مدينة المهدية محط أنظار المخرج أحمد الدوس

مبروكة خذير- تونس

يؤمن بأن مدينة المهدية لم تستوف حظها من الدراسة و التوثيق مقارنة بالإرث التاريخي الذي تستبطنه،ذلك هو المخرج الشاب التونسي أحمد الدوس الذي آمن بأن الثقل الحضاري لمدينة المهدية التونسية يستوجب مزيدا من الوثائقيات التي تأخذ بعين الاعتبار لما لهذه المدينة من وزن في بناء الحضارة العربية الإسلامية .فقد كانت معبرا لحضارات متعاقبة و منها انطلقت كل الإمبراطوريات تنحت مجدها.

كانت البداية لأحمد الدوس بفيلم وثائقي قصير يحمل عنوان”المهدية …تخليدا لعاصمة” .فيلم تطلب انجازه تسعة أشهر ليرى النور أخيرا .في خمس دقائق اختصر الشريط الوثائقي مجد الحضارات التي مرت بمدينة المهدية.و بأسلوب فني يمزج بين الصورة  ثلاثية الأبعاد و الصورة الحقيقية الواقعية من إرث هذه المدينة حاول المخرج أحمد الدوس أن يبرز للمشاهد أهم معالم المهدية الشامخة إلى اليوم.

ملصق الفيلم

خمس دقائق تمهيدا لفيلم وثائقي طويل

المهدية…تخليدا لعاصمة، أنجزه المخرج الدوس للمشاركة في مسابقات الجزيرة الوثائقية للأفلام القصيرة ،لكن الفيلم حضر متأخرا بعض الشيء فكان شرارة لتحدي آخر يفكر أحمد الدوس في خوضه لاحقا.هذا المخرج الشاب يحضر الآن فيلما طويلا سيكون فيه مزج بين الوثائقي و السينمائي.و لن يبتعد عن موضوع فيلمه القصير:مدينة المهدية  السيناريو اليوم جاهز   و هو عبارة عن رد الاعتبار للثقل التاريخي الذي تحفل به مدينة المهدية.هذا الفيلم الطويل سيأتي حسب السيناريو على كل حقب ولاية المهدية منذ نشأة أول دولة شيعية و عاصمتها المهدية سنة 920 ميلادي إلى التاريخ المعاصر لهذه المدينة.و لكن بين أول دولة شيعية و الراهن اليوم حقب تاريخية كثيرة منها كيفية وصول الشيعة للحكم في المهدية و طريقة تعاملهم مع السنة و الصراع الذي حصل بينهم.و منها أيضا ثورة صاحب الحمار و الصراع الإسلامي المسيحي أي العثماني الإسباني…

الدوس اثناء العمل على فيلمه

أما تقنيا فسيكون الفيلم الطويل لأحمد الدوس مزيجا بين الصورة ثلاثية الأبعاد و التمثيل .ذلك أن الشخصيات التاريخية كمؤسس مدينة المهدية عبيد الله المهدي أو الخلفاء الفاطميين و درغوث باشا و غيرهم سيكونون مجسدين في شخص ممثلين تونسيين محترفين.و سيكون التصوير في أماكن متعددة منها مدينة المهدية و القيروان و سوسة و كذلك القاهرة و فينيس حيث يوجد تمثال عريق حمله النورمان لمدينة فينيس الفرنسية كرمز للنصر المسيحي  و هو اليوم معلق فوق كنيسة هناك.
خلاصة القول إذا فالشريط الطويل لأحمد الدوس سيتطرق لتاريخ تونس من الفتح الإسلامي إلى اليوم.السيناريو جاهز اليوم و قد وقع الاتفاق مع مخرج تونسي و تبقى الآن مسألة الدعم و هي معضلة كل مخرج تونسي شاب في بداية طريقه.


إعلان