دمشق المسرحي يفتتح دورته بالالياذه الكنعانية
لمى طيارة/ دمشق
ايها المارون بين الكلمات العابرة
احملوا أسماءكم وانصرفوا
واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، و انصرفوا
وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة
بهذه الابيات لشاعر المقاومة الفلسطيني الكبير محمود درويش وعبر صوته الآثر.. اختتمت فرقة اورنينا للرقص المسرحي الملحمة الغنائية التاريخية ” الالياذة الكنعانية” التي شكلت الجزء الاكبر من حفل افتتاح مهرجان دمشق المسرحي في دورته الخامسة عشرة ، التي افتتحت رسميا من قبل الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة السوري مساء امس 27 نوفمبروتستمر لغاية الخامس من ديسمبر القادم .
تدور ملحمة “الالياذه الكنعانية” التي قام بتأليفها الاديب محمود عبد الكريم ووزعها موسيقيا وليد الهشيم بينما اخرجها ناصر ابراهيم، حول حضاره ارض كنعان، من خلال شخصية “كنعان” الذي يعكس في الملحمة صورة ومعاناة الشعب الفلسطيني من خلال رحلته الطويلة ، بدءا من مولد السيد المسيح عليه السلام دخولا بالفتح الاسلامي لفلسطين متمثلا بنهاية الحكم الصليبي لآرضها بتحرير صلاح الدين لقدسها ، مرورا بالمؤامرة الانجليزية ودخول الحاخامات اليهود لارض فلسطين وانتهاء بمشهد الثورة كتعبير صارخ على ان الحرية لا تستجدى بل تنتزع بالقوة – كما ورد في كتيب العرض – .. والملحمة هي احد اهم الاعمال التي قدمتها ارونينا للرقص المسرحي منذ تأسيسها عام 1993 .
و مهرجان دمشق المسرحي الذي تأسس عام 1969 على يد الكاتب المسرحي الراحل سعد الله ونوس ، كان قد توقف لعشرات السنوات ثم عاد للوجود بحلته الجديدة منذ عام 2006، يبقى حدثا هاما ليس فقط لكونه يعرض اهم النتاجات المسرحية في سوريا والوطن العربي على حد سواء، ولكن لان معظم من ابدع حاليا وبرق نجمه من ابطال ومخرجي الدراما التلفزيونية والسينمائية السورية ، هم ابناء هذا الفن الذي يطلق عليه ” ابو الفنون ” ويروقهم جدا ان يعود .
يشارك في دورة هذا العام قرابة العشرين دولة ( عربية واجنبية) من خلال 19 عرضا مسرحيا ، فمن السعودية تشارك مسرحية ” كنا صديقين” ” و قطر تشارك بمسرحية “انا انت الا?نسان” وتشارك مسرحية “دراما الشحادين” من الكويت ، ويشارك الاردن بعرضين الاول “جمهورية الموز” اما الثاني فهو ” احلام شقيه” عن نص مسرحي للكاتب السوري سعد الله ونوس وهو العمل المسرحي الذي سبق للسيدة فايزة شاويش ارملة الكاتب الراحل ان اعترضت عليه ،لان مخرجه قام بأخراجه كعرض مسرحي دون العودة لها ، وخصوصا فيما يتعلق بـتجاهله ” حقوق المؤلف” ، ومع ذلك لم تتقدم رفيقة درب ونوس بطلب قانوني لايقاف عرضه رغم احقيتها قانونيا في هذا ، بل اكتفت بتصريح قالت فيه ان ما يمنعني عن ايقافه امرين اولهما ” لم يكن سعد اللـه ليرضى بإيقاف عرض مسرحي وهو الذي كرس كل حياته للإبداع المسرحي، أما الأمر الآخر فيعود إلى احترام المهرجان والجمهور المسرحي في سورية الذي يسره أن يرى عملاً من أعمال ونوس يخرجه فنان عربي من الأردن”.
![]() |
من العرض الافتتاحي |
اما ليبيا فستشارك بمسرحية “فليسقط شكسبير” وتشارك تونس بمسرحية “حقائب” كما يشارك المغرب بمسرحية “طعم الطين” وهناك عرضين من العراق الاول تحت اسم ” كامب”والثاني “صدى” اما الجزائر فتشارك بمسرحية “شظايا” ولبنان بمسرحية “مساحات اخرى” ويشارك السودان بمسرحية “الرقصة الاخيرة” ومن مصرتشارك مسرحية “صحوة ربيع”، وتشارك فلسطين ايضا من خلال مسرحية “هبوط اضطراري”.
فيما تشارك سوريا لوحدها بحوالي 12 عرضا ، نذكر منها مسرحية”راجعين” لايمن زيدان و”حكاية بلا نهاية ” للوي شانا و “حكاية علاء الدين” لاسامة حلال و “كلاكيت” لتامر العربيد و”قصة حديقة الحيوان” لرافت الزاقوت و”ليلة القتلة” لمامون الخطيب و”بيت بلا شرفات” لهشام كفارنة و”الالية” لمانويل جيجي و”سينما ” لرغدة شعراني و”حب بلا اجنحة” و”راشامون” لحازم زيدان ..
كما تشارك (تظاهرة المنصة المسرحية لحوض البحر الابيض المتوسط ) بمجموعة من العروض الاجنبية والعربية نذكر منها مسرحية ” نيجاتيف” للفنان المبدع نضال سيجري ، ومسرحية ” ماشي اون لاين” من لبنان وم��رحية ” حتى الي يعود” وهي عمل مشترك تونسي فرنسي ومسرحية ” باش” من قبرص والمسرحية التركية ” مكان ما في منتصف العالم” .
هذا وقد كرم حفل الافتتاح مجموعة من الاسماء التي لمعت في حقل المسرح، تمثيلا واخراجا وتأليفا نذكر منهم من مصر الدكتور سامح مهران رئيس اكاديمية الفنون ، ومن لبنان الممثل المخضرم رفيق على احمد ومن الامارات المسرحي اسماعيل عبد الله، فيما كرم الحفل من سوريا كلا من الممثل والمخرج المسرحي ايمن زيدان والفنانه فايزة شاويش ، والمخرج والممثل نضال سيجري والممثله والمخرجه ندى الحمصي.