كتاب شافاز لأوباما صعب القراءة..

هل تصلح الثقافة ما أفسدته السياسة.

لم يكن كل العالم يسمع قبل هذا الأسبوع بكتاب “شرايين أمريكا اللاتينية المفتوحة.. خمسة قرون من نهب قارة” سوى المثقفين اللاتينيين الناطقين باللغة الاسبانية. ولكن في مؤتمر الأمريكتين الذي أقيم في دولة ترينداد توباغو تقدم الرئيس الفنزويلي هوغو شافاز من نظيره الأمريكي باراك أبوباما وسلمه هذا الكتاب الذي ألفه أحد المثقفين اليساريين من الأوروغواي وهو الصحفي إدواردو غاليانو في السبعينات وأعيدت طباعته أكثر من مرة.

شافاز يهدي كتاب غاليانو لأوباما

بهذه الهدية الرمزية انتشر هذا الكتاب في العالم وأصبح بين يوم وليلة يتصدر قائمة مبيعات الكتب. وقد ذكر الموقع العالمي  أمازون دوت الكوم (amazon.com ) المتخصص في البيع الإلكتروني للكتب بأن كتاب غاليانو قد قفز إلى المرتبة 11 على قائمة مبيعات الكتب العالمية بعدما كان قبل يوم واحد من لقاء شافاز بأوباما يحتل المرتبة 60 280 فقفزت نسبة مبيعاته إلى نسبة 466 %.

غلاف الكتاب باللغة الأنجليزية

وقد قبل الرئيس أوباما هذه الهدية ولكن ليس من المؤكد أنه سيقرأه وهو يوصف بأكثر رؤساء االولايات المتحدة قراءة وكتابة. ومن الصعوبات التي تعترضه لقراءة هذا الكتاب أنه لا يعرف اللغة الإسبانية وهذا ما صرح به الناطق الرسمي بالبيت الأبيض روبارت غيبس في رده على سؤال الصحافيين هل أن أوباما سيقرأ الكتاب أم لا.
فيما كان رد أوباما على الهدية بقوله “اعتقدت أنه كتاب لشافاز وسأهديه أحد كتبي.”
ولاحظ المراقبون أن أوباما قد خطف بحضوره في هذه القمة الأضواء التي استأثر بها شافاز في أمريكا الجنوبية. وقد صافح الرئيس الأمريكي نظيره الفينزويلي ثلاث مرات في اليوم الأول لهذا الملتقى الإقليمي بحرارة ملحوظة رد عليها شافيز في اليوم الثاني بهذه الهدية الفريدة.
 
وليست هذه أول مرة يقحم فيها شافاز الثقافة والكتاب في التسويق لخطابه الدبلوماسي المعادي للولايات المتحدة الأمريكية. ففي 2006 عرض شافاز أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كتاب عالم اللسانيات والحقوقي المشهور ناعوم تشومسكي “الهيمنة أو البقاء: الاستراتيجية الإمبريالية للولايات المتحدة الأمريكية”. واعتبره دليلا لمثقف أمريكي على فساد سياسة بلده.

الكاتب غدواردو غاليانو 
 

ويعتبر صاحب الكتاب الصحفي إدواردو غاليانو من أشهر القادة اليساريين المناهضين للإمبريالية في أمريكا اللاتينية. وهو من الأسماء المساهمة في تأسيس أدبيات اليسار اللاتيني. وقد حاول في هذا الكتاب أن يرصد مختلف انتهاكات حقوق شعوب أمريكا اللاتينية منذ الغزو الأوربي لها حتى صعود الولايات المتحدة كقوة مهيمنة على المنطقة والعالم. وفي مقال له في لوموند ديبلوماتيك الفرنسية نشر في أغسطس 2004 اخنزل رؤيته في الكتاب وشبه غاليانو القوى الاستعمارية المتعاقبة بمروض الدببة الذي يعذب الدب في الخفاء لكي يجبره على الألعاب البهلوانية التي ليست من أصله ولكنه في السيرك يبدو وديعا معه.


إعلان