مجيد مرهون.. ذاكرة اللحن السجين

مجيد مرهون

يعكف الكاتب والمخرج البحريني يوسف الحمدان حالياً على كتابة سيناريو لعمل درامي وثائقي يتناول سيرة المناضل مجيد مرهون أحد أبرز وجوه الحركة اليسارية في البحرين. وقال الحمدان “العمل ينتمي إلى الدراما الوثائقية وهو يوثق حياة مرهون بشقيها السياسي والفني”. وأضاف مستدركاً “لكنني سأعتمد على المخيال والحيلة الفنية أكثر من اعتمادي على الوثيقة” على حد تعبيره.
وكان قد حكم على مرهون المعروف شعبياً باسم “مانديلا البحرين” في العام 1966 بالحكم المؤبد بعد أن أدين بمحاولة اغتيال مساعد أحد رموز الحامية البريطانية والمدعو “بوب”. وهو يشتهر، إضافة إلى رمزيته السياسية في صفوف اليسار البحريني، بتأليف الموسيقى السيمفونية. وقد وضع مؤلفين موسيقيين في فترة سجنه التي نافت على العقدين وصدر إحداهما العام الماضي في مجلد ضخم.
وتابع الحمدان “سيغطي العمل علاقته بالموسيقى منذ أن أهداه والده، وهو طفل، آلة للعزف. مروراً بالمرحلة السجنية؛ حيث تعلم كتابة النوتة الموسيقية ودوره في تعليم الموسيقى لعدد من نزلاء السجن بمن في ذلك الشرطة”.
وحدد الحمدان ديسمبر/ كانون الأول المقبل موعداً للانتهاء من كتابة السيناريو والشروع في تنفيذ العمل من دون أن يسمّي الجهة التي ستتحمل كلفة إنتاجه. وسيتصدى المخرج الشاب حسين الحليبي للإخراج فيما من المتوقع أن يجسد الممثل جمعان الرويعي دور البطولة في تجسيد شخصية مرهون، وفق ما أوضح.
ورداً على سؤال لـ”الجزيرة الوثائقية” بشأن ما إذا كان من الممكن أن يثير العمل إشكالات مع المؤسسة الرسمية، علق “سنتبع القنوات القانونية المعتمدة في أخذ إجازة للعمل” مستدركاً “لكن أطمئنك، لعبتنا الأولى ستكون على الحيل الفنية. لن نخرج الأشياء فاقعة” على حد تعبيره.
ولحّن مرهون في العام 1967 نشيد الحزب الشيوعي البحريني “جبهة التحرير الوطني البحرانية” المعروف بـ “طريقنا أنت تدري”. وفي الثمانينات قادت فرقة الإذاعة السيمفونية في جمهورية ألمانيا الديمقراطية واحدة من أكبر الحملات للمطالبة بإطلاق سراحه عبر عزف عدد من مقطوعاته التي جرى تهريبها من بين قضبان السجن والموسومة “حنين” و”نوستالوجيا”. حيث طافت بها أغلبية دول المعسكر الشرقي. فيما وضعته الأكاديمية السويدية بعد الإطلاع على أعماله “في مستوى المحترفين”.

يوسف حمدان

وتابع الحمدان في السياق نفسه “لن نعتمد المباشرة. هناك حيل فنية كثيرة. وسنلجأ إليها” موضحاً “لم يعد التناول المباشر أمراً مجدياً. ثمة طرق كثيرة يمكن أن نوصل من خلالها الرسالة”.
وقال “لن يقتصر العمل على الشق السياسي فحياة مرهون حافلة. وسيغطي كافة المراحل الإنسانية في حياته. طفولته في الحي. علاقته بالموسيقى وبآلة الساكسفون تحديداً. مفاوضاته مع مدير السجن من أجل الحصول على الكتب لدراسة الموسيقى في? ?وقت الفراغ. جدار الزنزانة الذي كان يؤلف السمفونيات فوقه. ثم لاحقاً تعامله مع فرقة أجراس بعد إطلاق سراحه. إلى أن أصبح علماً من أعلام الموسيقى”.
وتابع رداً على سؤال بشأن أهميه العمل “تبرز لدى معرفة أنه في الوقت الذي كانت تتراجع فيه الأعمال الموسيقية الكبيرة  وتهبط الأغنية، كان مرهون يكتب الموسيقى السمفونية” على ما عبر.
ويوسف الحمدان هو ناقد ومخرج مسرحي وأحد الأعضاء المؤسسين في مسرح الصواري الذي يهتم بتقديم المسرحيات ذات اللون التجريبي. كتب سيناريوهات عدد من الأفلام والمسلسلات مثل “كاميرا” و”يوم أسود”. كما أخرج مسرحيات كثيرة بينها: “الحساء الأخير” و”ظلالوه” و”ميلاد شمعة” و”الرهينة”. يواظب على كتابة مقال تحليلي أسبوعي في الصحافة البحرينية وحالياً مقدم أحد البرامج في تلفزيون البحرين.