اختتام فعاليات مهرجان الأسطى

شعار جمعية درنة

انتهت أمس الأول فعاليات مهرجان الأسطى للفكر والإبداع بمدينة “درنة ” الذي رافق تنظيمه عديد الإرباكات والعوائق.
رغم كل ذلك وفي ذات الموعد  17/5/ 2009 م وعلى خشبة المسرح الوطني  أنطلقت فعاليات الدورة الأولى وبدون مقدمات بعرض مسرحي ، ساهم في بناء فكرته علي الفلاح مشاركة مع مخرج العرض ” محمد الصادق ” تناولا فيه علاقة السلطة بالثقافة والفنون  . العرض استثمر كل أشكال الفنون ” تشكيل ، عرض مرئي وثائقي  ، رقص ، موسيقى ، تمثيل  ” لخدمة المنظور العام للعرض  ، أحيا العرض  ذكرى الشاعر ” إبراهيم الأسطى عمر “، كما أحياء المراحل التي رافقت إعادة  ترميم  ” جمعية بيت درنة الثقافي ” من خلال شريط وثائقي أعده ” نزار الهنيد ” . شارك في عرض الإفتتاح  الممثل ” منصور سرقيوة ” صحبة شباب بيت درنة الثقافي  .
بعد عرض الإفتتاح توجه المشاركون إلى باحة ” البياضة الحمراء ” ومنها إلى معرض الفنون التشكيلية الذي كان مزيجاً متنوعاً ” نحت ، فوتغراف ”  إلى جانب معرض للوحات التشكيلية “يختصر  المشهد الإبداعي بمدينة ” مصراتة ”   ساهم في تقديمه   ” مصباح الكبير ، عادل إمعيتيق ، محمد الأمين ، عادل فورتية ، عبدالرحمن سعيد  ” إلى جانب  ” محمد زعطوط ، فتح الله بوعزة ، أيمن الحبوني ، يوسف مكرم ” من فناني درنة .
الزاوية العيساوية قدمت  استراحة  صوفية تصاحبها الدفوف ، تجلى في رحابها المشاركون ، ومنها إلى معرض توثيقي فوتغرافي يروي سيرة فرقة درنة للفنون الشعبية بمقر الفرقة .
الحضور السينمائي مثله أربعة مخرجين من خلال  سبعة أفلام فقد قدم المخرج ” محمد المسماري ” شريط ” الأصابع الناعمة ” وهو بمثابة تحية إلى أطفال الحجارة . أما المخرج ” صلاح قويدر فقد قدم شريط ” سيرة ثلث الجسد ” قصة وسيناريو ” القاص ” سالم الأوجلي ” يدين فيه الخراب الذي تخلفه الحروب . أما المخرج ” عبدالسلام حسين ” يقدم في شريطه ” الوزارة ” إدانة للبيروقراطية بلغة سريالية . المخرج ” ناجي أبوسبعة ” يناقش فكرة الميلاد والموت في شريطه ” التابوت ” من خلال شخصية نجار _ الممثل” حسني ساسي ” _  يحيل ركام تابوت إلى مهد طفل ، وفي شريطه ” إشراق ” يدين أشكال القمع  ، بطولة “علي الشول ” . المخرج ” عبدالله الزروق ” يهدي شريطه ” أحلام صغيرة ” إلى روح المخرج السينمائي الراحل ” محمد الفرجاني ” والذي يسجل فيه تاريخ السينماء الليبية ، بمناسبة مرور مائة عام على ميلاد السينماء ،  بطولة ” الطاهر القبايلي ، خدوجة صبري ، عبدالرزاق أبورونية ، إنتصار بوشناق ” . وفي شريطه ” الأجنحة ” ينحاز ” الزروق ” إلى الشخصيات المهمشة المتمثلة في شخصية  ” الملقن المسرحي  ” _ الممثل “محمد بن موسى ” _  في مواجهة شخصية ” المخرج ” _ الممثل ” محمد أبورونية ” _   الشريط بطولة ” خدوجة صبري ، عبدالمجيد الميساوي ، الطفل ساري الجازوي ، أمال بوشناق ” . قدمت هذه الجرعات السينمائية المتباينة في نفس واحد وفي زمن لا يتجاوز الساعتين لتنهي فعاليات اليوم الأول من المهرجان .
اليوم الثاني  من المهرجان قدمت على خشبة المسرح الوطني مسرحية ” الإطار ” التي أعدها بتصرف  المخرج ” عبدالسيد آدم ” عن قصة للكاتب السوري ” وليد إخلاصي ” تناول فيها اليومي المحلي  لم يتناسى التركيز على  التفاصيل الصغيرة في إطار كوميدي أسود .
في يوم المهرجان الثالث كان براح الشعر ، حيث خرجت  الأمسية الشعرية عن المالوف حيث اعتمد لها شكلاً مسرحياً أبطالها الشعراء  ، عندما  حاول  المخرج الشاب ” نزار الهنيد ” كسر الألية المعتادة لإلقاء النصوص الشعرية ، بتقسيم مناطق الفضاء المسرحي إلى مستويات حيث احتفظ  الشاعرين المخضرمين ” راشد الزبير السنوسي ” والشاعر ” محمد الشلطامي ” بمنبرهما ، بينما تنقلت الأصوات الشابة  ” حواء القمودي ، سعاد سالم ، علي الربيعي ، نعيمة الزني ” كل حسب المنطقة الضوئية المخصصة له في مقدمة المسرح. العفوية التي أسبغها المخرج على العرض عند إختياره الطفلة ” يارا ” عشر سنوات لتقوم بمهام تقديم الورود للشعراء والشعراء للحضور   .

فتحية عاشور مع طالباتها
بينما أحتلت شخصية المهرجان المربية ” السيدة / فتحية عاشور ” مساحة بعرض شريط وثائقي يحكي سيرتها  “فوتغرافيا “منذ تخرجها  من جامعة الملك فاروق _” القاهرة حالياً “_ سنة 1948 م ليسانس أداب قسم اللغة الإنجليزية ، إلى توليها إدارة مدرسة درنة للبنات ، ثم إدارة المنطقة التعليمية لمحافظة درنة عام 1965 م إلى عام 1969 م حيث أحيلت إلى الخدمة المدنية ، ومنها  إلى وزارة التربية والإرشاد القومي عام 1971 م ، وبقرار من رئاسة الوزراء تم تكليفها موجهة لتعليم الراشدات بمنطقة درنة ، توفت في ولاية فرجينيا بأمريكا 9مايو 2008 م .
نهاية الأمسية كانت تحية للشاعر ” مفتاح العماري ” بقرأة مختارات من أشعاره قدمها الممثل ” علي أحمد سالم ” الذي جسد شخصية ” بلال ” في شريط ” الرسالة ” إخراج الراحل  ” مصطفى العقاد ” . صاحب الأمسية ” عازف عود ” وعرض شرائح ” لوحات تشكيلية ” بتوقيع التشكيلي ” عادل جربوع ” . أحب أن أشير بأن العرض كان تحت إشراف الصحفي والناقد ” أحمد الفيتوري ” . 
أختتم المهرجان بحفل موسيقي أحياه الفنان ” محمد نجم ” الذي غاب على الساحة الإبداعية أكثر من ثلاثة عقود ، حيث بدأها بأغنيته الخالدة ” ليبيا نغم ” وقدم أغنية مهداة للمهرجان من ألحان ” عادل عبدالمجيد ” وكلمات ” فرج المذبل ” . شارك في إحياء الحفل الفنان ” خالد الزواوي ” وختمها الفنان ” عادل عبدالمجيد “.

         

بريشة الطفولة

إعلان