حلاق إشبيلية تنير سماء مسرح صبراتة الأثري
يبدو أن الحفل الموسيقي الذي أحيته فرقة “أكسنتوس” الفرنسية العام الماضي على مسرح صبراتة الأثري ، هو الذي شجع المركز الثقافي الفرنسي لتبني فكرة مشروع عرض أوبرالي متمثلاً في أوبرا “حلاق اشبيلية ” في ذات المسرح . وهو العرض الثاني الذي يحمل ملامح مسرحية يشهده هذا المسرح الأثري – الذي يعود بناءه للقرن الميلادي الثاني – منذ مستهل السبعينيات من القرن الماضي حيث عرضت مسرحية ” الزير سالم “للكاتب ” ألفريد فرج ” ومن إخراج الراحل ” الأمين ناصف ” .
اختارت فرقة ” بيل ارث” أوبرا “حلاق إشبيلية ” إحدى أشهر أعمال ثلاثية الكاتب الفرنسي الأمريكي ” دي بومارشيه ” المسرحية ، التي ألفها في القرن الثامن عشر _ حلاق اشبيلية ، زواج فيجارو، الأم المذنبة _ التي تدور أحداثها في مدينة إشبيلية ، وهي عبارة عن صراع بين “الكونت ألمافيفا ” و ” الدون بارتولو ” على من يحظى برضى الحسناء ” روزينا ” التي تميل للكونت المافيفا ضد رغبة وصيها الدون بارتولو ، وبمساعدة من الحلاق ” فيجارو ” الذي استطاع جمع ” روزينا ” بعشيقها ” الكونت المافيفا ” من خلال العديد من المواقف الكوميدية .
ويذكر بأن ” جـيـوفـانـي بايسـيـلـيـو” أحد أهم أساطين الأوبرا الإيطالية أول من قام بإعداد هذه المسرحية أوبراليا مع الحفاظ على فكرتها وعنوانها الأصلي عام 1782م . ورغم الشهرة التي يحظى بها ” باسيليو ” في التأليف الموسيقي إلا أن ” حلاق إشبيلية ” لم تنل حظها من البريق والخلود إلا على يـد عبقرية مواطنه ” جواكينو روسّيني” حيث عرضت لأول مرة على خشبة مسرح الأرجنتين بروما عام 1816م ومن إخراج جون دى مين . إلى جانب ” حلاق إشبيلية ” ألف ” روسّيني ” العديد من المؤلفات الأوبرالية مثل ” عُطيل ، الكونت أوري ، ويليام تل ، ستابات ماتر”. متفرداً بحس مؤثر له وقع آخاذ في نفوس مستمعيه الأمر الذي جعله يحسب من خيرة عمالقة التأليف منذ ذلك الوقت وإلى عصرنا هذا .
![]() |
من العرض |
بحضور أكثر من 1500 متفرج عرضت أوبرا ” حلاق إشبيلية ” بقيادة قائد الأوركسترا “فريدريك دولوش”، وبمشاركة أكثر من ثلاثون فناناً عالمياً ، سبعة منهم مغنّين فرديّين، وممثّلا واحداً..
قاد هذا العمل المخرج “برونو ستريف” الذي يحمل في رصيده العديد من الأعمال أهمها أوبرا (ميراي) لـ”جونود”، و (كارمن) للموسيقار الشهير (بيزيه)، كما يحسب له تنظيم مهرجان الموسيقار ” جواكينو روسّيني” ، حيث عرضت هذه الأوبرا على مسرح أوبرا (ريجو) بمدينة بارما الإيطالية ، صيف العام 2000م.
ويذكر بأن فرقة (بيل آرت) أسست 1992م بفرنسا برئاسة “ريتشارد بوداهام”، حيث رافقت كبار الفنانين المنفردين لأكثر من ثلاثمائة حفل ، مثل (إيغور واستراخ ، رولاندو فيلازوني، بيتر كالمان، توماس باطور ، آلدو شيكوليني، سومي جو ، يوري بوكوف، كريستوف بوليي، جان مارك فيليب) . كما قدمت العديد من العروض الهامة منها سبعة عشر عرضاً لأوبرا ” زواج فيغارو” في أجمل قصور فرنسا عام 2002م، وثلاث حفلات لأفضل موسيقى الأفلام لــ”فلاديمير كوزما” بــ(غران ريكس) عام 2005م.
تجدر الإشارة إلى أن المخرج “برونو ستريف” أستعان في عرضه بخبرات تقنية ليبية لإدارة التقنية والإضاءة مثل ” فتحي سلامة ، إبراهيم المزوغي ،أمير زقلوط ، عادل الفكحال ” .