السلطان عبد الحميد الثاني.. جديد الوثائقية
أنتجت قناة الجزيرة الوثائقية فيلما تاريخيا مهما يتناول شخصية السلطان عبد الحميد الثاني. ويهدف الفيلم الذي اخرجه المخرج التركي محموت فضيل، إلى تسليط الضوء على أهم الشخصيات التاريخية التي تركت بصماتها في العالم العربي والإسلامي. وسيعرض الفيلم في شهر فبراير المقبل.
وشخصية السلطان عبد الحميد الثاني من الشخصيات البارزة في تاريخ الإمبراطورية العثمانية في القرن التاسع عشر. فقد كان شخصية مثيرة للجدل من حيث إنجازاتها وإخفاقاتها.
![]() |
السلطان عبد الحميد في آخر أيامه
السلطان عبد الحميد هو ابن عبد المجيد الأول. ولد سنة 1842 وفي سن الثامنة عشرة توفي والده فأصبح وليا للعهد وخليفة لعمه عبد العزيز الأول إلى أن توفي عمه فتولى الحكم سنة 1876 ولكن مع دخول القرن العشرين وتسارع انهيارات الإمبراطورية العثمانية أبعد السلطان عبد الحميد عن الحكم وفرضت عليه الإقامة الجبرية إلى أن توفي في 10 فبراير 1918 وكانت وفاته إيذانا بوفاة الإمبراطورية التي انطفأت في التاريخ سنة 1922.
تميز حكمه بكثرة المشاكل الداخلية والخارجية. فعلى المستوى الداخلي مرت الإمبراطورية بأزمة اقتصادية حادة أفرغت ميزانيتها. مما أدى إلى ضعف السلطة المركزية أكثر فأكثر. وبدأت النزعات القومية المطالبة بالانفصال عن الإمبراطورية تتزايد وتتوسع خاصة القومية العربية والتركية.
أما الوضع الخارجي فقد تميز بشراسة الصراع بين القوى الاستعمارية على مناطق النفوذ وأصبحت الإمبراطورية في مرمى تلك الأطماع والحروب. لقد أصبحت تسمى “الرجل المريض”. مما اضطر الإمبراطورية إلى إعلان إصلاحات دستورية تحت ضغط القوى الغربية.
كان شعار السلطان عبد الحميد في هذه الفترة “يا مسلمي العالم اتحدوا” ليوحد شتاة آخر إمبراطورية إسلامية في التاريخ.. فقرّب منه المثقفين والعلماء والدعاة والسياسيين وحاول أن يجري الكثير من الإصلاحات في الجهاز القانوني والتربوي والعلمي. كما حاول تخفيف الاحتقان القومي بمنح امتيازات خاصة للأقليات.
![]() |
قطار الحجاز
من جهة أخرى سعى إلى تقوية الجيش وتطويره. ومن المشاريع المهمة في عصره إتمام سكة الحجاز وربطت بين دمشق والمدينة المنورة. ولكن ما بقي كذلك عالقا في تاريخه هي مذبحة الأرمن التي مازالت تتداول إلى اليوم.
هذا الفيلم سيميط اللثام عن شخصية السلطان عبد الحميد وما صاحبها من جدل. وسيستند الفيلم على وثائق تاريخية مهمة وآراء متخصصين في التاريخ.