معرض طنجة للكتاب والفنون
تحتضن مدينة طنجة العريقة (شمال المغرب)، من يوم الأربعاء 15 أبريل وإلى غابة يوم الأحد 19 منه، الدورة 13 للمعرض الدولي ” للكتاب والفنون ” حيث تتمحور فيه جميع الأنشطة الثقافية والفنية حول العلاقة القائمة والممكنة بين الكتاب والفنون في مختلف فروعها، وبين الكاتب والفنان أو حين يجمعهما معا. مما يعطي لهذا المعرض خصوصية يلتقي فيه الإبداع بالثقافة والتسلية فيستقطب جمهورا كبيرا نظرا لتجاوزه النمطية والانغلاق بين النخبة في مثل هذه المعارض.
لقد تأسس المعرض سنة 1996 من لدن المعهد الثقافي الفرنسي بالشمال وعرف تطورا تدريجيا خاصة حين شرعت جمعية محلية ” جمعية طنجة للعمل الثقافي ” بدعمه وتوطيد أواصره مع المؤسسات المغربية، سواء محليا أو وطنيا، وبدأ يزاوج بين ” الكتاب والفنون ” بشكل وثيق، وينفتح على أقطار حوض المتوسط خاصة مع النقلة النوعية والكمية للميدان الفني المغربي، سواء في التشكيل أو الرقص أو السينما ومختلف ضرو�� الإبداع الفني التي تستدعي جميعها تحويلها إلى المكتوب وتستأنس به، بمعنى تمازج بين الأجناس الفنية والكتابة التي تتقاطع وتتداخل لتتفاعل ضمن التنوع الثقافي لأمم حوض المتوسط بهدف الاعتراف المتبادل بهذه الخصوصية الغنية. وهذا التلاقح الفني والأدبي لا يعني فقدان خصائص كل جنس على حدة.
تحضر هذه التظاهرة الثقافية والفنية أسماء لها وزنها في جغرافية الإبداع، مكتوبا كان أو مسموعا أو مرئيا، ضمن لقاءات مباشرة في ما بينها ومع الجمهور والمهتمين أيضا لقراءة الأعمال وإبراز جوانبها الإبداعية والفنية في إطار موائد مستديرة ومحاضرات ومناقشات حرة.
وسيشكل قصر مولاي حفيظ، الذي يُعد معلمة تاريخية عريقة بمدينة طنجة (شُيد في القرن السابع عشر)، فضاء لمختلف أنشطة المعرض وقلبه النابض، من الصباح الباكر إلى ساعة متأخرة من الليل، حيث يتوفر على أروقة للعروض التشكيلية وقاعات للمحاضرات وفناءات للقاءات حرة وتفاعلية تستوعب كل الأفكار والإبداعات.
ففضلا عن المعرض، الذي يحتوي على الكتب في شتى المجالات الإبداعية، يمكن للزائر متابعة المعارض التشكيلية والقراءات الشعرية والروائية والقصصية المُنظمة والحرة (المفتوحة) وكذا عروض مسرحية وأيضا الموسيقى والرقص بمختلف تجلياته. كما تُنظم محاضرات محورية، تكب كلها في الشأن الإبداعي طيلة مدة المعرض تحمل عناوين متجددة بمشاركة كتاب ومبدعين أمثال الشاعر عبد اللطيف اللعبي والكتاب فؤاد العروي ودانييل ماكسمين وعبد الرحمان طنكول وخوان بارجا والكاتب السينمائي الأفغاني عتيق رحيمي والسينمائيين أحمد المعنوني وجيلالي فرحاتي وغيرهم.
ومن بين العناوين الرئيسية للندوات نذكر من بينها ” اختيار رجال العلوم للإبداع الأدبي والفني ” و ” الإبداع والفكر” و ” الانتقال من الصحافة إلى الأدب ” و ” طنجة في ملتقى الفنون والأدب ” و ” هل ترث السينما الكتابة الأدبية ” و ” الإبداع والفنانون كمواضيع أدبية ” و ” حقائق الكتابة السينمائية بالمغرب ” وعناوين أخرى كثيرة.
يسعى المنظمون لجعل هذه التظاهرة ملتقى للثقافة بحمولتها الحقيقية وليس مجرد سوق لبيع الكتب وترويجها كأي سلعة لذا فكروا في الفقرات المُشار إليها أعلاه حتى يكون المستهلك للكتاب واع بموقعه الثقافي ودوره في تطوير الإبداع ومشاركا فيه بشكل إيجابي.