“جيش من النمل” في هنغار””أمم” يثير جدلا
![]() |
وسام فارس يحاور الجمهور |
نقولا طعمة – بيروت
عرضت جمعية “أمم للتوثيق والأبحاث” الفيلم الروائي “جيش من النمل” (An Army of Ants)، في هنغارها في حارة حريك في بيروت، وهو بتوقيع المخرج وسام شرف، مدته 23 دقيقة، وانتج عام 2007، حيث يعرض تجربة ثلاثة شبان لامبالين، متأثرين بأجواء الحروب، ومنها الأحدث يومئذ، حرب عام 2006.
والفيلم الحائز على جائزة في لوكارنو، ومهرجانات أخرى، ناطق بالعربية ومترجم للإنكليزية، استغرق تصويره شهر بروفات وثمانية أيام تصوير، بحسب ما صرح به الممثل وسام فارس ل”لجزيرة دوك”.
يتحدث الفيلم عن شاب يسكن بيروت، قصد بيت جده في الجنوب اللبناني، ويدخل في أمور لم تكن على باله مما خلفته الحرب، والتقى هناك بشابين، ويمضي الثلاثة في تجربة مراهقة تسودها اللامبالاة، حيث يتنقلون من مكان إلى آخر، في سهول ووديان التقطت مشاهدها في أنحاء مختلفة من لبنان.
بين المحطة والأخرى، ينبش الشاب في تراب وكر النمل الحي، حيث يتقلب النمل بالمئات كالجيوش، لكن لم يتصل مشهد النمل باحداث الفيلم بأي طريقة، ولم يعرف القصد من ربط اسم الفيلم بالنمل مع تجربة بعيدة كل البعد عنه.
الشاب لم يكن يعرف ما يجري في نمط الحياة الذي دخله واختبره، ومن كان يقوم بكل الأشياء هما الشابان الآخران. عندما كان يشتغل في الحقل يكتشف أشياء كثيرة لم يكن يعرفها سابقا كالمتفجرات والأسلحة وصورة الشهيد وهو يراقب، وعندما هرب من الجرافة لم يكن يعرف لماذا هرب.
يتنقل الشبان الثلاثة من منطقة لأخرى، وفي إحدى المحطات يتدربون على السلاح.
ويمضي وسام باحثا عن حفرة طالما كانت هاجسه أنها نفق قد يخرج منه المسلحون في أي لحظة، أو يموت الانسان إذا وقع فيها، ويتجه نحوها ليتثبت من هاجسه بحثا عن التطهر منه، لكنه يقع في الحفرة، ثم ينقذ ليغادر التجربة، ويترك رفاقه منتهيا عند وكر النمل يبحث فيه من غير طائل.
وفي حواره مع الجمهور يتحدث وسام فارس عن الفيلم، الذي “وضعناه منذ أربع سنوات”، وقال: “اختبرت في هذا الفيلم كل ما يتعلق بالعمل السينمائي كالتصوير أوالإخراج وكل شيء. وسام شرف مخرجه يعمل بطريقة جيدة وممتعة وقد كنت سعيدا عندما كنا نحضر الفيلم. “.
![]() |
ملصق الفيلم |
وردا على سؤال عن الشباب ولماذا يطلقون النار، قال “ربما أنها “فشة” خلق، أو أنه كان من المفترض أن يظهر موقف الشباب من السلاح، ويريدون أن يثبتوا رجولتهم، إنهم يعرفون استخدام السلاح، لكن في لحظات أخرى كانوا يظهرون أنهم لا يعرفون التعامل مع السلاح. إنهم كانوا في حالة اختبار. لم يكونوا يعرفون ما يفعلون حتى أن الشاب عندما انهى إطلاق النار وضع البندقية على كتفه كبطل وبدا كأنه يريد أن يثبت نفسه”.
وانتهى للقول أن المواضيع كانت تجريبية بشكل إجمالي.
كان الجمهور عقب العرض في دهشة واستغراب متسائلا عن المقصود بالرواية.
سأل أحدهم أن الوثائقيات تكون غالبا هادفة، لكن الفيلم كانت تعوزه الحبكة الروائية.
أجاب وسام فارس: “ليس في الفيلم حبكة روائية إنما صور متتابعة تعبر عن واقع”.
وختم لافتا إلى “أمزجة متعددة في الفيلم تعبر عنها المغامرات المتعددة. الحفرة قلق وخوف..وكل ما فيها بشع..وكل ما كان بشعا في الفيلم كان يفترض أن يرمى في الحفرة ويبقى فيها”.
وفي تصريح مقتضب، يعرف وسام فارس عن نفسه للجزيرة الوثائقية: “إنني ممثل، وأتابع دراستي الجامعية في كلية الفنون بالجامعة اللبنانية، وهذا الفيلم كان أول فيلم احترافي أشارك به”.
وروى رؤيته للفيلم أنه “يتحدث عن مغامرة لشاب زار بيت جده وتعرف على شباب جنوبيين بعد انتهاء حرب 2006، ويظهر الفيلم كيف دخل هؤلاء في أمور الحرب والسلاح، وكيف تجرجروا بها، ويحاولون إيجاد مكان لهم في الحياة بعد الحرب. هل يبقون أم يخرجون؟ ما موقعهم؟ حتى اكتشف الشاب أن مكانه ليس هنا. لقد انتهت الحرب ويجب أن أضع السلاح جانبا. ويفترق بطريقه عن الشابين الآخرين”.
أحد المشاهدين كان الدانماركي تفولز سكادهوج قال للوثائقية:” كوني من الدانمارك، فإني أنظر للفيلم من موقف مختلف عن بقية الجمهور. أعتقد أنه فيلم فيه عدة تعقيدات، لمست أنه تعبير عن تصرف خاطيء وضياع”.وعن ترابط العنوان بالفيلم رأى أنه “يمكن أن تكون له علاقة بحقيقة النمل وتواجده الكثير وحركته غير المضبوطة في التراب، وهي حركة شبيهة بحركة الشباب الهائمة من دون هدف محدد”.