السينما المصرية تحصد جوائز مهرجانها السينمائي
لمى طيارة / القاهرة
أثار مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الحالية الكثير من الجدل والانتقادات ، منها ما تعلق بمقاطعة مهرجان القاهرة السينمائي للأفلام الجزائرية ، وتبرير ذلك بعدم وجود فيلم جزائري جديد جاهز للمشاركة ، كما جاء على لسان الاستاذ يوسف رزق الله المدير الفني لمهرجان القاهرة، الذي اعتبر ان أمر المقاطعه غير صحيح و الترويج له مجرد شوشرة صحفية ، علما ان فيلم المخرج الجزائري رشيد بوشارب ( خارج عن القانون) هو من احدث الافلام الجزائرية التي يحق لها المشاركة على الاقل ضمن مسابقة الافلام العربية ، بالاضافة ايضا لفيلم (النخيل الجريح) وهو فيلم سينمائي طويل من انتاج مشترك ( تونسي جزائري) ، ومن المقرر اشتراكه في مهرجان (وهران) السينمائي القادم ، مرورا بتغيب مدير مهرجان دمشق السينمائي السيد محمد الاحمد ، والامين العام لمهرجان دمشق السينمائي ،عن اجتماع رؤساء المهرجانات الذي يعقده مهرجان القاهرة بشكل دوري، وانتهاء بالانتقادات وعبر معظم الصحف المصرية، للبذخ الشديد في الملابس التي بدت بها ممثلات مصر والعالم العربي في حفلي الافتتاح والختام والذي قدرت ميزانيته وبحسب صحيفة اليوم السابع بخمسة ملايين جنية مصري، وهي تقريبا نفس الميزانية التي دعمت مهرجان القاهرة برمته ، مع تلميح خاص من قبل الصحافة(اليوم السابع في عدد الثلاثاء 7 ديسمبر) الى طريقة التعري التي تبارت عليها نجمات مصر بغض النظر عن أعمارهن ، حيث ورد في عناوين الصحف المصرية “مصر تفتح صدورها للعالم” وأرفقت هذه العناوين بصور خاصة لنجوم السينما والدراما بفساتين “السواريه” المكشوفة.
وجاء حفل الختام أمس محملاً بالكثير من الحزن والتساؤل والغضب أحياناً ، سواء من قبل السينمائيين والصحفيين العرب أو المصريين أنفسهم ، بداية كان الحزن بادياً على عزت ابو عوف رئيس المهرجان بسبب تغيب معظم النجوم المصريين عن حضور حفل الختام ، بينما الغضب والتساؤل كان من طرف الجمهور الحاضر من صناع ونقاد السينما بسبب النتائج التي اختتم بها المهرجان ، والتي لربما هي فعلا نتائج حقيقية وصادقة لتلك اللجان وتقديراتها وجاءت حصة الأسد فيها لمصر بمحض الصدفة ، وربما العكس.
فقد حصل فيلم ( الشوق) للمخرج خالد الحجر على الهرم الذهبي في المسابقة الدولية للافلام الطويلة وهو الفيلم المصري الوحيد المشارك في المسابقة الدولية ، ورغم ان معظم النقاد المصريين اعتبروا أداء الفنانة سوسن بدر كان رائعاً ويستحق التكريم الذي حصلت عليه كأفضل ممثلة مناصفة مع الممثلة الفرنسية إيزابيل هوبرت الا انهم لا يرون في فيلم( الشوق )فيلماً متكاملاً فنيا لدرجة يستحق معها جائزة الهرم الذهبي .
فيما جاءت الجائزة الفضية في المسابقة الدولية للافلام الطويلة من نصيب فيلم “وكأنني لم أكن هناك” وهو فيلم من إنتاج مشترك بين كل من إيرلندا ومقدونيا والسويد.
ونال الممثل المصري عمر واكد على جائزة أحسن ممثل عن دوره في الفيلم الايطالي ( الأب والغريب) مناصفة مع الفنان الإيطالي اليساندرو جاسمان بطل نفس الفيلم.
وفاز فيلم “أمير” من الفلبين بجائزة أفضل ابداع فني والتي اطلق عليها “جائزة يوسف شاهين”.
بينما حصل المخرج البولوني أندريه كوتكوفسكي على جائزة أفضل (عمل أول) عن فيلمه “ولد من البحر”
كما فاز السيناريست الإيطالي جيان كارلو دي كاتالدو بجائزة أفضل سيناريو عن الفيلم الإيطالي “الأب والغريب”.
![]() |
فريق فيلم ميكرفون مع مدير المهرجان عزت ابوعوف |
وفاز المخرج البلغاري سفيتو سلاف اوفتشاروف بجائزتين الأولى جائزة لجنة الاتحاد الدولي للنقاد عن فيلمه “التعليق الصوتي” وجائزة أفضل مخرج عن نفس الفيلم.
وبالنسبة لمسابقة الافلام العربية ، فقد حصل الفيلم المصري ( ميكرفون) لاحمد عبد الله ومن بطولة خالد ابو النجا ويسرا اللوزي ،على جائزة احسن فيلم عربي في المسابقة العربية التي ضمت 10 افلام سينمائية ، وذلك لحداثة الفكرة، ولتصدي الفيلم لبعض القضايا الهامه كما اشارت لجنة التحكيم .
بينما حصل فيلم ( الجامع) لدواد أولاد السيد من المغرب على شهادة تقدير لطرحه فكرة جريئة وهامه من خلال رؤيه سينمائية متميزة ، وحصلت التونسية ” هند الفاهم” على شهادة تقديريه ايضا عن دورها في الفيلم التونسي ( اخر ديسمبر) من اخراج معز كمون .
وحصل فيلمي (ابن بابل) للمخرج العراقي محمد دراجي ، و( رسالة طائشه) اللبناني على جائزة السيناريو مناصفة ، الاول لحساسية الموضوع الذي تم التطرق له في الفيلم بينما الثاني لقوة الحبكة الدرامية وطريقة صياغتها .
و جاء في كلمة محمد العدل رئيس لجنة التحكيم العربية بعض التوصيات التي توصلت لها اللجنة والتي تؤكد على ضرورة الاستمرار باقامة مسابقة خاصة للافلام العربية ، والعمل على توسيعها حتى لو لم تكن تتضمن جائزة مالية وذلك بهدف دعم الفنانين العرب .
اما في المسابقة الدولية لأفلام الديجيتال والتي شارك فيها 16 فيلما من جنسيات عربية وعالمية مختلفة.. فاز بالجائزة الذهبية الفيلم الهولندي “جوي” إخراج مايك دي يونج. وهو الفيلم الاول له ،.فيما حصل فيلم “ايماني” من أوغندا على الجائزة الفضية.
وكانت جائزة لجنة تحكيم النقاد الدولية من نصيب الفيلم البلغاري ( التعليق اللغوي) للمخرج ستيو فلاف أو فشاروف وهو الفيلم الذي استطاع ان يصور تأثير النظام الديكتاتوري على الافراد.
أما جائزة ملتقى القاهرة السينمائي لأفضل سيناريو فكانت من نصيب المخرجه المصريه أيتن امين عن سيناريو فيلم ( 69 ميدان المساحة).
وبذلك تكون السينما المصرية قد خرجت من( مولدها )مهرجان القاهرة السينمائي بأكبر حصة من الجوائز والانتقادات.