحدث الأستاذ سعد هجرس عن واقع الثقافة المصرية الذي رغم ما به من الايجابيات إلا أن ثقافة الخرافة، والتزمت والعنف ما زالت تطغى على ثقافة العلم والاجتهاد. وقال إن المواطن المصري والعربي أصبح يعيش تحت ضغوط مالية وإرهابية، بالإضافة إلى أنه يرزح تحت وطأة التخوين والتكفير.

وطرح هجرس ثلاث مفارقات وهي: خصخصة الاقتصاد وتأميم الثقافة، واستقلال ضمير المثقف، ورفض أي محاولة للاجتهاد من قبل المثقف، وتكفير الفن، مثل فن النحت، حيث تسود ثقافة بعيدة عن الروح المصرية وحلت محلها ثقافة الصحراء.

واتفق المشاركون على ضرورة إعادة النظر في أوضاع المنطقة العربية، وعلى الأخص الثقافية والفنية والتي تدعم باقي المجالات. ونوه المشاركون إلى أن أزمة المثقف المصري بالأساس هي أزمة اقتصادية، تمنعه من الإدلاء بإبداعاته وإرهاصاته الفنية. ورفض المشاركون مصطلح “الغزو الثقافي” وطالبوا باستبداله بـ”هيمنة ثقافية”، لأنها ناتجة عن خضوع وخنوع من الشعوب العربية التي لا تدافع عن موروثاتها الثقافية في ظل تلاقح الثقافات.


إعلان