وثائقي يوناني عن قتل الصحفيين في فلسطيين والعالم
يعد مجموعة من الصحفيين والتقنيين اليونانيين فيلما وثائقيا بعنوان ” الموت لأجل الحقيقة” يرصد حالات التعدي على الصحفيين في أنحاء متفرقة من العالم، مع التركيز بشكل رئيس على العراق منذ وقوعه تحت الاحتلال الأمريكي.
ويرصد الفيلم الذي من المقرر أن يظهر نهاية العام الحالي العديد من حالات القتل والتعدي على الصحفيين مظهرا الجانب الإنساني من هذه المأساة عبر مقابلات مع ذوي الصحفيين المفقودين وأطفالهم وأصدقائهم الذي يتكلمون عن ذكرياتهم مع الصحفي الفقيد.
الصحفي اليوناني نيكولاوس ميغريليس صاحب فكرة الوثائقي والمنسق لها أوضح للجزيرة الوثائقية أن الفكرة انطلقت من التقرير السنوي الذي تصدره المنظمة الدولية للصحافيين ومنظمات أخرى ويتناول الصحفيين الذين يلقون حتفهم أثناء تأديتهم لواجبهم المهني خاصة أثناء تغطية الحروب والنزاعات المسلحة أو في المناطق التي تعاني من غياب الديمقراطية.
وأضاف ميغريليس أن 150 صحفيا يقتلون في المناطق المشار إليها بشكل سنوي، وانخفض هذا العدد السنة الماضية الى ما دون المائة، مما دفع المنظمة الدولية للصحفيين غالى الضغط باتجاه إصدار قرار من الأمم المتحدة بخصوص حماية الصحفيين في مناطق النزاعات.
وربط ميغليريس بين مهنة الصحافة وبين الحقيقة التي قد يكون ثمنها حياة الصحفي نفسه، حيث إن معرفة ما يجري في مناطق النزاعات وخاصة الانتهاكات التي تقع بحق المدنيين منوط بوجود الصحافة فيها بشكك خاص، ولولا هذه التضحية الصحفية لما عرف العالم أي تفصيل عما يجري في الحروب من جرائم وتعديات وفظائع، أو المآسي التي تقع في المناطق التي تتعرض لكوارث طبيعية.
وأضاف إن الكثير من القوى تحاول إظهار الحرب وويلاتها على أنها لعبة الكترونية لا تسيل فيها دماء المدنيين ولا تدمر بيوتهم أو يهجرون، بل يتبادر إلى الأذهان أن كل ما يجري فيها منظم بشكل كبير، وكأن الأسلحة الذكية تصيب العسكريين ومقراتهم فقط
.
| ||
ويحاول الفيلم الوثائقي إيضاح مسألة مهمة أنه لا يجري أي تحقيق جدي أو مساءلة إزاء قتل الصحفيين في هذا البلد وفي مناطق أخرى للنزاع. كما يعرض الفيلم قصة الصحفي الإيطالي إنزو بالدوني الذي اختطف من قبل جماعة مسلحة أثناء تغطيته الأحداث في النجف صيف عام 2004، ثم ما لبثت تلك الجماعة أن قتلته بعد ساعات قليلة.
وأشار الى أن الفيلم اهتم في لفتة إنسانية برسالة كتبتها زوجة الصحفي طارق أيوب تشير فيها إلى ابنتهما الطفلة التي افتقدت الأب الذي يروي لها القصص والحكايات كما لن يشاركها فرحتها حينما تكبر وتتزوج، وفي المقابل يظهر قصف فندق فلسطين وقتل الصحفيين الأجانب فيه المسألة التي مرت دون أي تحقيق جدي، وهو الأمر الذي يحدث بشكل دائم وفي أكثر أماكن النزاعات.
وأورد ميغليريس مقارنة بين الصحفيين الذين قتلوا في حرب فيتنام التي استمرت عشرين عاما وبين حرب العراق الأخيرة، حيث بلغ عدد الصحفيين المقتولين في فيتنام 62 صحفيا، بينما قتل في حرب العراق 272 صحفيا، وهذا يدل على أن الصحفيين أصبحوا هذه الأيام هدفا للقتل والترويع بهدف إسكات أصواتهم وأقلامهم التي تنقل للعالم الحقائق والوقائع.
وحول مجرى الوثائقي أوضح ميغريليس أن يتم تصويره في بغداد وإسبانيا ودول أخرى، حيث يتحدث إلى أصدقاء الصحفيين وذويهم.
وأشار إلى خطورة غياب الصحفيين عن مناطق الأحداث بسبب عمليات استهدافهم، مما يعني أن المآسي الإنسانية ستقع دون أن يدري بها أحد أو ربما تكشف لاحقا بعد فوات الأوان، مما يعني حروبا أكثر وحشية وجيوشا أكثر عدوانية وإجراما، معتبرا أن من أهداف الفيلم التي تعتبر طموحة نوعا ما الوصول إلى محاكمة المسئولين عن قتل الصحفيين وإيذائهم.
ويعمل في الفيلم صحفيون ومنتجون وتقنيون يونانيون معروفون على الصعيد الدولي بجودة إنتاجهم، وسيعتمد الفيلم اللغتين الانكليزية واليونانية، ويهدف المنتجون إلى عرضه في أكبر عدد ممكن من دول العالم.