بالمناسبة : أخطار تهدد حياة المحيطات

بمناسبة الاحتفاء والتذكير بيوم البيئة العالمي تبث الوثائقية لأول مرة فيلما وثائقيا بعنوان ( أخطار تحدق بحياة المحيطات) بدءا من يوم الجمعة الموافق 5/6/2009 من الشهر الجاري ولمدة أسبوع وفي أوقات مشاهدة مختلفة .
الفيلم عبارة عن رحلة في كوكب الأرض لتقصي أسباب اختفاء العديد من الحيوانات البحرية مثل البطاريق وكلاب البحر والسلاحف ودلافين اليابان.
جميع هذه الحيوانات وغيرها تواجه أخطارا حقيقية بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث أصبحت المحيطات اليوم بيئة مقفرة في أجزاء كبيرة منها، مما يوحي بالأخطار المحدقة.
السؤال الكبير الذي يطرحه الفيلم هو : كيف سمحنا بذلك؟
ومن خلال استعراض تداعيات هذا السؤال والبحث عن إجابة له نتابع عبر رحلة بصرية مشوقة ومحزنة في نفس الوقت أمثلة لهذه الأخطار في أماكن عدة، كما يحدث مثلا عندما نزور أماكن صيد سمك (القد) الذي كان حرفة مزدهرة ثم تعرضت للانهيار في عالم أصبحت الكائنات البحرية فيه تختفي بسرعة بسبب السفن والجرافات العملاقة التي تجوب المحيطات والبحار جارفة كل ما في طريقها ومدمرة بذلك البيئة البحرية التي تعيش فيها تلك الكائنات البحرية التي أصبحت مهددة بالانقراض لأول مرة في التاريخ.

كما يبحث الفيلم في الصورة المخادعة التي ترسمها الأسواق وحركة الاستهلاك عندما تعطي تصورا خاطئا بالوفرة فيما تكون الحقيقة عكس ذلك، وهو ما يحدث مثلا في أسواق السمك التي تمنح أحساس الوفرة بينما الحقيقة هي أننا نستهلك ما تبقى من هذه الثروة والذي لا يتعدى نسبة 10% .
كما يناقش هذا الفيلم المتنوع في بحوثه مسألة الثقافة الشعبية وآثارها التي قد تكون مدمرة في هذا الشأن، ونسترجع معه آثار أدبية وفنية مثل رواية الشيخ والبحر لارنست همنجواي وفيلم الفك المفترس الذي ظهر في منتصف السبعينات، وكيف لعبت مثل هذه الأمور دورا سلبيا في رسم تصورا خاطئا تجاه الحيوانات البحرية ووضعتها في موقع العدو.

بالإضافة للمثل المعروف مات ديمون الذي يقوم في الفيلم بدور المعلق والمتسائل، يشتمل هذا الفيلم على نخبة من العلماء والمحللين وشهود العيان حيث يتشارك الجميع في محاولة تطوير طرق لحماية الحيوانات البحرية.
أنه فيلم يحفل بالصور الجميلة والمتنوعة حيث الجمال الأزرق وكائناته المذهلة التكوين والروعة، وهو أيضا قصة محزنة لشراهة البشر وقسوتهم وبحثهم الدائم عن المزيد غير المشروع، فكل الدلائل تقول أن اختفاء الكائنات البحرية والبرية هو في الواقع مقدمة لأنواع أخرى من الاختفاء  لن تتوقف حتى تصل للبشر نفسه.


إعلان