وثائقيّ يؤرخ أربعة عقود من حياة أديب بحريني

نتهى المخرج البحريني الشاب أسامة الماجد من تصوير فيلم وثائقي عن حياة الأديب الراحل محمد الماجد، أحد أهم الذين ساهموا في تأسيس الحركة الأدبية الحديثة في البحرين منذ ستينات القرن الماضي. ويسلط الفيلم الضوء على سيرة الأديب المتوفي في العام 1986 من خلال حبكة تمزج  بين الوثائقيات المأثورة عن الراحل كالصور  والتسجيلات الحية النادرة بعناصر الدراما عبر بعض المشاهد التمثيلية.
وقال المخرج وكاتب النص الذي تربطه بالراحل علاقة بنوّة “حاولت اختزال رحلة والدي في زمن قصير لا يجاوز الأربعين دقيقة، على أنه يغطي بشمولية كافة جوانب شخصيته”.
ويتضمن الفيلم الذي أسماه “محمد الماجد والبحث عن الزمن الضائع” شهادات من معاصري الأديب الراحل ورفقاء دربه وأصدقائه، ومنهم: الشاعر قاسم حداد، الشاعر علي الشرقاوي، الصحافي علي صالح، وزوجته الشاعرة حمدة خميس إضافة إلى اثنين من أشقائه.
ويعد محمد الماجد أحد أهم شخصيات الأدب في البحرين، فقد ساهم في تأسيس أسرة الأدباء والكتاب في العام 1969. كما انخرط إلى جانب زملاء جيله في النقاشات التي كانت تدور آنذاك بشأن مستقبل الأدب واتجاهاته الجديدة من خلال شغله منصب مدير تحرير مجلة الأضواء في الفترة من 1965 إلى 1975.
ويقوم بدور الراحل في مرحلة طفولته حفيده الصغير محمد الماجد الذي يشبهه إلى حد كبير، وفي مرحلة الشباب وصولاً للخامسة والأربعين ابنه أسامة (مخرج الفيلم نفسه) إلى جانب الفنانة الصاعدة زهرة.
ورداً على سؤال، علق الماجد “أخي وأنا الأكثر شبهاً بالراحل. ما استدعى أن نباشر بنفسينا عملية تمثيل الأدوار المطلوبة”.
وشارك السيناريست والروائي أمين صالح بخبرته في عملية المونتاج النهائي للفيلم عبر بعض الملاحظات، وفق ما أوضح المخرج.

المخرج اسامة الماجد

وحول الإخراج قال “الفيلم وثائقي من حيث التكوين الرئيس لكنه يلجأ إلى الدراما لتجسيد بعض المقاطع الزمنية من حياة الراحل”. واستفاد المخرج من بعض الأماكن التي كان يعيش أو يتردد عليها والده  في مناطق الرفاع والحورة والمحرق، والتي ما يزال بعضها يحتفظ  بملامحه القديمة.
وسوف يعرض الفيلم في “أسبوع محمد الماجد الثقافي والفني” الذي ستقيمه عائلة الراحل بمناسبة الذكرى الـ 23 لوفاته في شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
كما سيشارك في مسابقة “المهر العربي” ضمن مهرجان دبي السينمائي المزمع عقده في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وأضاف الماجد رداً على سؤال “يمكن اعتباره الفيلم الوثائقي الوحيد الذي يرصد حياة أديب بحريني بهذه الشمولية، إذ لم يسبق وأن أنتج فيلم في هذا الإطار”.
وللأديب عدد من المؤلفات في رصيده، بينها: “مقاطع من سيمفونية حزينة” 1977، “الرحيل الى مدن الفرح” 1977، “الرقص على أجفان الظلام” 1984. وقد قامت أسرة الأدباء بطباعة مخطوطة لم تنشر له بعد نحو عقد من وفاته تحت اسم “أنت أول من سألني عن اسمي” 1998.
وتابع الماجد رداً على سؤال آخر “الفيلم في مرحلة المونتاج النهائي، ومن المقرر أن يكون جاهزاً في ظرف أسبوع ليس أكثر”.
وقام كل من الصحافي طارق البحار وزينب أحمد من شركة زين للإعلام بإنجاز ترجمة للفيلم للغة الإنجليزية.
ووضع موسيقى الفيلم التصويرية الفنان والمايسترو خليفة زيمان  المونتاج لعبدالله رشدان، والتعليق على أحداث الفيلم ليوسف الحمدان.  فيما قام بالمكياج كل من الماكير جعفر غلوم، وياسر سيف.
وهذا هو الفيلم الثاني في بطاقة المخرج المولود في العام 1968  بعد فيلم “أمنية” الذي أنتجه في العام 2008.  ومن المقرر أن يصدر له فيلم ثالث خلال موسم العيد المقبل تحت اسم “كسرة حب”.


إعلان