أيام سينما الواقع DOX BOX في دمشق للمرة الثالثة
الوثائقية – دمشق
تنطلق الدورة الثالثة من أيام سينما الواقع DOX BOX تحت رعاية المؤسسة العامة للسينما في سورية، وتنظمها شركة بروآكشن فيلم في العاصمة السورية دمشق اعتباراً من يوم الثالث آذار المقبل، ولغاية 11 آذار المقبل، وكذلك تقام الفعاليات في مدينتي حمص وطرطوس بالإضافة إلى العاصمة دمشق.
ضيوف على مستوى رفيع
سيحل المخرجان الأمريكيان التسجيليين د.ا. بينيبيكر وكريس هيغدس ضيفين على أيام سينما الواقع، وستقدم بعض أعظم أفلامهما التي تعد من روائع السينما التسجيلية التاريخية. ومن المعروف أن د.ا. بينيبيكر هو أحد مؤسسي السينما المباشرة (Direct Cinema)، من أشهر أفلامه “لا تنظر إلى الخلف” مع بوب ديلان وجوان بايز، الفيلم الذي حقق أرقام قياسية في شباك التذاكر الأمريكي عند إطلاقه، “مونتري بوب” مع جانيس جوبلين وجيمي هندريكس، و”غرفة الحرب” الذي رصد كواليس حملة بيل كلينتون الانتخابية عام 1993وغيرها الكثير.
كما سيحل المخرج التشيلي الكبير باتريسيو غوسمان ضيفاً على دورة 2010. غوسمان صاحب ثلاثية “حرب تشيلي” التي تعد أهم ابداع تسجيلي من أمريكا اللاتينية، و صاحب “قضية بينوشيه” و”تشيلي، ذاكرة مستعصية” و”سلفادور الليندي”. يعد غوسمان أحد أكبر التسجيليين في عالمنا اليوم. سيكون باتريسيو غوسمان حاضراً في عروض أفلامه وسيشارك كذلك في النشاطات التخصصية.
الفرص البديلة
تشتمل هذه الفعالية نشاطات التخصصية تحت عنوان “الفرص البديلة” للإنتاج والتوزيع التسجيلي في العالم العربي، وذلك عبر برنامج تبادل الذي يدعو المختصين من منتجين وموزعين وممثلي محطات تلفزيونية وصناديق دعم ومهرجانات، للمشاركة في مجموعة من النشاطات التشبيكية. كما يفسح هذا البرنامج المجال أمام التسجيليين الشباب للتعريف بمشاريعهم والتشبيك مع منتجين محتملين لها.
تظاهرات الدورة الثالثة
أما من جهة العروض ستتضمن الدورة الثالثة من أيام سينما الواقع DOX BOX عروضاً لخمسة وأربعين فيلماً من أهم الإبداعات التسجيلية من حول العالم. تنقسم إلى تظاهرات، أولاها المختارات الرسمية التي تتنافس على جائزة الجمهور، وترافقها تظاهرات جانبية تحت عناوين متنوعة هي (الطبقة العاملة تذهب إلى الجنة) و (رجال ونساء) إضافة إلى تظاهرة (روائع المهرجانات) التي تقدم عدداً من الأفلام الحائزة على جوائز أهم المهرجانات العالمية خلال العامين المنصرمين، وتظاهرة (أصوات من سورية) التي يقدمها أيام سينما الواقع للمرة الأولى هذا العام والتي ستتضمن أفلام لتسجيليين سوريين تختارها لجنة انتقاء مستقلة، ومن ثم تمنح لجنة تحكيم دولية أحدها جائزة أفضل فيلم تسجيلي سوري المسماة DOX BOX – Soura المقدمة بالتعاون مع شركة “صورة” للإنتاج الفني التي يديرها المخرج حاتم علي. كما يمتاز برنامج الدورة الثالثة بحضور بارز لأفلام كل من بولونيا وتشيلي ولبنان.
من أفلام الدورة الثالثة:
كان ياما كان
فيلم التونسي هشام بن عمار، العرض الدولي الأول، المختارات الرسمية
أنس طفل يعشق الموسيقى ويعزف الكمان بتفوق. ووالده، موسيقي مغمور حالم وأب محب، يعمل معه باستمرار كي يصنع منه موسيقياً كبيراً. علاقة ملحمية بين أب وابن صورّها بن عمار على مر أربع سنوات راصداً قصةَ حلم وسعيٍ ونجاح أقل ما يمكن وصفها به هو أنها “مثل الحكايات”. الأب الفقير يسعى جاهداً لتعليم ابنه ولفتح الأبواب والفرص أمامه برغم ضيق الحال… والابن بالمقابل يعشق الموسيقى ويفخر بانجازه بينما هو ينمو ويدخل سن المراهقة ويبحث عن مفرداتها وعن استقلاليته القادمة.
1958
فيلم اللبناني غسان سلهب، في المختارات الرسمية، بحضور المخرج
أم وغربة وولادة طفل جديد، طفل بكر. امرأة جميلة، مؤثرة وصادقة وبليغة تحكي عن عمرها. عن طفلها الأول، عن زوجها وعائلتها الجديدة. عن تحربة الأمومة تجربة الوطن البعيد. ولد ابنها عام 1958، يوم كان وطنها، لبنان، يعلن بداية حربه. بدايتها التي اعتملت في الداخل وهدأت ثم التهبت وهدأت من جديد، ربما. صورة رصينة وهدوء سينمائي شديد يلفّان فيلم سلهب. فيلمٌ عن حرب لبنان، تلك العميقة الداخلية، وليس عن تلك التي انطلقت من بوسطة عين الرمانة 1975 وحسب. يتجاوز سلهب البساطة الشائعة التي تجعل من حرب لبنان اقتطاعاً مفاجئاً من سياق هادئ. هي قصةٌ طويلة، قصةُ ام وابن وخمسين عاماً.
إثنا عشر لبنانياً غاضباً
فيلم اللبنانية زينة دكاش، في المختارات الرسمية، الفيلم الحائز على جائزة المهر الذهبي وجائزة الجمهور في مهرجان دبي السينمائي 2009، بحضور المخرجة
زينة دكاش مخرجة وممثلة اختصت بالعلاج عن طريق الدراما. تمكنت زينة من إطلاق مشروع لمساعدة السجناء في سجن رومية على التعامل مع واقع عيشهم في السجن. العلاج يأخذ شكل عرض مسرحي، انتقاء الممثلين ثم البروفات المطولة والحوارات المرافقة لها وتأليف الموسيقا وإعداد المكان وصولاً إلى العرض المفتوح للمسرحية حيث تفتح أبواب السجن لتستقبل الجمهور من خارجه. “قتلة ومغتصبون ومدمنون” محكومون بالإعدام وبالسجن المؤبد أو بعشرات السنين يحاولون استكشاف الحياة في أنفسهم مجدداً. فيلم بشخصيات استثنائية عن تجربة رائدة وببنية ممتعة.
رجال المدينة
فيلم المخرج البريطاني مارك آيزاكس، العرض العربيالآسيوي الأول، تظاهرة “الطبقة العاملة تذهب إلى الجنة”
بحرفية “انكليزية” اقترب آيزاكس من أربعة رجال يقطنون لندن، الأول يدير مالي في بورصة لندن والثاني موظف تحصيل ديون والثالث زبال والرابع يحمل لافتة مطعم. الأول يعشق التصوير الفوتوغرافي وعالق في مراقبة شريط أسعار الأسهم لدرجة خسارة زوجته وأبنائه، الثاني وحيد مع زوجته ويتدرب على الاستقالة من عمله عله يحصل على بعض الاستقلالية، الثالث يقرأ ويقرأ ويبحث عن معنىً فلسفي لكنس الشوارع والرابع مهاجر بنغالي يبحث عن أي عمل ليتمكن من الانفاق على ابنته الوحيدة…لم يكن آيزاكس ليعرف أن اقترابه السينمائي من العاملين في المدينة، باختلاف طبقاتهم، وأن شعوره بضرورة ذلك الاقتراب، كان يشير إلى لحظة تاريخية أكبر مما توقع. تحدث الأزمة الاقتصادية الدولية أثناء التصوير وتكتسب شخصياته الأربع معنىً واسعاً يشملنا جميعاً باقترابه من مدينته.
زيدان، بورتريه من القرن الحادي والعشرين
احتفاءً بكأس العالم القادم، يقدم أيام سينما الواقع DOX BOX فيلماً استثنائياً يعرض للمرة الأولى في المنطقة.
فيلم عن نجم كرة القدم الكبير زين الدين زيدان. أصبح زيدان رمزاً بالنسبة لكثيرين كونه فرنسياً من أصل جزائري نشأ في الأحياء الفقيرة بمارسيليا جنوب فرنسية ومن ثم وصل إلى ذروة هرم الشهرة العالمية بهارات لعب استثنائية وكذلك بأخلاق رياضية ندر مثيلها. هذا الفيلم يقدم زين الدين زيدان كما لم يقدم من قبل. هو ليس فيلماً من مقابلات مع النجم أو من شهادات فيه أو في قيمته، بل هو احتفاءٌ سينمائي جريء بزيدان وبكرة القدم نفسها. مخرجان شابان، فرنسي وبريطاني، يبنيان فيلماً من نصوص قصيرة تقدم رؤية زيدان لنفسه ولكرة القدم وللعالم، من خلال تصويره طوال مباراة شهيرة بعدد قياسي من الكاميرات السينمائية بإدارة مدير التصوير الشهير داريوش خونجي، وبموسيقا من تأليف موغاوي. زيدان في أغلى لحظات حياته أهمية بالنسبة إليه، لحظات اللعب، وكرة القدم بصورة جديدة تماماً.
معركة تشيلي
ثلاثة أفلام – عرض استعادي بحضور المخرج باتريسيو غوسمان
معركة تشيلي ثلاثية تحمل العناوين (ثورة البورجوازية، الإنقلاب، قوة الشعب) تحولت إلى رمز سينمائي لأزمة تشيلي أوائل السبعينيات من القرن الماضي، الأزمة التي حملت كثيراً من الرمزية بالنسبة لتاريخنا المعاصر باختزالها الجليّ والوحشيّ للحرب الباردة والتسلط الاستخباراتي الأمريكي على سيادة الدول النامية وعلى قرارت شعوبها. الجزء الأول يعايش انتصار الليندي الانتخابي وصعود مشروعه الوطني وبداية امتعاض القوى اليمينية من ذلك، الجزء الثاني يعايش الانقلاب وعلاقة الاستخبارات الأمريكية به، ثم يعايش الجزء الثالث ما تلى انقلاب بينوشيه من تحركات شعبية وتجمعات عفوية تحمل بصيص أمل باخراج تشيلي من المأزق.
تم توزيع “معركة تشيلي” في الصالات في 35 بلداً ونالت أفلامها الكثير من الجوائز كما استغرق صنعها ثمانية أعوام. كان باتريسيو غوسمان وفريقه يعملون وسط الاضطرابات وفي قلب الأحداث التي غيرت تاريخ تشيلي. كانت المواد الخام المستخدمة مقدمةً كمساهمة من قبل المخرج الفرنسي الرائد كريس ماركر، وكان المونتاج مساهمةً من المركز الكوبي للسينما بعد أن اضطر غوسمان للهرب من تشيلي ولتهريب المواد المصورة. أما مصور الفيلم خورخي سيلفا فقد اختفى مع بداية عهد بينوشيه ليكون حتى اليوم واحداً من ثلاثة آلاف من المفقودين.
لا تنظر خلفك
عرض استعادي بحضور المخرج د.ا. بينيبيكر
فيلم من روائع تاريخ السينما التسجيلية وسينما الموسيقا. يرصد فيه مخرج كبير من رواد السينما المباشرة (Direct Cinema)جولة بوب ديلان في انكلترا عام 1967. بدون تعليق وبدون تصنيع نتعرف في الفيلم على واحد من ألمع مؤلفي الأغنية المعاصرين، على حياته القريبة وعلى أصدقائه المقربين، وعلى حبيبته حينها المغنية الشهيرة جوان بايز، وعلى أسئلة النجومية والإبداع، وكذلك على مرحلة تاريخية من الثقافة الأمريكية، المرحلة الموازية لجيل البيت ولنشوء وعي فني وفكري مختلف أثناء حرب فييتنام، على بعض من المبدعين الذين أثّروا في سياق الإبداع الإنساني من بعدهم.