أيام السينما التونسية: هذه السينما ….تشبهني
تحت عنوان : “هذه السينما ….تشبهني” انطلقت مساء الأربعاء 15 أفريل بالعاصمة التونسية أيام السينما التونسية في دورتها الرابعة .وهي تظاهرة دأبت على تنظيمها الجمعية التونسية للنهوض بالنقد السينمائي بالتعاون مع قاعتي ابن خلدون وسينما أفريكا وبدعم من وزارة الثقافة. ومن المنتظر أن تستمر التظاهرة إلى غاية يوم 19 أفريل 2009 حيث ستعرض مجموعة من الأفلام التونسية القصيرة منها والطويلة أنتجت سنوات التسعينات بعد أن كانت الأيام قد احتفلت في دوراتها السابقة برواد السينما التونسية من الفترة الاستعمارية إلى الثمانينات .
وقد وقع الاختيار هذا العام على عدد من الأفلام الروائية الطويلة منها “الزازوات”لمحمد علي العقبي و”صمت القصور”لمفيدة التلاتلي و”سلطان المدينة”لمنصف ذويب و”حرب الخليج وبعد”لمجموعة من المخرجين العرب منهم النوري بوزيد وناجية بن مبروك …وفيلم “السيدة لمحمد الزرن و”بنت فاميليا” للنوري بوزيد و”حبيبة مسيكة”لسلمى بكار و”قوايل الرمان”لمحمود بن محمود.بينما وقع الاختيار في القسم المخصص للأفلام القصيرة على أفلام”النورس”لكلثوم برناز و”تربة”لمنصف ذويب و”نظرة ما” لخالد البرصاوي و”يا بلدا اشبهني” لهشام الجربي و”مقهى ونزل المستقبل”للجلاني السعدي و”الوليمة”لمحمد دمق و”مفتاح الصول”لشوقي الماجري.
بينما ستشهد سهرة الافتتاح عرض عدد من الأفلام القصيرة لألبار شمامة شكيلي :”عين الغزال” و”زهرة” .
ومن المنتظر أن تشهد دار الثقافة ابن خلدون عددا من اللقاءات وحلقات للنقاش حول سينما التسعينات وما قدمته للسينما التونسية بحضور مجموعة من السينمائيين الذي ساهموا في فحركية الحقل السينمائي في تلك الفترة مل نضال شطا والنوري بوزيد ومنصف ذويب ومحمد الزرن وسلمى بكار وغيرهم…إلى جانب ذلك ستعرض الجامعة التونسية للنقد السينمائي بعض الأفلام التي أنتجتها منها:”أجنحة الموت” لغسان عمامي و”ضور1″ لحليم قارة بيبان و”عصفور الشوك”لمحمد بن طيب.
أيام السينما التونسية تقليد جديد انطلق منذ سنوات قليلة لإعادة عرض منجز السينما التونسية ومناقشتها في أجواء بعيدة عن أجواء المهرجانات.وهي مبادرة متميزة تسمح للتونسيين بتدارك ما فاهتم من أفلام خاصة أن تلك الأفلام بقيت سجينة علبها بعض عرضها في بعض المهرجانات أو عرضها في بعض القنوات الفرنسية بينما تبقى علاقة التلفزيون التونسية بشقيه الحكومي والخاص علاقة غائمة فلم نشاهد في التلفزيون إلا القليل من الأفلام التونسية،ولا ندري سببا لذلك،فهل تأتي هذه الدورة بشعارها المستفزّ تأكيدا على هوية هذه السينما وانتمائها الراسخ إلى تونس والشعب التونسي ،خاصة في ظل الاتهامات التي تتعرض لها من بعض المتابعين باعتبارها سينما يحركها فكر وإيديولوجية فرانكفونية وصلت حدا تتقاطع فيه الرؤية الإخراجية مع الرؤية الاستشراقية ؟
أسئلة كثيرة سيفجرها عنوان هذه الدورة :سينما …تشبهني ،دون أن نغفل عن كون سينما التسعينات في تونس تمثل مرحلة استثنائية في تونس وتحوم حولها الكثير من التساؤلات الفنية منها والتيمية.
ولا ندري لماذا تنطلق هذه الدورة من مسلمة بان هذه السينما تشبهنا.ما جدوى النقاش ,لماذا لم يكن الشعار في شكل سؤال مفتوح عن مدى الشبه بيننا كتونسيين والسينما التونسية؟
تجدر الإشارة أن الدورة السابقة حملت شعار:وشم …السنوات العشر واهتمت بسينما الثمانينات .ولسائل أن يسأل عن مستقبل هذه الأيام بعد دورة قادمة تمسح العشرية المتبقية وبذلك تنتهي من المسح التاريخي؟ هل ستدخل بالأيام عالم التيمات والقضايا الاجتماعية والفكرية التي قدمتها السينما التونسية ؟ ام ستسقط كغيرها من التظاهرات في الاحتفالية وثقافة التكريمات لتكرم كل سنة احد السينمائيين التونسيين باعتباره رائدا ومؤسسا أو نقلة نوعية في مسارها؟