افلام متنوعة في توثيق جمالي لحياة وهموم الغجر
![]() |
نظمت لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان بعمان احتفالية مخصصة لحياة الغجر في السينما، بحيث اختارت نماذج سينمائية تتبعت العديد من التفاصيل والاحوال الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية لشريحة الغجر، التي تعيش على هامش المكان والبيئة، المتحررة من ضوابط وقيود وقوانين تحكم ركائز المجتمع القاطنة فيه.
نجحت الافلام الاربعة ” قابلت غجرا سعداء ” لليوغسلافي الكسندر بيتروفيتش، و ” قط اسود وقط ابيض” لامير كوستاريكا، و “من يغني هناك ” للمخرج سلوبدان سيجينس، بالاضافة الى الفيلم الشهير ” مخيم الغجر يصعد الى السماء ” للروسي اميل لوتيانو، في تسليط الضوء على واقع وأنماط وسلوكيات، وهي تكشف في الوقت ذاته عن طموحات وامال وعذابات انسانية تفييض بحرارة التواصل، انجزت في توثيق بديع فطن،بعضها محاط ببناء درامي بسيط، يغرف من العادات والاعراف والتقاليد السائدة في بيئة الغجر.
بحذق وحرفية، تنهل من تيارات السينما التجريبية والوثائقية، جاءت اشتغالات صناع تلك الافلام على الوان من التفاصيل الثرية في العلاقات اليومية للغجر، الذين طالما ظلت مواضيعهم وقضاياهم مغيبة عن الشاشة.
وعلى رغم التباين في اساليب مخرجيها فانها شكلت صورا بليغة تجسد واقع هذه الشريحة الانسانية داخل تحولات جذرية، واظهرت حالات من العاطفة والوجدان والسلوكيات لافرادها، داخل منظومة من الاحداث والشخصيات في بيئته غجرية اشبه بالمغلقة، ونظرة الآخر له كمتمرد على ضوابط المجتمع!.
صورت تلك الاعمال مجتمعة حياة الغجر على اطراف من المدن كمهمشين منبوذين، لكنهم في فضاءات الطبيعة كانوا يمارسون حياتهم بكل اندفاع وتهور، بارعين في امتطاء الجياد والاستحواذ على ما يلزم من قوتهم اليومي،وكل ذلك يسري في اجواء من الطبيعة وتداعيات الاحداث بمصاحبة من الموسيقى والاغنيات الغجرية العذبة، بدت فيها مظاهر البؤس والفقر والبساطة والحرمان أو في امتلاك وسائل الرفاهية، وكل ذلك يسري في اشكال من التشويق الحافل بالمفاجاءات والاحداث الغرائبية، بحيث غدت تلك الافلام من افضل انجازات الواقعية التعبيرية والسحرية .
لا يغفل صناع تلك الافلام عن محاكاة مواضيع ساخنة يعيشها العالم من خلال حراك مجموعات الغجر، وما تتمتع به من الوان الدعابة السوداء والمواقف الطريفة، التي تصل الى درجة الجنون بحيث نجحوا في فضح الكثير من ممارسات الواقع وفساده، والتأشير عليه من خلال تناولهم الرائع لثقافة الغجر، وهي تعرض وتطرح ادق التفاصيل فيما يحيط ببيئتهم من احداث عصيبة عميقة الاشارات والدلالات، وما تفيض به من احاسيس ومشاعر بلغة الرقص والموسيقى والغناء فمن المعلوم ان تسمية الفلامنجو أشهر فنون الرقص في أسبانيا ارتبط بالتراث الغجري، الذي امتد ليشتمل على الغناء والرقص والعزف على الغيتار بالإضافة الى حركات الاجساد والتصفيق الجماعي أو الفردي، بحث تغمر فيه المتلقي فيه بلحظات العذوبة والفرح أو الألم و الحزن.