رحيل ” أبو السينما الفلسطينية “
لم يمهل الموت مؤسس السينما الفلسطينية المناضلة مصطفي أبو علي ، فسحة من الحلم لإخراج فيلم روائي طويل ، لطالما تمني إخراجه ، منذ عودته إلي الوطن ، بعد رحلة سينمائية طويلة ، وعمر من الغربة و الترحال ، دام 46 عاماً .
تلك الرحلة التي بدأت بفيلم ” الحق الفلسطيني ” ، الذي عالج فيه قضية توحيد الضفتين ، الضفة الغربية و الضفة الفلسطينية الواقعة تحت الحكم الأردني في تلك الفترة ، وهو ما دفعه مع رفيقيه ” هاني جوهرية و سلاف جاد الله ” لتأسيس ” وحدة أفلام فلسطين ” ، حيث انضم أبو علي وقتئذ قد انضم إلي حركة فتح ، بعد هزيمة عام 67 .
وفي عام 1970 ، قررت منظمة التحرير الفلسطينية إنتاج فيلم عن المقاومة من إخراج الفرنسي جان لوك غودار ، بمساعدة المخرج مصطفي أبو علي ، لكن مجري إنتاج الفيلم تغير ، ليظهر فيلما بديلا له ” بالروح بالدم ” من إخراج أبو علي وحده ، ساردا في فيلمه تفاصيل أيلول ( أحداث أيلول الدامية عام 1970 ) في مخيمات الجنوب اللبناني ، حيث وأدت المقاومة الفلسطينية .
ومن ثم ، رئِس المخرج أبو علي ” جماعة السينما الفلسطينية ” ، وأخرج العديد من الأفلام التسجيلية : مشاهد من احتلال غزة 1973 ، علي طريق النصر 1975 ، العرقوب ، تل الزعتر 1977 ، وقد كانت هذه الأفلام جميعها تحاكي تاريخ النضال الفلسطيني ، و حركة المقاومة الثورية ، أينما كانت .
كما أنه أوشك علي إنتاج رواية ” المتشائل ” لإميل حبيبي ، غير أن اجتياح لبنان حال دون ذلك .
المخرج الفلسطيني الراحل ولد عام 1940 في قرية المالحة ، قضاء القدس ، ودرس السينما في معهد ” صناعة تقنيات السينما ” ببريطانيا ، حاصلا علي شهادة الدبلوم .
كما أعاد المخرج أبو علي تأسيس جماعة السينما الفلسطينية عام 1996 ، بعد عمله في التلفزيون الأردني ، وعودته من تونس ، ليستقر في رام الله .
يُذكر بأن الفيلم ” بالروح بالدم ” حصل علي جائزة أفضل فيلم تسجيلي في مهرجان دمشق السينمائي 1972 .