افلام الدقيقة الواحدة برعاية مهرجان الدوحة

إِنْ كنت قد لمحتَ طاقماً سينمائياً منهمكاً بتصوير فيلم ما في أحد معالم العاصمة القطرية الأسبوع الفائت، فأنت بذلك شاهدت لقطةً تاريخيةً في صناعة السينما في المنطقة. إذ كان فريقٌ من الشباب القطريين الطموحين الذي يضم كلاً من فاطمة الرميحي، ومحمد عبد الرحمن، وسارا الجابر، ونوره المعضادي، وتغريد كمال والذين اتخذوا من مدينة الدوحة منصة لهم للتعلم والتمرس على صناعة الأفلام برعاية »مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي«.
وفي هذا الصدد قالت أماندا بالمر، المديرة التنفيذية لمهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي: ” لم يحدث مثل هذا الأمر في قطر سابقاً “. وتابعت بالمر قائلة: “لقد انطلقنا بهدف ايجاد أفلام شيقة هنا، وبالطبع فإن أفضل طريقة لنشر هذه الأفلام يكمن في مشاركة الناس الذين يعيشون هنا في انتاج هذه الأفلام. وقد دفعت الحماسةَ والإبداعيَّةَ لإنجاز هذه الفعالية في خمسة أيام فقط، مما جعلنا ننظر بتفاؤل لمستقبل صناعة السينما بدولة قطر”. 
 وقد قامت مجموعة الشباب الطموحين بكتابة وإخراج وإنتاج الأفلام القصيرة تحت إشراف المخرج إسكندر قبطي الحائز على العديد من الجوائز المرموقة، والذي يتولى مسؤولية برامج التواصل مع المجتمع ضمن »مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي«. وقال قبطي: “لإنجاز فيلم ولو كانت مدته دقيقة واحدة فقط، فأنت تحتاج إلى الناس والكاميرات والمعدات الصوتية والأهم من ذلك فأنت تحتاج إلى قصة جيدة”.
وقد كلفت المجموعة في مهمة إنجاز أفلام من فئة ‘أفلام الدقيقة الواحدة’ اعتماداً على قصصٍ من إبداعهم. ولحثهم على بدء هذه المهمة، قام قبطي بنصح المتدربين أن يستلهمو أفكارهم من تجربهم الحياتية الخاصة. وقال لهم: “من الأفضل أن يبقى الموضوع بسيطاً وواقعياً، فكل جزء فيه يجب أن يكون له مغزى وهدف”.
وقد قام أحد المخرجين المشاركين بتقديم فيلم رعب قصير ولكنه معبّر. بينما قدم ثانٍ نظرةً حول تأثير التكنولوجيا والاتصالات في الحياة القطرية. وقدم ثالثٌ فيلماً موجزاً عن حياة عائلة قطرية داخل بيتها.
ويأتي الآن وقت العمل الحقيقي أمام هؤلاء المخرجين اليافعين، فقد حان الوقت لوضع اللمسة النهائية. فبينما ينشغل المشاركون في حلقة العمل في عملية كتابة النصوص وتصوير اللقطات المناسبة، يواصلون عملية إخراج أفلامهم من فئة الدقيقة الواحدة النهائية والجديرة بالمشاهدة، ويواصلُ إسكندر قبطي نصائحه قائلاً: “تحتاج عملية صناعة الأفلام تفانياً تاماً، ولا بد أن تكونوا في غاية الشغف حولها”.
وقالت فاطمة الرميحي، إحدى المشاركات: “لن أنظر إلى أفلام التسعين دقيقة بنفس النظرة بعد الآن. فقبل هذه التجربة، لم أعتقد أبداً أنني سأقوم بإنتاج فيلم. أما الآن فلدي فهم أكبر حول كل شيء بدءاً من الاختيار الصحيح للإضاءة إلى انتقاء زاوية التصوير المثلى”. وأضافت الرميحي، التي صورت طفلها ‘سعيد’ ذي الخمسة أعوام خلال تفاعله مع العائلة: “يرغب طفلي أيضاً في صناعة الأفلام الآن”.
وعلقت نوره المعضادي، مخرجة لفئة أفلام الدقيقة الواحدة، والتي تتوق في خبرتها إلى إنتاج أفلام أكثر، قائلةً: “لقد كانت هذه التجربة تحدياً رائعاً وخبرةً جديدةً، وآمل في أن أحظى بفرصة إنتاج فيلم أطول في المستقبل مستخدمةً المهارات التي اكتسبتها مع فريق مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي”.
وقالت بالمر لدى سؤالها عن العرض: “يتحتم أن يكون كل فيلم يعرض للمرة الأولى، فالأفلام المنتجة مصممة للعرض لاحقاً”. حيث يخطط مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي إلى إقامة عرض خاص لهذه الأفلام لاحقاً هذا الشهر.
يًشار هنا إلى أن سلسلة أفلام الدقيقة الواحدة تشكِّل جانباً من البرنامج المتواصل الذي أطلقه »مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي« لتعزيز الاهتمام بالسينما، والمساهمة في تطوير صناعة السينما عامّةً بدولة قطر.


إعلان