أيام سينما الواقع DOX BOX في دورته الثالثة
احتفاء متنامي بالسينما التسجيلية في دمشق
يامن محمد
يتابع مهرجان أيام سينما الواقع تقدمه للسنة الثالثة على التوالي، دون تباطؤ وبنمو مطّرد احتفاءً بالسينما التسجيلية محلياً وعالمياً… في ثلاث مدن سورية: دمشق، حمص، وطرطوس.
أيام سينما الواقع DOX BOX 10 … يبدأ فعالياته في الثالث من آذار في صالتي الكندي والقباني في دمشق ابتداءً بفيلم الافتتاح shout الهولندي وهو واحد من بين الكثير من الأفلام التي سيعرضها المهرجان هذا العام بالإضافة إلى النشاطات الأخرى وجديدها لهذه الدورة كما صرح عضو اللجنة التنظيمية عروة النيربية مسؤول البرنامج؛ تظاهرة جديدة بعنوان أصوات من سورية . خمسة أفلام سورية مرشحة لنيل جائزة (دوكس بوكس صورة) أي بالتعاون مع شركة “صورة” للإنتاج الفني التي يديرها المخرج حاتم علي، والمخرجون السوريون هم: نضال الدبس، عمار البيك، سامر برقاوي، نضال حسن، ولينا العبد… أما التظاهرات الخاصة فهي اثنتان، الأولى “رجال ونساء” وتحكي عن الهوية الفردية والثانية “الطبقة العاملة تصعد إلى الجنة” وهي مقاربة لتلك المراحل المترعة بالأحلام القديمة حول تسيّد العمال للمجتمع وصولاً إلى الأزمة المالية الحالية.
“نحن فخورون هذه السنة بعد نجاح الدورتين السابقتين” يقول عروة في المؤتمر الصحفي قبيل المهرجان “فقد وصل عدد الأفلام في ثالث دورات المهرجان إلى 43 فيلماً” وكان الانتقاء عبر لجنة تم الحرص في تشكيلها على ألا تضم من يتسيد على غيره لاختصاصه أو عمره، فكانت في غالبيتها من الشباب ويضيف عروة “هناك أربعة أفلام من لبنان، وستة من بولونيا… أما لبنان فلأنها من بيئة قريبة وغنية، وأما بولونيا فلأهميتها سينمائياً، فهي رائدة في السينما وفي السينما التسجيلية خصوصاً” بالإضافة إلى تشيلي والتجربة الغنية للمخرج “باتريسيو غوسمان” صاحب ثلاثية “حرب تشيلي” الشهيرة “والتي سوف تعرض لأول مرة ربما في العالم العربي”… وغوسمان واحد من ثلاثة مخرجين سيحتفي بهم المهرجان ويستضيفهم، والباقيان هما كريس هيغدس ود.ا.بنيبيكر الذي هو من رواد السينما التسجيلية في العالم وأحد مؤسسي سينما الحقيقة أو المباشرة من الخمسينات “Direct cinema” ويؤكد عروة على أهمية هذا المخرج مذكراً أنه أول من عدل الكاميرا السينمائية لتحمل على الكتف.
وهناك مناسبات خاصة في قلب البرنامج من ضمنها مناسبة تتعلق بالأطفال كالفيلم الكندي “أنطوان” الذي يتحدث عن طفل أعمى بعمر الثامنة، ويرغب المهرجان كما عبر عروة، أن يتعمق هذا النشاط، المطلوب منه في النهاية انتشال الأطفال واليافعين من نمط التلقي المتعلق بالاستهلاكي من الأفلام التي تغزو بكميات هائلة أدمغتهم وتضغط على كيانهم باتجاه معلوم.
ومناسبة خاصة أخرى هي تحية لكأس العالم القادم وعرض خاص لفيلم عن زيدان، صوِّر ب17 كاميرا سينمائية لتشكيل بورتريه خاص جداً.
![]() |
ملصق المهرجان |
الجانب التخصصي
وأما عن الجوانب الأكثر تخصصاً فتؤكد ديانا الجيرودي مسؤولة الأنشطة التخصصية أنه “نظراً لقدوم الخبرات المتنوعة والإقبال على المهرجان نحاول أن نطور المهرجان باستمرار والاستفادة من هذه المعطيات، فالمهرجان ليس نسخة ثابتة الإعداد بل هي قابلة للتطور والتغيير سواء في برنامج العروض، أو الأنشطة التخصصية” وهكذا ينتج لدينا ثلاثة برامج لهذه الدورة: مخيم التدريب (لاستقطاب مخرجين من حول العالم العربي، أصحاب خبرة سابقة) وبرنامج تكوين (من غير المختصين) وبرنامج “تبادل” وهو –كما وصفته الجيرودي- فرصة تعريف وتنمية سينمائية.. وحول سؤال لموقع الجزيرة الوثائقية، يدور عن النجاح في الإدارة للدورتين السابقتين، وعن إمكانية الاستفادة من الخبرة المتراكمة لدى المهرجان “غير الرسمي” لصالح تجارب أخرى في مجالات أخرى في سوريا، وخارجها أيضاً، أوضحت الجيرودي أن المهرجان سوف يُصدر في المستقبل كتيباً يلخص تجربة أيام سينما الواقع ما يمكّن الآخرين من الإفادة والاطلاع، كما أنه لم يفتها التأكيد على الدور الهام للتكنولوجيا في هذه التجربة كما في غيرها من التجارب الجديدة (حيث أن هذه التجربة لم تكن لتنجح لو أننا كنا في بداية الثمانينات مثلاً) فالإنترنيت يوفر فرصة هامة واستثنائية لتعرف ما لدى الآخرين بسهولة كبيرة نسبياً، وليعرفوا ما لديك، وقبل ذلك لتتعرف إليهم ويتعرفوا إليك، ومن ثم السهولة في التواصل والتعامل.
يذكر أن المهرجان يحظى برعاية لوجستية من قبل المؤسسة العامة للسينما وهو تعاون يصفه عروة بأنه جيد جداً، ويؤكد من جهة أخرى أنهم لا يزالون يطورون العلاقات العربية في إطار التعاونات، كما شركة ناس، والتعاون مع مهرجانات أخرى، وتعاون من دول مجاورة.
ويذكر أنه من بين الضيوف هشام بن عمار صاحب “كان يا ما كان”، وعدة مخرجين لبنانيين.
![]() |
بروتريه خاص لزيدان كتحية لكأس العالم |
أرقام
من جهته كشف زاهر العمرين المسؤول الإعلامي للتظاهرة عن أرقام لها دلالتها: فعدد المتقدمين للأنشطة بلغ أكثر من 180 متقدم، وهناك ثمانين ضيف من ضمنهم المخرجين يستضيفهم المهرجان، وعدد الأفلام التي تعرض للمرة الأولى في العالم العربي يبلغ 19 فيلماً، وأربعة تعرض للمرة الأولى في العالم، ولا ننسى جائزة الجمهور التي يتنافس 15 فيلماً مرشحاً لنيلها من خلال تصويت الجمهور فقط، وعدد الحضور بلغ في الدورة السابقة 12000 متفرج.