مهرجان الإسكندرية يكرم المخرج توفيق صالح
“المخدوعون” هو بداية الوعى السينمائى الحقيقى بالنسبة إلي
الاسكندرية – سميرة المزاحى
رصيد المخرج الكبير توفيق صالح 7 أفلام فقط. ولكن تأثيره في السينما المصرية والعربية يتجاوز هذا الرقم بكثير فأربعة من أفلامه تم اختيارها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية فضلا عن أنها تعكس عن انحيازه الدائم للإنسان وحقه في حياة كريمة لا وجود فيها للفقر والجهل والمرض..
توفيق صالح صاحب “درب المهابيل” والمخدوعون و”صراع الأبطال”، أقيمت له ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي ندوة لتكريمه مع عرض فيلم المخدوعون الذي أنتجته المؤسسة العامة للسينما في سوريا، وجاءت عبارة محمود درويش في بداية الفيلم “اللى ماله وطن ماله في الثرى ضريح”.
![]() |
توفيق صالح مع خيرية البشلاوي مديرة مهرجان الاسكندرية
واستعرض المخرج الكبير توفيق صالح خلال الندوة تجربته في صناعة فيلم “المخدوعون” المأخوذ عن رواية غسان كنفانى “رجال تحت الشمس”، مؤكدا أن هذا الفيلم كان من المفترض أن تقوم بإنتاجه مصر وأن تشارك العراق في الإنتاج استجابة لطلب سعد الدين وهبة، إلا أنهم رفضوا في العراق هذه الفكرة وقالوا “إحنا مالنا ومال فلسطين”، وتعاقدوا مع المخرج علي رضا لإخراج فيلم عن “رحلة الأميرة قطر الندى”.
وقال صالح: “كنت في ذات الوقت تقدمت بموضوعات كثيرة كانت تقابل بالرفض أيضا لأنني على حد قولهم “أسبب المشاكل”،مما سبب لى إحساسا بالمرارة وإضطرنى إلى تقديم طلب إلى صلاح عامر رئيس الهيئة السينمائية فى ذاك الوقت للسماح لى بالخروج من مصر”.
وعن سبب موافقة مؤسسة السينما فى سوريا على إنتاج الفيلم يقول صالح:”لقد تمت الموافقة على الرواية لأنها تمس الواقع السوري ،وتعالج القضية الفلسطينية ،ولكنني كنت قد أعدت كتابة السيناريو من جديد، يجتاحني شعور من الغضب الشديد ،وأعياني المرض بعدما علمت بوفاة الزعيم جمال عبد الناصر ،ولكن سرعان ما خرجت من هذا الألم سريعا لأكتب السيناريو فى زمن قياسى في ثمانية عشرة يوما،وبعد أن كان الفيلم يبدأ بالتقاء أربع شخصيات لبدء الرحلة ويبدأ أحداث الفيلم من خلال الرحلة لكن خوفي على مصر بعد رحيل عبد الناصر حولت ذلك بأكمله إلى البدء بقاعدة أساسية عن فلسطين،وبدأت بالرجل الكبير “أبو القيس” الذي اعتبرته أهم رمز في الفيلم،لذا أعتبر “المخدوعون”هو بداية الوعي السينمائي الحقيقي بالنسبة لي، واختياري للاسم جاء بمثابة رسالة أقدمها إلى اللذين ينخدعون بسراب التخلص من الواقع الخانق ليجدوا أنفسهم في واقع أكثر اختناقا لدرجة الموت”.
![]() |
لقطة من “المخدوعون”
ويتذكر الأستاذ توفيق صالح بداية عرض الفيلم ويقول: “عرض الفيلم في بداياته في صالات العرض في فرنسا ونجح نجاحا كبيرا إلى الدرجة التي قامت فيها جهات مجهولة المصدر بالتهديد بتفجير دور العرض الفرنسية، وتساءلت الصحافة الغربية عن السائق إلى من يرمز!!هل يرمز إلى الحاكم!!”
وأعاد الحاضرون نفس التساؤل عمن يرمز إليه السائق ..فابتسم توفيق صالح ،وقال:” إنتو عايزينى أروح فين؟!