“قادمون يا غزة” يفوز في تصويت الجمهور اليوناني
انتخب الجمهور اليوناني وثائقي الجزيرة ” قادمون يا غزة” كأفضل إنتاج لهذه السنة، وذلك في مهرجان سالونيك الدولي الثاني عشر.
وحاز الوثائقي الذي أنتجته قناة الجزيرة على أكثر من 4900 صوت جعلته يتقدم على أكثر من 30 وثائقيا اشترك في جائزة الجمهور من أصل 186 وثائقيا هي مجموع الأفلام الوثائقية التي اشتركت في مهرجان هذا العام.
![]() |
الإعلان عن الجائزة
واعتبر يورغوس أفيروبولوس الصحفي اليوناني الذي أنتجت شركته الإعلامية الفيلم الوثائقي لصالح قناة الجزيرة، أن تصويت الجمهور اليوناني لصالح فيلم وثائقي يتحدث عن فك الحصار عن قطاع غزة إنما يعبر بشكل واضح على مدى التأييد والدعم الذي تلقاه قضية الشعب الفلسطيني لدى الشعب اليوناني.
وأضاف أفيروبولوس أن المئات من الشباب اليونانيين وقفوا ساعات طويلة أمام طوابير الانتظار لكي تتسنى لهم متابعة الوثائقي الفائز، وذلك من دواعي سرور وفخر كل من أسهم في إنتاج هذا العمل الرائد.
وعن المبلغ المالي الذي يصاحب الجائزة ويقدر بحوالي 10 آلاف يورو أوضح الصحفي اليوناني أن القائمين على الوثائقي قرروا التبرع به لصالح الحملة الدولية لرفع الحصار على غزة حيث سيتم استخدامه لشراء مواد بناء يتم شحنها إلى غزة عن طريق أسطول الحملة الذي يستعد خلال الفترة القادمة لتسيير سفن كبيرة باتجاه القطاع المحاصر.
وحول نفس الموضوع اعتبر فاغيليس بيساياس مسؤول حملة “غزة الحرة” ومالكي سفينتي كسر الحصار اللتان أبحرتا لغزة صيف 2008 أن التصويت لصالح الوثائقي الذي يذكر بقضية غزة لأن الشعب الفلسطيني يعبر من خلال صموده عن الذاكرة الجمعية لكل المقاومين والأحرار على الأرض، مضيفا أن الشعب الفلسطيني ليس مجرد شعب يتعرض لضغوطات وإرهاب الاحتلال الإسرائيلي ويصمد أمامها دون أن يحرك ساكنا، لكن المدهش فيه هو أنه رغم ظروفه القاهرة فهو يخرج من أحشائه طرقا جديدة للمقاومة والصمود، معتبرا أن هذا هو سر إعجاب الجمهور اليوناني وكثير من الشعوب الأوروبية بهذا الشعب ومقاومته.
![]() |
الجمهور الذي صوت للفيلم ويتعاطف مع القضية
وأضاف بيساياس أن الوثائقي ” قادمون يا غزة” يؤكد أن الشعب الفلسطيني أصبح اليوم مثالا لكل شعوب العالم في مجال التضحية والثبات على الهوية الوطنية والدينية والثقافية، بل أصبح رديفا للمقاومة وشعارا لها رغم أن الكثير من حركات التحرر في العالم عرفت تراجعات وانتكاسات خطيرة.
واعتبر الناشط اليوناني أن الجمهور اليوناني من خلال تصويته لوثائقي ” قادمون يا غزة” قد أرسل تحية شرف إلى الشعب الفلسطيني الذي يصر على العيش بكرامة، ومقاومته التي وصفها بالنقية التي لم تغيرها السنوات والأعوام.
روان الضامن الإعلامية في قناة الجزيرة ومنتج برنامج تحت المجهر الذي شكل الوثائقي أحد حلقاته أكدت في حديث للجزيرة الوثائقية أن من حق الجزيرة أن تفتخر بهذه الإنتاج المتميز وبالعمل مع الفريق العربي واليوناني الذي أنتجه، حيث كان هناك اهتمام واضح وإصرار من جميع المساهمين في العمل على التميز والجودة منذ اللحظة الأولى لبدء إنتاج الوثائقي.
وأضافت الضامن أن من علامات تميز هذا الإنتاج أنه مرشح كذلك للمشاركة في مهرجان الجزيرة الدولي السادس والذي سيجري خلال شهر آب القادم.
عن تجربته مع الوثائقي ” قادمون يا غزة” والمعاني التي استحضرها عند قيامه بالعمل قال نيكولاوس زيرغانوس كاتب سيناريو الفيلم إن الهدف الذي سعى إليه النشطاء وهو فك الحصار عن مليون ونصف مليون شخص، هو في حد ذاته عامل إلهام كبير من حيث ضخامته وخطورته وإنسانيته معا، كما أن قدوم النشطاء من أماكن ودول ومعسكرات فكرية مختلفة ثم نجاحهم في الوصول إلى غزة يعد درسا عمليا في كيفية التعاون وتجاوز الأمور الثانوية في سبيل تحقيق الهدف الأسمى.
![]() |
فريق الفيلم
ولم يستغرب زيرغانوس تصويت الجمهور اليوناني للفيلم حيث إن العلاقات التقليدية بين الشعبين اليوناني والعربي أكثر من جيدة وخاصة العلاقات الفلسطينية اليونانية، كما أن الجمهور أراد أن يستقي معاني المقاومة والتحدي من تجربة غزة في الزمن الذي ندرت فيه الأمثلة الخالصة للمقاومة والتحدي.
واعتبر زيرغانوس أن السنوات الأخيرة تشهد تضامنا شعبيا عمليا – خاصة في صفوف الشباب – مع الشعب الفلسطيني ومع جميع الشعوب التي تشهد مقاومة الاحتلال، وهو ما أرجعه إلى العنف والوحشية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وهو ما يخلق شعورا بالحيف والظلم لدى الشعوب الأوروبية والغربية، كما أن مقاومة الفلسطينيين المستمرة منذ ستين عاما تشكل منارة ومثالا لكل الأوروبيين الذين يعيشون ظروفا مختلفة لا تمت إلى المقاومة بصلة.