العرض الأول لفلم “من الرمل إلى الإسفلت”

بدت المخرجة الفرنسية الشابة “ليسيل موسيى” مسرورة وهي تقدم للجمهور ـ لأول مرة ـ فلمها الأول “من الرمل إلى الإسفلت”.. وبما أن العرض كان خاصا، ضم مجموعة الأشخاص الذين عملوا بالفلم، إضافة إلى بعض الصحفيين المهتمين بالشأن السينمائي، فقد تم في جو احتفالي مهيب.

الفلم محاولة لرصد التغييرات الإيجابية ـ وكذلك السلبية ـ التي جاءت مع الطريق المعبد  الجديد الرابط بين أكبر مدينتين في موريتانيا، العاصمة نواكشوط، والعاصمة الاقتصادية انواذيبو المدينة التي تنام في حضن البحر على الحدود الموريتانية المغربية.. هذا الطريق ربط موريتانيا بالمغرب أي بأوروبا من جهة، وكذلك ربط أوروبا بإفريقيا الغربية من جهة أخرى.. فضلا عن ربطه مناطق من القارة الإفريقية بأخرى.

ليسيل موسيى

حاولت المخرجة أن تستنطق من خلال الفلم عالم الانتربولوجيا الراحل الذي شغف حبا بموريتانيا “تيودور مونو” من خلال عملية استرجاع ـ أو فلاش باك ـ مثيرة للاهتمام، فحينما كان مونو عاكفا على كتابة مؤلفه الشهير “الجمالة” في ثلاثينيات القرن الماضي، لم تكن هناك أمارات تدل على أن الطرق يمكن أن تمر من هنا ذات يوم، بين بحر الماء وبحر الرمال.. بين المحيط الأطلسي والصحراء.. لكن المعجزة حدثت فما الذي  حدث أيضا؟
العاصمة نواكشوط أصبحت تعج بالفواكه والخضروات والبضائع الأخرى القادمة من المغرب.. المهاجرون السريون حزموا أمتعتهم وجعلوا من مدينة انواذيبو نقطة عبور إلى أوروبا الحلم.. وقرى قبائل “إيمراكن” التي كانت تتوضع على شاطئ الأطلسي قامت بعملية إزاحة إلى الطريق المعبد، وتركت البحر يندب حظه في صمت دون أن تتخلى عنه بالكامل لأن السمك يظل دائما هو التجارة الرابحة لسكان تلك المنطقة.. أطول قطار في العالم والذي كان يحمل الحديد من مناجم مدينة ازويرات إلى ميناء انواذيبو كان أيضا يقل المسافرين إلا أن الطريق الجديد قد قلب الموازين.

تم تنفيذ الفلم بالتعاون بين طاقم فرنسي وآخر موريتاني إذ أن إخراج الفلم كان بالاشتراك مع المخرج الموريتاني عبد الرحمن أحمد سالم، كما كان الإنتاج مشتركا بين شركة إنتاج فرنسية و” Production 308 ” وهي شركة إنتاج موريتانية.

فريق العمل

وقالت مخرجة الفلم في تصريح لموقع الجزيرة الوثائقية إن هذا الفلم يعتبر بمثابة ابنها الأول، وأنه أخذ منها ثلاث سنوات بين الكتابة والتصوير وقد عاشت في موريتانيا كل هذه المدة خصيصا لإنتاج الفلم.. وأكدت أنها في منتهى السعادة وهي ترى حلمها يتحقق.

يذكر أن الطريق المعبد، موضوع الفلم، قد تم بناؤه سنة 2005 ويبلغ طوله حوالي 470 كلم.


إعلان