المخيمات الفلسطينية في معرض في أثينا
![]() |
افتتحت جمعية ذاكرة اللبنانية معرض صور في أثينا عن المخيمات الفلسطينية في لبنان وأحوالها وحياة الأطفال فيها بشكل خاص.
يتميز المعرض الذي جاء تحت عنوان ” لحظة” بأن جميع صوره تم التقاطه عبر الأطفال الفلسطينيين أنفسهم حيث ترك المجال لهم في تصوير ما يعتبرون أنه حياتهم وخصوصياتهم في المخيم الذي هو عالمهم الكبير.
وتعرض الصور لحظات مختلفة من الفرح واللعب والحزن والتأمل يعيشها الأطفال في مخيمهم، كما تعرض صور للمأساة الأخيرة التي تعرض لها مخيم نهر البارد شمال لبنان حيث اضطر أكثر من 45 ألف لاجئ فلسطيني لترك منازلهم واللجوء الى المناطق المجاورة ولا يزالون هناك حتى اليوم.
وتقول لينا سحاب من جمعية ذاكرة إن مشروع “لحظة” كان يهدف أن يثبت للأطفال الفلسطينيين أن المستقبل يحمل إمكانيات عدة لكل واحد منهم، كما للأطفال الآخرين في سنهم، حيث يتيح لهم المشروع تعلم التصوير كوسيلة هامة للتواصل، ومنحهم فرصة مهنية من خلال تأمين تدريب محترف يسمح لهم بتحسين مستوى معيشتهم وتطوير معارفهم المهنية.
وأضافت سحاب إن مشروع ‘لحظة’ يهدف منذ بدايته إلى مساعدة أطفال المخيمات الفلسطينية الذين شاركوا في المشروع وتتراوح أعمارهم ما بين 5 الى 12 سنة ويتوزعون على المخيمات الفلسطينية ال12 في لبنان.
وتم اختيار هذه الفئة العمرية كما تقول سحاب على اعتبار أن هؤلاء الأطفال يستطيعون فهم المهمات المطلوبة منهم ومتابعتها،وفي الوقت ذاته، لا يزالون يحافظون على براءتهم وعفويتهم وصدقهم في التعبير عن مشاعرهم واختيار صورهم.
![]() |
وعن سير المشروع تقول إنه تم توزيع 500 كاميرا احادية الاستعمال (disposable) على 500 طغل مشترك في كافة المخيمات الفلسطينية، و تم اختيارهم بناء على اختبار فني يقوم على أن يقدم كل واحد من الأطفال رسما خاصا به، ثم اجتمعت لجنة فنية من الجمعية تفحصت الصور المقدمة واختارت المشاركين.
وهكذا تم اختيار الأطفال وفقا لقدراتهم الإبتكارية ومواهبهم الفطرية وقدرتهم على الإبداع والتصوير المتميز للوقائع والأحداث اليومية التي يعيشونها وقد تبدو عادية للكثير من المراقبين.
وفي نهاية المشروع تم اختيار أجمل 140 صورة وصدرت بكتاب لحظة، الذي أطلق خلال معرض في مدينة بيروت في حزيران 2008.
وصور الأطفال لحظات من حياة المخيم اليومية حيث كان في صورهم أعراس من المخيم ولعب أطفاله وابتكارهم لبعض الألعاب في مسعى منهم للتغلب على حياة القسوة والحرمان التي يعيشونها، كما جسدت صورة فريدة حزن طفلة تنظر الى أطلال مخيم نهر البارد في حسرة وتأمل.
وعن الجمعية قالت سحاب إن جمعية مهرجان الصورة – ذاكرة عبر مشروع لحظة تأسست عام 2007، وهو مشروع أقامه المصور الصحافي رمزي حيدر، لإتاحة الفرصة لأطفال المخيمات الفلسطينية للتعبير عن مشاعرهم، هواجسهم او حتى غضبهم.
ويشترك في نشاط الجمعية مصورون لبنانيون من الصحافة المحلية والأجنبية، وانطلقت’ذاكرة’ كمجموعة وكانت اولى مهامها الذهاب الى المخيمات، وتدريب الاطفال على المبادئ الأساسية لفن التصوير الفوتوغرافي.
تنظم الجمعية معارض وورش عمل للمصورين المحترفين والمبتدئين ودورات تدريب حول فن التصوير وأصوله، كما تهتم بوضع التقارير حول النشاطات المذكورة ونشرها.
وتهتم الجمعية كذلك بتصوير أوجه مختلفة من الحياة البشرية وتسجيل تجارب إنسانية من خلال الصورة لحفظها وابقاءها للأجيال القادمة حفاظا على الذاكرة، كما تهتم بالترويج لبيروت كعاصمة فنية وثقافية، إضافة إلى تعزيز الدور المهم الذي يلعبه التصوير في توثيق الأحداث التاريخية، ومنها النشاط السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والفني في لبنان والعالم مع التشديد على تعزيز دور التصوير و على قيمة الصورة في تأكيد صدق المراسل ودقته.